لبنى الفلاح، السيدة التي وَرِثت "كلالة" موقع الحياة اليومية بعد سجن محمد زيان، وحولته لما يشبه آلة القمار المعروفة شعبيا باسم "الرياشة"، خصوصا بعد تناسل شكايات الابتزاز ضدها، نشرت مقالا تتهجم فيه على الجميع، بما ليس فيهم، في استنساخ مرضي لفم أو بالأحرى "ماسورة" محمد زيان للصرف الصحي. المغاربة..مجرد قطيع. لم ترعوي لبنى الفلاح في إسدال وسم "القطيع" على عموم المغاربة، ولم يسلم من هذا الوصف البذيء سوى الفرقة الناجية، والتي تتألف حسب المعنية بالأمر من محمد زيان، المدان من أجل التحرش الجنسي والمتابع أيضا باختلاس أموال الدعم الانتخابي، وسليمان الريسوني وتوفيق بوعشرين وعمر الراضي الذين تطوق ذمتهم وأعناقهم تهم جنائية خطيرة تتعلق بالاتجار بالبشر والاعتداءات الجنسية العنيفة. فحسب لبنى الفلاح، فإن جميع المغاربة "قطيع" بمفهوم "البهائم"، وجريرتهم في ذلك أنهم اختاروا أن لا يكونوا مثل محمد زيان، الذي أكد التقرير المالي للمجلس الأعلى للحسابات برسم سنة 2021 أن حزبه السابق لم يرجع للدولة ملايين الدراهم الخاصة بالدعم الانتخابي. بل إن محكمة الأموال بالرباط لا زالت تنظر في شبهة اختلاسه لما يناهز 150 مليون سنتيم من مقدرات الشعب المغربي الممنوحة لمحمد زيان كدعم مالي في إطار استحقاقات انتخابية سابقة. هل تدرون لماذا تعتبر "وريثة محمد زيان" المغاربة قطيعا؟ بكل بساطة لأنهم اختاروا العيش بشرف ولم يستحلوا أعراض الموكلات ويتسلموا أتعابهم عينا وجنسا، مثلما فعل محمد زيان، كما هو موثق بأحكام عدة هيئات قضائية في مختلف أطوار ومراحل التقاضي. ولم تقتصر لبنى الفلاح على ازدراء المغاربة في المجمل، وإنما تجاوزت في "بسالتها" هذه، بالمفهوم العامي وليس اللغوي للكلمة، كل الحدود والمستويات المعقولة للتعبير، عندما تطاولت على الجسم الصحافي والإعلامي المغربي، واصفة إياه ب"المنبطح"، متوهمة أنها الوحيدة التي تملك وضعية سليمة عند انتصاب الجسد. ولمن يجهل سبب مهاجمة لبنى الفلاح لعموم الصحافيين والإعلاميين المغاربة، ما عليه إلا أن يراجع شكايات زملائها السابقين في موقع الحياة اليومية، وهي الشكايات التي نشرها موقع إخباري منذ حوالي شهر تقريبا. وقتها سيدرك القارئ أن "انبطاح" لبنى الفلاح هو انبطاح من نوع خاص، سنتولى التذكير به تبديدا للغموض وتنويرا للرأي العام. شبهة بيع الاعتمادات الصحافية في مستهل شهر فبراير المنصرم، فجر مراسل موقع الحياة اليومية (م.ي) فضيحة أخلاقية ومهنية مدوية، بعدما قرر اللجوء إلى المجلس الوطني للصحافة وإلى القضاء في مواجهة هذه السيدة، التي تصف المغاربة اليوم ب"القطيع"، وتتطاول على الصحافيين وتسدل عليهم وصف "المنبطحين". ومما يسرده هذا المراسل في شكايته، أنه لم يتوصل بأية مستحقات مالية لقاء عمله في موقع الحياة اليومية منذ يونيو 2020! والأفظع من ذلك، يستطرد المعني بالأمر، أن مديرة الموقع سلمت اعتمادات صحافية لمراسلين آخرين مقابل عمولات مالية خارج نطاق القانون! وكلمة "عمولات" الواردة هنا هي بالمفهوم اللغوي وليس الاصطلاحي حيث يعتبرها القانون "رشاوى ومزيات ومنافع غير مستحقة". وختم هذا المراسل بالتأكيد على رغبته "في تقديم شكايته ضد هذه المديرة التي اختارت نهج التلاعب بالبطائق الصحفية وتحويلها في اتجاه الابتزاز التجاري على عكس إرادة المراسلين في دعم الجريدة بموارد بشرية"، مردفا حديثه بالقول "لقد صار واضحا أن مطامع المديرة وهواجسها التجارية المنافية لمهنة الإعلام النزيه والشفاف هي مطامع ملازمة لنهج المديرة". ولئن كانت هذه الشكاية، هي في هذه المرحلة، مجرد تبليغ عن جرائم مفترضة، وأن التحقيق القضائي وتحريات المجلس الوطني للصحافة هما من سيؤكدان أو يدحضان هذه الوقائع، إلا أن هذا يعطينا على الأقل انطباعا عمن هي السيدة لبنى الفلاح! كما تسمح لنا هذه الشكاية بطرح أكثر من علامة استفهام حول سلوك المعنية بالأمر، وخلفيات خروجها بمقالات "الأرض المحروقة" التي تهاجم جميع المغاربة بمن فيهم بعض المسؤولين العموميين. تمثلات القدسية ترى لبنى الفلاح، التي خرجت فجأة من أكمة محمد زيان، بأن هناك من المسؤولين المغاربة من يرفل في ثياب القدسية والقداسة. بل تطرفت المعنية كثيرا عندما علّبت المغاربة جميعا ضمن ما سمته "نظام التفاهة"، معتبرة بأن المعلم والطالب يتبادلان معا أدوار تفريخ "جيل هجين من المغاربة"! وهنا نتساءل مع لبنى الفلاح على أي مقياس علمي اعتمدت لتحديد مردودية المعلم أو الطالب المغربيين؟ وإذا كان نظامنا تافها كما تزعم، فمن أي نظام تخرجت هي وباقي الفرقة الناجية معها؟ وهنا وجب التذكير بأن التفاهة الحقيقية هي أن يعيش الإنسان في جلباب شخص آخر، ويستنسخ مثالبه وأوساخه، وأن لا يستطيع الخروج من بوتقة التبعية العمياء، حتى وإن كان المتبوع شخص مدانا بالسجن في جرائم مالية وجنسية وأخلاقية، مثلما هو حال محمد زيان اليوم. والحديث عن "القدسية" المزعومة التي يتدثّر بها بعض المسؤولين العموميين، هو مجرد تحوير recyclage لتمثُّلات نمطية ومرضية عند بعض من يتخلفون عن الركب! فأي قدسية يتمتع بها عبد اللطيف حموشي ودوريات الشرطة، التي تتبع له إداريا، حررت مخالفة مرورية في حق أفراد عائلته؟ فهل هذه هي القدسية المزعومة؟ أم أن القدسية المنشودة هي أن تتنصّل لبنى الفلاح من المتابعة القضائية والتأديبية رغم شبهات بيع الاعتمادات الصحافية لمراسلين بسطاء يبحثون عن أول درج لهم في مسار الصحافة؟