في وقت طالب فيه العديد من المغاربة السياسيين بالابتعاد عن مجال كرة القدم، بعد تفجر فضيحة التسمسير في تذاكر مونديال قطر، والتي وردت أسماء برلمانيين من حزب التجمع الوطني للأحرار فيها، وفي مقدمتهم البرلمانيين محمد بودريقة الرئيس السابق لفريق الرجاء البيضاوي، ومحمد الحيداوي الرئيس الحالي لأولمبيك أسفي، ونغست على الجماهير المغربية فرحة إنجاز أسود الأطلس بقطر، يواصل حزب التجمع الوطني للأحرار إحكام قبضته على فريق حسنية أكادير، حيث تولى صبيحة اليوم السبت، ابن قيادي في الحزب ورئيس غرفة التجارة والصناعة بجهة سوس ماسة، رئاسة "غزالة سوس" وسط سخط جماهيري كبير. ونجح أمين ضور ابن سعيد ضور البرلماني سابقا، ورئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة سوس ماسة حاليا، في الوصول لرئاسة الفريق كمرشح وحيد لهذا المنصب، في الجمع العام الاستثنائي الذي جرت أطواره اليوم بملعب أدرار بأكادير، بعد انسحاب اللائحة الثانية التي يتزعمها عبد الرحمان اليزيدي من سباق التنافس على منصب الرئاسة، لأسباب قال بأنها مرتبطة بطريقة تعامل رئيس اللجنة المؤقتة التي سهرت على الإعداد للجمع العام الاستثنائي، معه ومع أعضاء لائحته. ويبدو أن فريق حسنية أكادير أصبح رهينة بيد أشخاص بعينهم يتناوبون على رئاسته، القاسم المشترك بينهم هو انتماؤهم وتعاطفهم مع حزب التجمع الوطني للأحرار، خصوصا وأن المجموعة الاقتصادية "أكوا" لمالكها عزيز أخنوش رئيس جماعة أكادير هي الداعم الرئيسي "لغزالة سوس". وقد كان معلوم حتى قبل تقديم اللوائح المترشحة أن أمين ضور هو من سيخلف الحبيب سيدينو في منصب رئيس الحسنية، علما أنه هو من كان نائبه في المكتب السابق الذي تم تشكيله بالتوافق بعدما كان ينافس سيدينو على الرئاسة خلال الجمع العام السابق. ويواجه أمين ضور إكراهات كبيرة، أولها عدم توفره على الدعم الجماهيري، حيث ظلت الجماهير تردد اسمه إلى جانب سيدينو في الملعب مطالبة برحيلهما عن الفريق، بل أصبح اسمهما مكتوب على جل الجدران والشوارع بعاصمة سوس، محملين إياهما مسؤولية الوضع الذي آلت إليه الحسنية. ومن بين الإكراهات الأخرى التي تواجه الرئيس الجديد لحسنية أكادير، هو توفير السيولة المالية لإغراء اللاعبين عبر منح لبذل مجهودات أكبر لتحقيق نتائج إيجابية والهروب من منطقة الخطر، لتفادي النزول للقسم الثاني خصوصا في هذه الظرفية التي يترأس فيها عزيز أخنوش جماعة أكادير، هذا الأخير الذي يخشى من أن يكون مصير الفريق في عهده كمصير فرق مرجعية تسببت الصراعات السياسية في إعدامها وإرسالها للقسم الثاني بل لأقسام الهواة، على غرار النادي القنيطري والكوكب المراكشي ونهضة سطات والنادي المكناسي... ولعل من الصدف أن يوم وصول أمين ضور لرئاسة الحسنية، تزامن مع المباراة التي ستجمع الفريق باتحاد طنجة، وهما فريقين يتنافسان في مؤخرة الترتيب وكل واحد منهما يسعى للهروب من منطقة الخطر، حيث ستكون هذه المباراة الأولى لضور وهو رئيس للفريق، ما سيجعل نتيجتها سيف ذو حدين، فقد تجعله ينال رضا جماهير الحسنية إن حقق الفريق نتيجة إيجابية، فيما قد تجعله في فوهة المدفع وهذه المرة بصفته رئيسا وليس نائبا لسيدينو إن أخفق الفريق في تحقيق نتيجة ترضي الجماهير السوسية.