تواصل الهيئات المدنية والحقوقية المتابعة للأوضاع بمخيمات الذل والعار بتندوف، إدانتها واستنكارها لما يعيشه الصحراويون المحتجزون هناك من طرف عصابة البوليساريو بدعم من نظام العسكر الجزائري، حيث أعلنت الجمعية الصحراوية لمكافحة الإفلات من العقاب في مخيمات تندوف (أسيمكات) أنها تراقب بقلق بالغ ما يتسرب من مخيمات تندوف بخصوص حملات الاعتقالات الممنهجة والقمع الممنهج لعناصر البوليساريو ضد الناشطين المدافعين عن حقوق الإنسان وأي صوت يعبر عن رأي مخالف للجبهة، أو ينتقد دوامة حالة حقوق الإنسان الكارثية داخل هذه المعسكرات، التي أصبحت، وبشكل متزايد، شاهدًا على حصار غير مرغوب فيه للحقوق والحريات. واستنكرت الجمعية الصحراوية لمحاربة الإفلات من العقاب في مخيمات تندوف، في بيان لها نشرته صحيفة "أتالايار" الإسبانية، استمرار دوامة القمع والترهيب ضد النشطاء الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف على الأراضي الجزائرية، على يد قيادة عصابة البوليساريو وبمباركة من السلطات الجزائرية، بسبب فضحهم لفساد قادة الجبهة الذي يجمع بين إقبار صوت المحتجزين وسلب المساعدات الإنسانية الدولية الصادرة باسمهم. وكشفت ذات الجمعية أنه وكجزء من هذه الموجة الجديدة من القمع غير المسبوق، تم اعتقال محمد سالم ماء العينين سويد، وهو مواطن إسباني من أصل صحراوي بسبب فضحه لفساد قيادة العصابة وتهريبهم للمحروقات، الذي كان برفقة شقيقته حيث لا يزال مكان تواجده مجهولاً على الرغم من محاولات أقاربه معرفة مصيرهم. وأضافت ذات الجمعية أن عناصر درك البوليساريو قاموا بتعذيب الناشط سالم سويد من قبل ما يسمى بعناصر درك البوليساريو، بعدما سلمته لهم عناصر من الجيش الجزائري بعد محاولته اللجوء لمركز عسكري متواجد بمدخل تندوف، من أجل التوجه إلى إرناني وهي مدينة تقع في مقاطعة غيبوثكوا التابعة لمنطقة إقليم الباسك شمال إسبانيا، يوم الأحد 30 أبريل المنصرم، وهي المدينة التي يقطن فيها مع شقيقته وأبناء أخته. وكشفت الجمعية الصحراوية لمحاربة الإفلات من العقاب في مخيمات تندوف، أنه تم نقل محمد سالم بعد ذلك إلى مكان مجهول بالرابوني التي توصف من طرف قادة العصابة بالعاصمة الإدارية، وفقا لما أخبر به أقاربه. وعلى ضوء هذه الأحداث الخطيرة التي هي جزء بسيط مما تتعرض له ساكنة المخيمات وناشطيها المحتجزين هناك منذ عقود من الزمن، طالبت الجمعية الصحراوية لمحاربة الإفلات من العقاب في مخيمات تندوف، بالتدخل الفوري والعاجل للمنظمات العالمية لحقوق الإنسان لمعرفة مكان وجود سالم ماء العينين سويد، كما طالبت جميع منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان بالتضامن مع المعتقل وغيره من ضحايا العصابة.