نظمت القنصلية العامة للمملكة المغربية بمدينة فالنسيا الاسبانية، يوم السبت الماضي، احتفالا يخلد الذكرى 65 للزيارة التاريخية التي قام بها بطل التحرير والاستقلال والمقاوم الأول الملك محمد الخامس، لمحاميد الغزلان بإقليم زاكورة يوم 25 فبراير 1958، حيث استقبل الملك الراحل وجهاء وشيوخ وممثلي القبائل الصحراوية لتجديد البيعة والولاء، وجسد في خطابه التاريخي بالمناسبة مواقف المغرب ومواصلة نضاله من أجل استكمال وحدته الترابية. وحسب بلاغ القنصلية العامة للمملكة المغربية بمدينة فالنسيا الاسبانية، فقد شارك في هذه الاحتفالية التي أقيمت في مقر القنصلية العامة، مجموعة من رؤساء وممثلي النسيج الجمعوي المغربي العامل في مختلف المجالات، وكذا نخبة من أفراد الجالية المغربية بمدينة فالنسيا والمدن الأخرى التابعة له. وأوضح البلاغ، أن هذا اللقاء كان مناسبة لاستحضار ما تمثله الذكرى ال 65 لمعركة الدشيرة المجيدة التي تصادف الذكرى ال47 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية غداة المسيرة الخضراء المظفرة، التي أبدعتها عبقرية الملك الراحل الحسن الثاني، والتي جسدت ذلك التلاحم العميق بين العرش والشعب بمختلف شرائحه وأطيافه في ملحمة استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية المقدسة. وخلال هذا اللقاء، ألقى القنصل العام، كمال أريفي، كلمة أكد فيها على ما تمثله هاته الملاحم التاريخية بالنسبة لكل المغاربة من قيم وطنية ودينية وتضحيات جسام في سبيل الوطن. وأضاف أريفي، أن أيام 25 و28 فبراير و1و2 مارس، تمثل محطات مضيئة في تاريخ المغرب الحديث، إذ جسدت انتصارا للشعب والعرش في معركة نضال طويلة، إحقاقا للحرية والكرامة واسترجاعا للحق المسلوب. وأشار إلى أن الزيارة الملكية الميمونة لمحاميد الغزلان كانت تعبيرا واضحا وقويا عن عزم الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد على استكمال استقلاله، وحرصه على المضي قدما لاسترجاع أراضيه المغتصبة. واعتبر القنصل العام، أن ذكرى معركة الدشيرة وإجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية، تعدان محطتان منيرتان في تاريخ الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال، وتجسد معركة الدشيرة واسطة عقد منظومة الملاحم الغراء التي تحققت بفضل النضال المستميت والتلاحم المكين بين العرش العلوي المنيف والشعب المغربي الأبي، بالمسيرة الخضراء وإنهاء وجود الاحتلال الأجنبي بالأقاليم الجنوبية للمملكة. وأكد القنصل العام، على أن مغرب اليوم، بقيادة باعث النهضة المغربية الملك محمد السادس، يقف صامدا في الدفاع عن حقوقه المشروعة، مبرزا بإجماعه التام استماتته في صيانة وحدته الثابتة، ومؤكدا للعالم أجمع، من خلال مواقفه الحكيمة والمتبصرة، على إرادته القوية وتجنده التام دفاعا عن مغربية صحرائه، ومبادرته الجادة لإنهاء كل أسباب النزاع المفتعل، وسعيه إلى تقوية أواصر الإخاء بالمنطقة المغاربية خدمة لشعوبها وتعزيزا لاتحادها واستشرافا لآفاق مستقبلها المنشود. وفي هذا الإطار ثمن القنصل العام عاليا المواقف البطولية للجالية المغربية التي لا تذخر جهدا في الدفاع على القضية الوطنية، وأشار كذلك للدور المهم الذي ما فتئت تلعبه الجالية المغربية المقيمة بالخارج لخدمة قضية الصحراء المغربية، والتصدي الحازم لخصوم وأعداء وحدتنا الترابية ببلدان الإقامة. وأشار كذلك أن تخليد هذه الملاحم العظام يأتي في سياق دولي ومنعرج تاريخي مهم بالنسبة للقضية الوطنية التي عرفت مؤخرا تطورات إيجابية هامة على الساحة الدولية والإقليمية.