بعد أقل من 24 ساعة على إصدار منظمة مراسلون بلا حدود لتقريرها بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف 3 ماي من كل سنة، والذي صنّف الجزائر متقدمة على المغرب في حرية الصحافة بالرغم مما يقع فيها من انتهاكات وسجن للصحافيين والمدونيين بسبب آرائهم وانتقادهم لنظام العسكر الحاكم في البلاد، استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مدير المنظمة في شمال إفريقيا، خالد درارني، في حفل رسمي أقامه بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة. وكشفت الرئاسة الجزائرية أن تبون خصّ عدداً من الصحافيين الجزائريين الذين وصفتهم بالمعارضين والمعروفين بكتاباتهم السياسية النقدية تجاه السلطة، بهذا الاستقبال. ولعلّ الغريب في الأمر، أن تبون استقبل الصحافي خالد درارني مدير منظمة "مراسلون بلا حدود" في شمال إفريقيا، وهو الذي سبق له أن اتهمه بالعمالة والتخابر، وتمت ملاحقته قضائيا وحكم عليه بالسجن لعامين، قضى منها تسعة أشهر قبل أن يصدر الرئيس تبون عفواً في حقه. ويبدو أن العفو الذي حظي به درارني سابقا من طرف تبون كان بالمقابل وكان وفق تنازلات وخدمات يقدمها لنظام العسكر، ظهرت الآن عبر التقرير الأخير لمنظمة مراسلون بلا حدود، بعدما صنّف الجزائر متفوقة على المغرب في حرية الصحافة، بل تراجع المغرب بتسعة مراتب عن تصنيف السنة الماضية، بالرغم من أن المغرب لم يشهد خلال سنة 2023 اعتقال أي صحافي، كما وقع في الجزائر بعد الزج بإحسان القاضي في السجن والحكم عليه بخمس سنوات سجنا وإغلاق مقر مؤسسته الإعلامية. وفي هذا الصدد، علّق الناشط السياسي والمعارض الجزائري وليد كبير، على تغريدة نشرها خالد درارني على حسابه على تويتر يحاول من خلال تبرير حضوره لحفل تبون، بعدما تمت مهاجمته من طرف متابعيه، قائلا: " إيصال الرسالة ليس بالضرورة قبول دعوة زردة نظام مستبد في مأتم حرية الصحافة!". وأضاف وليد كبير موجها كلامه لمدير منظمة مراسلون بلا حدود في شمال إفريقيا، خالد درارني: أعتقد أن الدعوة التي قبلتها جاءت كمكافأة على تقريرك حول حرية الصحافة في المغرب الذي جعل ترتيب البلد الجار حسب مؤشر منظمة مراسلون بلا حدود، أسوء من ترتيب الجزائر، وطبعا هذا أفرح الطغمة الحاكمة!". وختم الناشط السياسي وليد كبير تغريدته مخاطبا درارني: "راهم فرحانين بيك علاش عرضوك وكرموك! العجب ممثل منظمة تدافع عن حرية الصحافة في حفل نظمه نظام حكم يقمع حرية الصحافة!".