يجد أسطورة بريطانيا سابقا اللورد سيباستيان كو نفسه تحت ضغط هائل بعدما اعتبر تقرير الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا) ان مسؤولي الاتحاد الدولي لألعاب القوى كانوا على علم بفضيحة المنشطات الروسية وأن الفساد مستشر فيه بشكل واسع. وقال التقرير الذي أعده رئيس «وادا» سابقا ريتشارد باوند ، إن «الفساد مستشر في هذه المنظمة»، لكنه اعتبر بأن كو الذي استلم رئاسة الاتحاد الدولي لالعاب القوى في غشت الماضي خلفا للسنغالي لامين دياك، الشخص المناسب لقيادة العملية الاصلاحية في المنظمة العالمية. ورأى تقرير باوند بان عملية التنشيط المنظم ليست محصورة بروسيا، مضيفا: «الفساد مستشر في المنظمة… هناك انهيار هائل في الهيكل الاداري وافتقاد للمساءلة. لا يمكن تجاهل ما يحصل او التغاضي عنه واعتبار (الفساد) عنصرا منشقا غريبا يتصرف من تلقاء نفسه». وأشار باوند إلى أن مجلس الاتحاد الدولي لألعاب القوى الذي يشمل كو، كان على علم بما يحصل، مضيفا: «ان مجلس الاتحاد الدولي لألعاب القوى لا يمكن ان يكون على عدم دراية بحجم المنشطات في اللعبة وعدم فرض تطبيق قوانين مكافحة المنشطات». لكن باوند رأى أن وجود كو في رئاسة الاتحاد الدولي سيساعد في العملية الاصلاحية: «في ما يخص قدرة اللورد كو على البقاء في رئاسة الاتحاد الدولي لالعاب القوى، فانا اعتقد انها فرصة مذهلة للاتحاد الدولي لالعاب القوى لاستغلال هذا الامر والتقدم الى الامام والخروج من ذلك (الازمة) تحت قيادة قوية». وواصل: «هناك عمل هائل يجب القيام به لاستعادة السمعة (سمعة الاتحاد الدولي)، ووصولا الى مسألة الاشخاص، لا يمكنني التفكير بأي كان افضل من اللورد كو لقيادة هذه العملية. وبالتالي، نحن نتأمل الخير في ما يخص هذه المسألة». وتفجرت فضيحة منشطات كبيرة تتعلق بروسيا ما ادى الى ايقافها من قبل الاتحاد الدولي. واتهمت الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات روسيا في نوفمبر باتباع «تنشيط منظم» لرياضيها من خلال نظام تورط فيه ايضا مسؤولون في الاتحاد الدولي اتهموا بتغطية بعض حالات المنشطات لقاء حصولهم على المال. وعقد مجلس الاتحاد الدولي اجتماعا طارئا في 13 من الشهر ذاته قرر خلاله ايقاف روسيا مؤقتا، فاتحا الباب امام احتمال غياب الرياضيين الروس عن دورة الالعاب الاولمبية في ريو دي جانيرو من 5 الى 21 غشت 2016. والتقرير الذي نشر أمس هو الثاني لباوند الذي كشف في تقريره الاول في نوفمبر الماضي بان هناك «رعاية حكومية» لنظام التنشط في روسيا. ثم اضاف في تقريره الجديد بأن دياك الذي فتح القضاء الفرنسي تحقيقا بحقه في قضايا فساد تتعلق بحملة مكافحة المنشطات في الاتحاد الدولي وبأنه تلقى اموالا من اجل حجب الحقيقة في بعض الحالات وتم تعليق عضويته الفخرية بسبب خضوعه للتحقيقات، قال لأحد المحامين انه بحاجة لاجراء صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لضمان عدم مشاركة 9 رياضيين روس متهمين بالتنشط في بطولة العالم التي اقيمت في موسكو عام 2013. وتحدث التقرير عن ارتفاع مفاجئ من 6 ملايين الى 25 مليون دولار في الحقوق الروسية لبث بطولة العالم لعام 2013، وتم تمويل ذلك من قبل مصرف روسي. وأشار التقرير الى ان دياك اختار بنفسه احد المحامين لتولي قضية التنشط الروسي رغم انه يفتقد الى خبرة الاجراءات المتبعة في قضايا مكافحة المنشطات. والتورط في فضيحة المنشطات متشعب جدا، اذ طالبت لجنة الاخلاق في الاتحاد الدولي بالايقاف لمدى الحياة عن أي نشاط في هذه الرياضة لثلاثة مسؤولين هم السنغالي بابا ماساتا دياك نجل رئيس الاتحاد الدولي السابق وامين الصندوق السابق في الاتحاد الروسي فالنتين بالاخنيتشيف ومواطنه مدرب سباقات المسافات الطويلة اليكسي ملنيكوف. كما أوصت اللجنة بايقاف مدير مكافحة المنشطات في الاتحاد الدولي لالعاب القوى غابرييل دولي لخمس سنوات. وكانت لجنة الاخلاق قررت فتح اجراءات تأديبية ضد الاشخاص الاربعة في 8 نوفمبر الماضي بعد اتهامهم بالفساد من خلال التكتم على فضائح المنشطات في روسيا. وبدوره، اعتبر كو ان الاجراءات التي اتخذتها لجنة الاخلاق التابعة لمنظمته بايقاف ثلاثة مسؤولين مدى الحياة هي رسالة قوية جدا. وقال كو: «لا يمكن ان نبعث برسالة اقوى من الايقاف مدى الحياة. وكل من تسول له نفسه الفساد وتلطيخ سمعة ألعاب القوى سيمثل امام العدالة». وأضاف: «سنستمر بالعمل مع السلطات الفرنسية ولجنة الاخلاق المستقلة في الاتحاد». وأصدرت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) مذكرة توقيف بحق بابا ماساتا دياك بحسب ما أعلنت في حسابها الرسمي على موقع «تويتر»، مشيرة الى انه مطلوب من فرنسا بتهم الرشوة وتبييض الاموال والفساد.