في وقت عبّر فيه جل المغاربة عن امتعاضهم ورفضهم لتصريحات المدعو طوطو خلال ندوة صحفية لإحدى الحفلات المدعومة من الحكومة بالرباط، وكذا لكلام بذيء ومسيء من هذا المغني لرجال الأمن من فوق منصة رسمية، خرج علينا عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، ووزير العدل في حكومة عزيز أخنوش، عبر برنامج إذاعي قبل يومين، ليدافع عن هذا الشخص ويشرعن لممارساته وتصريحاته، ويعتبرها تدخلا في حرية التعبير في بلدنا. وسعى الوزير وهبي لتبرير تصريحات وتصرفات طوطو، في الوقت الذي من المفروض فيه أن يكون أول الساهرين على حماية الفضاء العام من أمثال هؤلاء المتطفلين على الفن، الذين يسعون لإثارة الفتنة والتحريض عليها، وكذا شرعنة ممارسات يعاقب عليها القانون، من خلال الترويج للمخدرات في أوساط الشباب، وضرب وهدم قيم المجتمع المغربي الأصيل. وصرّح عبد اللطيف وهبي في معرض رده على محاوريه بخصوص هذه الواقعة قائلا: "المغاربة من كوفيد، من 2011 ما فرحاتش.. وخليونا نفرحو هاد الناس، وقع خطأ وقع انزلاق، طبيعي هادي مخاطر ديال الحرية اللي عندنا.. المهدي في إشارة منه إلى وزير الثقافة، غير مسؤول نهائيا عن هذا الموضوع..". واعتبر وهبي في تصريحه أيضا، أن الفنانين لديهم حرية مطلقة، وهو تصريح خطير من وزير العدل، خصوصا وأن الجميع يعلم أن الفنانين كباقي المواطنين، تسري عليهم القوانين التي تسري على الجميع، ولا يمكن اعتبارهم فوق القانون، إلا إذا شرعن لهم وهبي ذلك لتبرير السقطة الأخيرة للحكومة في واقعة طوطو وحشيشه. إن عبد اللطيف وهبي، وعوض أن يتقدم باعتذار للمغاربة بعد الذي قام به المدعو "طوطو" تحت رعاية الحكومة، مستغلا منصة رسمية للترويج لتدخين الحشيش، لَبِسَ عباءة المحامي ودافع عليه، وبالتالي دافع على تدخين الحشيش وشرب الخمر في مهرجانات وفي ساحات عمومية، وهي جنح يعاقب عليها القانون الجنائي المغربي، مبررا ذلك بأن طوطو لديه متابعين يفوق عددهم 40 مليونا على مواقع التواصل الاجتماعي. يبدو إذن أن الوزير عبد اللطيف وهبي، لا مشكل ولا مانع لديه للسماح لأمثال طوطو بالتطاول على قيم وأخلاق المجتمع المغربي، كما يبدو أنه يعتقد أن المغاربة الذين ينتظرون من الحكومة التي يعتبر وزيرا فيها إيجاد حلول لأزمة ارتفاع الأسعار والتضخم الذي يهدد البلاد، بحاجة لطوطو وأمثاله لإدخال الفرحة عليهم، وهو ما يكشف حقيقة السياسة التي تنهجها هذه الحكومة، وهي سياسة إلهاء الرأي العام عن القضايا الحقيقية، وتحوير النقاش، بالاعتماد على أشخاص يتطاولون على الفن الذي كان في وقت مضى مجالا للإبداع، ولإثارة المسؤولين والحكومات لقضايا وملفات ومواضيع حقيقية لها علاقة بالمجتمع.