سيقرب موقع "برلمان.كوم" خلال شهر رمضان الكريم، قراءه الأعزاء من أشهر الأحداث التي وقعت في العالم، وبقيت راسخة في الأذهان، على مر العصور، من خلال سلسلة تحمل إسم "أحداث عالمية هزت العالم". وسنتطرق خلال السلسلة الرمضانية، التي ستكون كل سبت وأربعاء، للحروب العالمية والكوارث، والإنقلابات التي كانت على رؤساء وملوك، وأزمات اقتصادية واجتماعية. وتتطرق الحلقة الرابعة من سلسلة "أحداث عالمية هزت العالم"، لتاريخ سقوط جدار برلين في ألمانيا، والذي كان يقسم العاصمة الألمانية برلين إلى شطرين. جدار فرق بين الشيوعية والليبرالية يعتبر جدار برلين أشهر جدار فاصل في تاريخ البشرية، حيث قسم مدينة برلين الألمانية إلى شطرين، الأول شرقي شيوعي تحت نفوذ الاتحاد السوفييتي، والثاني غربي ليبرالي تحت وصاية بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة. وتسبب بناء هذا الجدار في انقسام العالم إلى أيدلوجيتين مختلفتين منذ إنشائه عام 1961 وحتى انهياره عام 1989. سبب بناء جدار برلين يعود سبب بناء جدار برلين في ألمانيا عام 1961، من قبل حكومة جمهورية ألمانيا الديمقراطية أو ما يُعرف بألمانيا الشرقية، لمنع مواطنيها من الفرار إلى الجانب الغربي من ألمانيا. فبعد الحرب الألمانية شعر الألمان الشرقيون بالإحباط بسبب الظروف الاقتصادية السيئة التي كانت سائدة في ظل الحكم الشيوعي، وقرروا الانتقال إلى الجانب الغربي من ألمانيا، الذي كان يتمتع بالانتعاش الاقتصادي، ووصل عدد الهاربين إلى أكثر من 2.5 مليون شخص إلى ألمانيا الغربية. تفرقة الشعب الألماني خلف الجدار، المعروف أيضا ب"الستار الحديدي"، جروحا عميقة لدى سكان برلين، بعد أن أجبر بعضهم على العيش شرق المدينة، والبعض الآخر، غربها، ليقطع بذلك أوصالها على مدى عقود. أرقام حول الجدار كشفت العديد من المصادر التاريخية، أن 136 شخصا ماتوا وهم يحاولون عبور الستار الحديدي، وأن أكثر من ألف شخص فقدوا حياتهم وهم يعبرون الحدود الألمانية خارج برلين. وأضافت المصادر، أن الجدار كان يمتد على مسافة 186 كيلومترا، ويصل ارتفاعه إلى حوالي 12 مترا، وشارك في تشييده أكثر من عشرة آلاف جندي ألماني شرقي، وجرى تحصينه وترميمه عبر السنين. رمزية جدار برلين يرمز جدار برلين إلى الحرب الباردة، حيث كانت ألمانيا الشرقية متأثّرة بالسياسات التحالفية عن طريق ميثاق وارسو، وعلى الرغم من عدم خضوع ألمانيا إلى حكم الاتحاد السوفيتي في تلك الفترة، إلا أنّها كانت متأثّرة به بشكل كبير. سقوط جدار برلين أعلن المتحدث باسم الحزب الشيوعي في برلين الشرقية في التاسع من نونبر عام 1989، تغيراً في العلاقات مع ألمانيا الغربية، وقال في ذلك اليوم أنه باستطاعة مواطني ألمانيا الشرقية عبور الحدود إلى ألمانيا الغربية، وقد توافد سكان برلين الشرقية والغربية على الحائط، وتم تدمير الجدار، وتوحدت برلين لأول مرة منذ عام 1945. وتوجه أكثر من مليوني شخص من برلين الشرقية إلى برلين الغربية للاحتفال، قبل أن تتوجد بعد عام تقريباً من سقوط الجدار، ألمانيا الشرقية والغربية في الثالث من أكتوبر من عام 1990.