كثيرا ما سمعت أن منطقة ايت بوكماز تتوفر على مؤهلات سياحية و اقتصادية مهمة تجعلها قبلة للسياح ويطلق عليها الهضبة السعيدة . و ذات يوم وجدت نفسي زائرا لها . واستقبلتني بمناظرها الطبيعية الخلابة. كما حظيت بكرم الضيافة أنساني المحنة والعناء الذي تكبدته في الطريق التي لم اعرف أهي فعلا معبدة أم غير معبدة . فبدأت رحلتي عبر جميع دواوير الهضبة بدأ من أكوتي إلى زاوية المزي، ثم من تبانت إلى ارباط و أخيرا إلى وامندت و سرمت فوجدت أمورا كثيرة مخالفة لما سمعته وقرأته . وجدت على سبيل المثال أن سكان بوكماز يتنقلون من و إلى تبانت لقضاء حاجياتهم الإدارية و التعليمية و الاجتماعية و الصحية و غيرها على متن الشاحنات و سيارات النقل السري و سيارات النقل المزدوج شرط أن يستيقظوا قبل الفجر مخافة عدم وجود وسائل النقل، أما النائمين فلا يجدون سوى تعداد الخطوات على الطريق المتعبة . و في حالة وجودها فإن المركبة الواحدة تقل بين الثلاثين إلى الأربعين راكبا = حمولتها الحقيقية ثلاث مرات = ، و يدفع المحمولون في البورتبكاج نصف الأجرة أحيانا و في الغالب يدفعون الأجرة كاملة. و أمام هذا المنظر الذي الفته كاميرات و آلات تصوير السياح الأجانب، تبادر إلى ذهني البحث عن من يجيبني على سؤال حيرني جدا و هو لماذا لم أرى اثر المشاريع التنموية المندرجة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على غرار باقي جماعات الإقليم. فطيلة مدة إقامتي بايت بوكماز لم اكتشف هضبة سعيدة فقط ،بالنظر إلى المناظر الطبيعية و طيبوبة و كرم أهلها، بل اكتشفت أيضا هضبة تعيسة بالنظر إلى المشاكل و المعاناة اليومية المتراكمة التي ستكون موضوع المقالات المقبلة. لذلك لا يسعنا إلا أن نتساءل لماذا لا تعطى الأهمية القصوى لتنمية المنطقة لكونها جالبة للسياح الأجانب و المغاربة، و منتجة فلاحيا ؟؟؟