كشفت تقارير صحفية أمريكية، خبر استضافة عائلة سياسية مغربية لوفد يضم مستثمرين إسرائيليين، حيث تفاخر رب هذه الأخيرة وهو برلماني معروف، بكونه يشغل عدة مناصب وضمن ذلك لعدد من أفراد أسرته. وبحسب ما نشرته كل من صحيفة "New York Times"و"CNN" و"BBC"، فإن ذلك جاء حينما استقبل المسمى الحبيب بن الطالب وهو عضو في البرلمان المغربي ورئيس غرفة الفلاحة بجهة مراكشآسفي ورئيس اتحاد الغرف الفلاحية، الوفد الإسرائيلي في منزله بمدينة مراكش. وتابعت المصادر، أن السياسي ذاته، تحدث للوفد الإسرائيلي متفاخرا بكونه تمكن من ضمان مناصب سياسية لكل من ابنته فاطمة الزهراء بن الطالب وابنه عثمان بن الطالب، وهما أعضاء في البرلمان، إلى جانب زوجته التي شغلت هذا المنصب لمدة 15 عاما، ليتم ترشيحها بإحدى الجماعات بمراكش. ووفقا لذات المصادر، صرح لحبيب قائلا إنه إذا أراد أن تنضم قطةُ عائلته إلى البرلمان المغربي، فيمكنه فعل ذلك، مؤكدا سيطرته على الانتخابات بمنطقة مراكش في بلد يبلغ عدد سكانه 40 مليون نسمة، ويمثلهم 395 عضوا في البرلمان. وأفادت المصادر أن هذا الشخص عبر للوفد ذاته، أنه قد لعب دورا كبيرا في الترويج للمهن السياسية لفائدة أسرته، وصعودهم إلى مقاعد السلطة الخاصة بهم، حيث أبرزت صحيفة "CNN"، أنه استطاع اكتساب ثروة هائلة في وقت قصير، كما شغل منصب مدير تعاونية "Le Bon Lait"، وهي إحدى أغنى التعاونيات بالمملكة، قبل إفلاسها تحت قيادته ورفعت دعوى قضائية ضده من قبل آلاف العمال. وذكرت الصحيفة ذاتها، أن هذه القضية "اختفت بعد مكالمة هاتفية من مسؤول قوي للغاية، التي مازالت الصحيفة الأمريكية تحقق في هذا الأمر والتي وعدت جمهورها بأن تتناول عنها المزيد من المعلومات في المقالات المستقبلية". وعلاقة بهذا الموضوع، اعتبرت الصحيفة نفسها، أن السياسيين مثل بن الطالب هم مثال يمكن أن يكون إحدى مسببات انعدام الثقة بين الشباب المغربي في السياسيين؛ وهو أمر من مسببات ولادة حركة 20 فبراير في البلاد كون مثل هؤلاء يظنون بأنهم فوق القانون، وفقا للمصدر. ولم تفوت الصحيفة الأمريكية، التنويه بالمجهودات الكبيرة التي تقوم بها المملكة المغربية تحت قيادة الملك محمد السادس، من أجل التصدي للفساد والمفسيدين واستغلال النفوذ وضمان عدالة وحكامة سياسية تحاول من خلالها السير نحو التقدم والازدهار في شتى المجالات، والعمل أيضا على تقريب المواطنات والمواطنين من الإدارة وتشجيعهم على الانخراط في الحياة السياسية للتصدي لمثل هذه العائلات التي تسوق لصورة كلاسيكية تمثل البؤس السياسي المغربي.