تواصل حكومات العالم تقديم الدروس لحكومة عزيز أخنوش الذي استغل أزمة الطاقة التي يشهدها العالم لمراكمة الأرباح عبر شركته المتحكمة في سوق المحروقات في المغرب وإثقال كاهل الأسر المغربية بعد الإجهاز على قدرتهم الشرائية. ولعل ما أقدمت عليه الحكومة الألمانية أمس عندما أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، أن بلاده ترغب في استخدام الأرباح الاستثنائية التي حققتها بعض شركات الطاقة بفضل ارتفاع أسعار السوق، من أجل تخفيف الأعباء المالية للأسر، خير رسالة لعزيز أخنوش الذي لزم الصمت وتوارى عن الأنظار تاركا المغاربة يواجهون الارتفاع المهول للأسعار دون أن يجدوا حكومتهم إلى جانبهم كما فعلت معظم حكومات دول العالم. فماذا لو أقدم عزيز أخنوش على خطوة مماثلة، خصوصا في هذه الفترة التي تتزامن مع بداية الدخول المدرسي والتي تعاني فيها الأسر المغربية من جشع لوبيات الكتب المدرسية والدفاتر الذين استغلوا هذه الأزمة للزيادة في الأسعار رغم أن الحكومة استبعدت ذلك في وقت سابق. فما الذي يمنع عزيز أخنوش من من التحلي بالجرأة واتخاذ قرار يقضي بسحب جزء من الأرباح الاستثنائية التي حققتها شركاته وباقي شركات المحروقات في المغرب والتي تضاعفت في زمن الأزمة، أم أن أخنوش لا يعرف التضامن والتكافل وإنما يعرف فقط مراكمة الأرباح ومضاعفتها حتى في أحلك الأوقات التي تمر منها البلاد ويواجهها العباد. لقد سبق لنا في موقع "برلمان.كوم" أن أشرنا إلى هذه المسألة عبر مقالات عديدة وعبر برنامجنا التعليقي "ديرها غا زوينة" ووجهنا فيه بشكل مباشر رسائل لرئيس الحكومة دعونه من خلالها بعدما سردنا بالأرقام نسبة الأرباح التي حققتها شركاته منذ بداية أزمة المحروقات للتحلي بالروح الوطنية والتنازل عن جزء من أرباحه ومساعدة الدولة على تخفيف العبء على الأسر المغربية، لكنه واجه دعواتنا باللامبالاة. ومن يدري، فعزيز أخنوش الذي يتجاهل دعواتنا ورسائلنا رغم أنه يعرف جيدا أنها تحمل العديد من الحلول لمواجهة هذه الأزمة والحد من تداعياتها على المغاربة قد يحدو حدو ألمانيا ويفرض الضرائب على الأرباح الاستثنائية التي حققتها شركاته وشركات أخرى فاعلة في سوق المحروقات في المغرب، ويوجهها لدعم الأسر المغربية، فماذا لو فعلها إذن عزيز أخنوش؟؟