أغلب حملات الوُسوم " الهاشتاغات" الناجحة في المغرب هي التي تقيسُ الجانب العاطفي والانساني لدى المتلقي كتلك التي تُطالب بتشديد عقوبة مغتصبي القاصرين أو تندد بحوادث الاعتداءات الجسدية و الجنسية على النساء و غيرها، والحملات الأخرى المرتبطة بالجانب الاحساني التبرعي مثل تلك التي تدعو مثلا إلى التبرع لجمع المال من أجل قيام طفل بتدخل جراحي للقلب العلاج من السرطان أو حالة اجتماعية تستحق التضامن. هذه كل " هاشتاغات" تنتشر كالنار في الهشيم وفي وقت وجيز، وتعمّرُ كثيرا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي يستعملها أغلب روادها، تخلق لديهم نوعا من الارتياح وتحقق لهم شِبه لذة واعتقاد بفكرة الحصول على الأجر في فعل" البرّطجَة"، انطلاقا من الحديث الشريف " الدال على الخير كفاعله". بخلاف الهاشتاغات الاخرى التي تدعو إلى رحيل المسؤولين عن مناصبهم وتكشف سوء تدبير المؤسسات العمومية، وتقييم أداء الحكومات وتلك التي تدعو إلى الخروج تنديدا بارتفاع الأسعار، تبقى "هاشتاغات " مخيفة شيئا ما، ويتم التشكيك غالبا في مصدر اطلاقها، فتعطي الانطباع على أنها اشتعال فتيل صرعات حزبية نقابية انتقلت من الواقع إلى الافتراضي، تزرع أيضا لدى أغلب ناشريها القليل من الارتباك والتردد والخوف من أداء "ضريبة" النشر واعادته وتحمل أحيانا الكلفة المرتفعة لإبداء الرأي. هي في الغالب "هاشتاغات" لا تعطي أكلها، لا تُغير شيأ ولا تدوم كثيرا، تبقى فقط متنفسا افتراضيا، تختفي بظهور إنجاز رياضي ينسينا الخيبات والاخفاقات في المجالات الأخرى، أو حادث مرور مؤساوي يشغلنا جميعا. مثل هذه "الهاشتاغات" ألِفها المسؤولون، ولم تعد تخيفهم أبدا، لا تحرك فيهم شيأ، وأصبحت لديهم فكرة مسبقة هي عبارة عن افتراض لديهم كونها قد تكون صَنيعة خلايا " ذباب إلكتروني" تابع لجهة ما مُعادية لتوجهاتهم، وانتماءاتهم السياسية حتى صاروا يعرفون حق المعرفة أنها "هاشتاغات" عابرة للبروفيلات، ناعمة، لا تشكل أي خطر على مستقبلهم السياسي ومصالحهم، لا تدوم طويلا، تسقط تباعا عند أول فرح جماعي.