في إطار فعاليات النسخة العاشرة من المهرجان الوطني للوتار: "ايقاعات المغرب" في دورته: «إيقاعات الشاوية" بمدينة سطات، نظمت جمعية المغرب العميق لحماية التراث صباح اليوم، ندوة فكرية حول الة لوتار كإنتاج مغربي اصيل ودورها في اغناء المنجز الموسيقي الرعوي "وورشة تطبيقية حول هذه الالة في الموسيقى المغربية" من تأطير الأساتذة الباحثين الهاشمي الحبشي والمصطفى السعداني وتوفيق حماني ومشاركة مجموعة من الممارسين واشياخ لوتار، بالمركز الثقافي بسطات، وذلك بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع الثقافة. ويندرج تنظيم هذه الندوة الفكرية ضمن انشطة الجمعية التي انصب اهتمامها منذ نشأتها على رد الاعتبار للتراث الثقافي اللامادي من خلال تنظيم مهرجان سنوي لآلة لوتار وندوات وورشات حول هذه الآلة المغربية الاصيلة صنعا وايقاعا والتي أبانت الدورات السابقة لهذا المهرجان على تأصل هذه الآلة في الموروث الثقافي و الفني المغربي الذي جعل منها أرضية تأسست عليها فكرة تنظيم هذا المهرجان السنوي للاحتفاء بآلة لوتار و بممارسيها الذين ساهموا على مدى عقود في تطويرها كما حرصوا على المحافظة على تراثنا المغربي المتميز بتنوع أشكاله. واللذين تم تكريم بعضهم في الدورات السابقة تقديرا لعطاءاتهم: «كالشيخ احمد ولد قدور، والمرحوم محمد رويشة، و الثنائي قشبال وزروال، و الشيخ محمد عويسة والنظام أوهاشم بوعزمة والشيخ العربي الكزار ومولود أوحموش، و الداهمو، والعربي الغازي الملقب بباعروب والفنانة شريفة رفيقة درب المرحوم محمد رويشة والفنان الكبير محمد مغني والشيخين ابن غانم مصطفى ولد البصير والمير المعزوزي هذا بالإضافة إلى الباحث في التراث اديس الكايسي والصانع التقليدي والمختص في صناعة لوتار احمد بوجمل. وأجمع المحاضرون خلال الندوة الفكرية والورشة التطبيقية المنظمة ضمن فعاليات المهرجان الوطني للوتار: "ايقاعات المغرب" الذي يحتفي في دورته العاشرة بإيقاعات الشاوية، على قدم تاريخ آلة الوتار وبأصالتها كإنتاج مغربي اصيل صنعا وابتكارا ينسجم وطبيعة الوجدان الفني والانطولوجي للعشائر، سواء بمادته التكوينية : الجلد والخشب ، والاوتار من امعاء بعض الحيوانات، حيث أبرز الباحث التهامي الحبشي، أن الة لوتار صناعة مغربية صرفة، كما ذكر أن الوتار كان تجسيدا للانتقال ممّا هو طبيعي إلى ما هو ثقافي، كما أن له علاقة مع التركيبة النفسية للقبائل المغربية في العهود الساحقة. كما ان دخول آلات موسيقية أخرى كالكمان جاءت بعد احتكاك المغاربة بشعوب أخرى والتي كانت سببا في تراجع "شعبية" الة لوتار، حيث يقول الباحث ان "لأسلوب العزف على آلة لوتار خصوصية متفردة تميز بها فنانون عبر العصور والاجيال أسهمت في اغناء المنجز الموسيقي الرعوي لالة لوتار". الباحثان توفيق حماني والمصطفى السعداني ابرزا خلال تدخلهما على دور هذا المهرجان في ربط قنوات التواصل بين الممارسين، من محترفين وهواة من الشباب وملتقى لفعاليات فنية وثقافية واكاديمية من كل الجهات ومن كل المشارب تلتقي من اجل هدف واحد هو بعث هذا التراث الفني الوطني الاصيل.