تأسست ثانوية وادي العبيد التأهيلية بفم الجمعة سنة 1984 ، وهي الثانوية الوحيدة في البلدة ، و يتوافد عليها تلاميذ جماعات فم الجمعة و بني حسان و تابية ، و تضم السلكين الإعدادي و الثانوي . قد ساهمت هذه المؤسسة بشكل كبير في تنوير المنطقة ثقافيا و تربويا . و قاد شبابها مسيرات عفوية جابت البلدة تضامنا مع غزة خلال العدوان الصهيوني الأخير . غير أن مشكلة أغلب التلاميذ تكمن في الوصول إلى هذه الثانوية . فقد بنيت على بعد أكثر من 2 كلم من المجال السكاني. و تزداد هذه المسافة بالنسبة للتلاميذ القادمين من مناطق بني حسان و ابراغن و ماسكاون و أيت مالك ... . و قد بات عاديا في فم الجمعة منظر هؤلاء التلاميذ و هم مكدسون في أعلى و وسط و وراء سيارات النقل السري كحل وحيد للوصول إلى الثانوية ، في حر آخر السنة و في قر أيام الشتاء. مشهد يعكس حرصهم على مواصلة دراستهم و طلب العلم و لو في هذه البلدة التي يقطع البعض منهم الشعاب و الفجاج من أجل الوصول إليها كما هو الحال بالنسبة للقادمين من أعماق "أمشبك" و "أكمرول" ... . هذا البعد يجبر أيضا مجموعة من التلاميذ على البقاء في محيط المؤسسة بين الحصة الصباحية و الحصة المسائية خاصة في بداية فصل الشتاء حيث تضطر إدارة الثانوية إلى تقديم وقت الدخول مساء من الثانية إلى الواحدة و النصف بعد الزوال لتمكين التلاميذ من الخروج قبل حلول الظلام ، و ذلك مراعاة لبعد سكنهم و لكون أعمدة الإنارة العمومية لا تصل إلى الثانوية . و يضطر التلاميذ في رحلتهم اليومية في بعض الأحيان إلى المرور وسط الحقول و أشجار الزيتون اختصارا للوقت و المسافة ، غير أن هذا الاختصار لا يخلو من مغامرة ، فهذه الحقول وجهة مفضلة للمنحرفين لبعدها عن أعين السكان و السلطة ، فتكثر حالات التحرش بالتلميذات ، و أخطر هذه الحالات ما و قع السنة الماضية حيث تعرضت تلميذة لمحاولة اختطاف و اعتداء . و لا ننس أن فم الجمعة تقع ضمن النفوذ الترابي لمركز الدرك الملكي امداحن الذي يبعد عنها بحوالي 26 كلم ، مما يجعل أي تدخل أمني سريع ضربا من المستحيل . و لا بد من التنويه بأصحاب الحافلات الكبيرة الذين ينقلون من صادفوا في طريقهم من التلاميذ مجانا سواء في فم الجمعة أو في ابزو حيث لا يختلف الوضع كثيرا هناك . يونس حماد