تتوالى ردود الأفعال بعد اعتقال المحامي سابقا، محمد زيان، إثر إصدار محكمة الاستئناف في الرباط لحكمها وتأييدها للحكم الابتدائي الصادر في حقه سلفا، والقاضي بسجنه لثلاث سنوات سجنا نافذة، بعدما تابعته النيابة العامة ب11 تهمة، من ضمنها المشاركة في الخيانة الزوجية، والمشاركة في إعطاء القدوة السيئة للأطفال نتيجة سوء السلوك، وكذا المشاركة في مغادرة شخص للتراب الوطني بصفة سرية، وتهريب مجرم من البحث ومساعدته على الهروب، والتحرش الجنسي. وتعليقا على قرار اعتقال محمد زيان، نشر الصحفي ورئيس تحرير جريدة الأحداث المغربية، يونس دافقير، تدوينة على حسابه الرسمي بالفيسبوك، يذكر فيها زيان بماضيه وكيف أنه الآن يشرب من نفس الكأس الذي سبق له أن تسبب لنوبير الأموي في الشرب منه، عندما كان وزيرا لحقوق الإنسان. ولفت دافقير انتباه زيان إلى أن الفرق بينه وبين الأموي، أن هذا الأخير كان معارضا قياديا نقابيا يساريا، بينما هو (زيان) يخوض حرب انتقام شخصي لموقع وجد نفسه خارجه، معتقدا بأنه يمتلك حصانة في مواجهة القانون والقضاء. وأكد دافقير أن زيان وفي كل مرة يرتكب حادثة سير مع القانون، يهرب إلى ملعب إيديولوجية حقوق الإنسان، مشيرا أن الغريب في الأمر هو أن يسقط في هذا الهوى "الحقوقي" من ظلوا يعطون الدروس للمغرب في معنى العدالة، ومعنى استقلالية القضاء، واليوم ينتقدون الأحكام الصادرة عن مؤسسات القضاء بعد احترام المسطرة المعمول بها، ومضيفا أن زيان المحامي يعرف جيدا أن محاكمته عادلة، وجرت وفق جميع المساطر والقواعد والحقوق المضمونة لأي مشتبه به إلى أن تثبت إدانته. من جهتها علّقت الناشطة الحقوقية لبنى الجود، على الردود التي أعقبت واقعة اعتقال محمد زيان، حيث نشرت تدوينة على حسابها على الفيسبوك، قالت فيها بأن من دافع عن زيان فهو مثله، ومستغربة في الوقت ذاته خرجات بعض الأشخاص التي يشجبون فيها تطبيق القانون على محمد زيان. وأشارت ذات الحقوقية أن هؤلاء المنتقدين والمهاجمين للقضاء في كل مرة، عندما يتعلق الأمر بحكم صادر في حق شخص كانوا يحرضونه، لا يهمهم القانون ولا المساواة ولا العدالة، وأن كل ما يهمهم هو "التغماس والحصانة"، مضيفة أن الإعلام الفرنسي والإسباني الذي سارع مرة أخرى لاستغلال هذه الواقعة، فهو يصرف أحقاده السياسية تجاه المغرب ومؤسساته، تماما كما فعلت وكالة الأنباء الفرنسية التي قالت بأن زيان مشهور بانتقاده للمؤسسات الأمنية المغربية. ومن جهتهم سارع "عمال إشعال النيران" الذين لا دور لهم سوى تحريض من يصاحبهم ومرافقته حتى أبواب المحاكم ثم السجون وبعد ذلك العودة لبيوتهم، لفتح شاشات هواتفهم وحواسيبهم لكتابة تدوينات ومنشورات يستنكرون فيها الأحكام القضائية الصادرة عن مؤسسات الدولة، ويمارسون فيها نضالهم الفيسبوكي، لنشر صور زيان مرفوقة بخربشات اعتدنا على قراءاتها بصفحاتهم، دون أن يكلفوا نفسهم عناء تجديد خطابهم وتحيين كتاباتهم التي أصبحت معروفة حتى قبل أن ينشروها. فخالد البكاري الذي نشر تدوينة يدعي فيها أنه وبعد اعتقال زيان أصبح يشعر بالخوف، لم يكلف نفسه هو ورفاقه وإخوانه عمر إحرشان وبوبكر الجامعي وفؤاد عبد المومني، عناء تقديم النصح لمحمد زيان، وثنيه عما كان يقوم به من مهاجمة مؤسسات الدولة وسب وقذف الأشخاص بطريقة مباشرة في خرجاته على الفيسبوك، وهو الذي كان يحضر معهم أحيانا في فيديوهات مباشرة، بل هم من كانوا يحرضونه ويهمسون في آذانه بأنه لن يتم اعتقاله لكبر سنه، وهي الكلمة المتداولة الآن بين هؤلاء، والتي أشار لها البكاري في تدوينة له ( رجل يبلغ الثمانين عاما)، وكأن القانون يطبق فقط على صغار السن. ومن جهته سارع الغلام، عبد اللطيف الحماموشي لنشر صورة لمحمد زيان، مرفوقة ببلاغ لما تسمى الهيئة الوطنية لمساندة معتقلي الرأي وضحايا انتهاك حريّة التعبير، التي تضم في صفوفه وجوه أصبح دورهم هو تحريض المتهورين واستغلالهم لتمرير خطابهم المعادي لمؤسسات الدولة، ثم دفعهم للتورط في قضايا معينة ودخول السجن، ثم بعد ذلك يصدرون بيانات ويستنجدون بمنظمات خارجية، محاولين المس بسيادة البلاد ومؤسساتها، وهي نفس الخطوات التي قاموا بها مع معتقلين سابقين، أمثال بوعشرين والريسوني والراضي... ويقومون بها الآن بعد اعتقال زيان.