حميد رزقي. عاد الملف الأمني بأولاد عياد عمالة لفقيه بن صالح إلى الواجهة ،بعد مسلسل الإجرام الذي عرفته المدينة في بحر الأيام الماضية،والتي كان آخر سيناريوهاته ما تعرض إليه التلميذ (م ز) الذي لا يتجاوزه عمره الخامسة عشرة من طعنات بالسلاح الأبيض على بعد أمتار قليلة من مؤسسته التعليمية على يد مجهول كان في حالة سكر ، والتي على إثرها نُقل إلى المستشفى الإقليمي ببني ملال فى حين اختفى الجاني عن الأنظار فور وقوع العملية. أما ثاني مشهد دراماتيكي ،اهتزت له مشاعر الساكنة وكان بحق جريمة نكراء أنضافت الى مسلسل الجرائم السابقة، لكن هذه المرة بطعم مغاير، بحيث أن الضحية كانت طفلة قاصرة تعرضت لأبشع اغتصاب من الدبر على يد تانيةً أحد المجرمين ذوى السوابق العدلية. الجريمة هذه،توحي بأن المدينة /القرية تعيش اختلالا أمنيا واضحا يقتضي تدخلا فوريا من أجل الوقوف على حيثيات تأخر مشروع مفوضية الشرطة،الذي طال وطال انتظاره !! رغم اجماع السكان على أهميته ،ورغم معرفة المسئولين وعلى رأسهم رئيس المجلس البلدي بأن واقع القرية هذا، لم يعد يطاق بعد توالى مسلسل الأحداث الإجرامية من اعتداءات واحتيال ونصب وسرقة ...وهو المسلسل الذي بدأ منذ العُشرية الأخيرة وشكل بحق ورقة انتخابية مربحة للعديد من الأعضاء، الذين اعتلوا كراسي البلدية حينما رفعوا شعار "الأمن من أولى الأولويات"كنقطة حساسة ومطلب جماعي أرق المواطن العيادي،إلا أنه سرعان ما تحول الى مجرد شعار موقوف التنفيذ، فى غياب ارادة واقعية للإصلاح وفى ظل استمرار مسلسل النهب والابتزاز الذي مافتئت بعض الجهات تنتهجه أسلوبا يوميا لتحقيق أغراضها الشخصية بعيدا عن المصلحة العامة . إن ما يحدث الآن في أولاد عياد ،وأمام مرأى السلطات المحلية ،من أحداث خطيرة ومن تفشى لمختلف الأمراض الاجتماعية،لا يعدو أن يكون سوى انزلاقا حقيقيا لمن ائتمنوا على حماية المواطن وصيانة حقوقه المادية والمعنوية ، وخاصة منها استقراره النفسي الذي لا يتحقق إلا بسيادة الأمن وتفعيل آلياته الإجرائية. وهو انزلاق ليس له إلا بعدا تأويليا واحدا، حسب استطلاعات الرأي،وهو أن أطرافا عدة لها مصلحة ما في استمرار الوضع على ما هو عليه ،وأن جهات أخرى تقتات من واقع هكذا،تعمه الفوضى والتسيب ويحكمه قانون الأقوى..وإلاّ ما الذي يلزم المواطن من أجل تحريك الآلة الأمنية وعجلة النمو والزج بالمشاريع المعتقلة على أرضية الواقع..، بعد كل ما قدّمه من خطوات إجرائية، وبعدما بحّت حناجره قولا،وانهارت قواه فعلا ،ولا أدان لمن تنادى؟؟