لم يستوعب نظام العسكر الجزائري أن الناشطة الجزائرية المعارضة أميرة بوراوي تتواجد فوق الأراضي الفرنسية، وهرع النظام بأمر من الرئيس الفعلي السعيد شنقريحة أو كما أسمته المعارضة بوراوي "شين الريحة" إلى استدعاء سفير البلاد في فرنسا للتشاور، وكأن حال لسانه يقول للرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون "رد لينا غازنا". وفي تحد للكابرانات كتبت أميرة على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك: "عجوز العسكر شين الريحة بعد سماعه بأنني في باريس احتسى القهوة ولم تتمكن مخابراته الغبية الخرقاء من تحويلي قصرا إلى الجزائر". وأكدت الناشطة أن رحيلها إلى فرنسا عبر تونس ليس هروبا إلى "المنفى"، وأنها "ستعود قريبا"، وكتبت الصحافية التي كانت ممنوعة من مغادرة الجزائر وأوقفت في تونس قبل إطلاق سراحها بأمر من المحكمة، وتوجهها إلى فرنسا الإثنين المنصرم، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس": "لم أذهب إلى المنفى، فأنا في بلدي هنا مثلما كنت في الجزائر". وكان موقع "ألجيري بارت" الجزائري قد أفاد بأن الناشطة وصلت إلى تونس الجمعة الماضي، وأوقفت أثناء محاولتها الصعود على متن طائرة متجهة إلى فرنسا بجواز سفرها الفرنسي؛ بعد ذلك، قرر القضاء التونسي الإفراج عنها وتأجيل قضيتها إلى 23 فبراير، بحسب محاميها، لكن شرطة الحدود أوقفتها وتعرضت للاختطاف بغية ترحيلها إلى الجزائر قبل أن تتمكن أخيرًا من الخروج ومغادرة تونس. وأكدت بوراوي اختطافها من قبل شرطة الحدود التونسية، وأضافت في منشور لها على فايسبوك: "أشكر كل الذين أكدوا أنني لن أجد نفسي خلف القضبان مرة أخرى"، مشيرة إلى والصحافيين، والموظفين القنصليين في سفارة فرنسا في تونس. وسُجنت أميرة بوراوي التي تعد واحدة من أشهر النشطاء المؤيدين للتغيير الديمقراطي في الجزائر في العام 2020 بتهم سياسية ثم أطلق سراحها في 2 يوليوز 2020؛ وأكد موقع إذاعة "راديو إم" الجزائرية، حيث كانت تقدم برنامجا سياسيا منذ شتنبر الماضي، أن بوراوي "معروفة منذ مشاركتها في حركة "بركات" سنة 2014، التي قادت حملة ضد الولاية الرابعة للرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، وحاولت عدة مرات مغادرة الجزائر في الأشهر الأخيرة لزيارة ابنها المستقر في فرنسا، لكن لم تستطع ذلك لمنعها من قبل السلطات الجزائرية".