دعت الكلية المتعددة التخصصات التابعة لجامعة السلطان مولاي سليمان في الفترة ما بين 24 و 26 من شهر أبريل 2012 م فعاليات المجتمع المدني ( الجمعيات ) و الباحثين و المخترعين و التعاونيات و المقاولات الصغرى و المتوسطة و الطلبة و الأساتذة ؛ للنسخة الأولى للأيام العلمية و الثقافية الجامعية تحت شعار :" العلم و تأثيره على المحيط و المجتمع " ؛ و ذلك بهدف الإلمام بالمقاربات التشاركية و المجالية و الإستراتيجية حول بلورة و تدبير المشاريع و المنجزات على المستوى السوسيو- اقتصادي لتأهيل المشاركين و تشجيعهم و تقوية قدراتهم انسجاما مع التوجهات القانونية الجديدة للمجال اللامتمركز و الدستور الجديد . و قد شكل اليوم الأول فسيفساء من التلاقي و الترحيب بالحاضرين – المشاركين ؛ من قبل رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان السيد بوشعيب المرناري بمعية عميد الكلية المحتضنة السيد بنعاشير الحدادي و نائب عميد كلية العلوم و التقنيات السيد رشيد اللبيب و رئيس المجلس البلدي لبني ملال وممثلي المجالس البرلمانية و الإقليمية و الغرف و مصالح ولاية جهة تادلة ازيلال حيث أشاد المتدخلون بهذا التواصل العلمي الكبير للجامعة مع محيطها لتقاسم التجارب و الخبرات محليا و جهويا ووطنيا . وتميز هذا اليوم بتنظيم محاضرتين في القانون من تأطير الدكتور محمد الغالي بمشاركة نخبة من الأطر الأكاديمية وهيآت القضاة و المحامين . بينما يعرض المخترعون منجزاتهم و الباحثون ملصقاتهم و الطلبة و الفنانون و الخطاطون و بعض الملهمين بالأدب و الشعر إلهاماتهم جالت كاميرا القناة الأولى تقطف لريبورتاجها التلفزي من كل ثمرات الملتقى ؛ ما قدم خلال هذه الأيام من انجازات علمية و تقنية تشرف الجهة و المملكة على العموم ؛ كما جال الرئيس و العمداء و الأساتذة و المدعوون بمختلف الأروقة منها : رواق جمعية الثلثاوية للفروسية من قصبة تادلة و جمعيات تنموية و علمية متعددة ؛ ورواق الفنان التشكيلي الصاعد محمد كرمح. و شكلت اللقاءات التكوينية التي نظمت خلال الملتقى لفائدة الجمعيات فرصة سانحة طرح من خلالها الأساتذة و الخبراء في التكوين ثلاث مقاربات في مواضيع ترتبط بدور التدبير الإداري و المالي للجمعيات في إنجاح مسلسل عملها ؛ ومناهج تدبير التنمية المجالية ؛ و أي دور للمجتمع المدني المغربي من خلال الدستور الجديد ؟ .....و قد تجاوب الجمعويون على ثلاث مستويات : الحديثون و المتوسطون و المتقدمون مع هذه التكوينات بشكل متميز لكونها مكنتهم من التواصل مع المقاربات التشاركية و المجالية و التخطيط لتأهيل جمعية القرب و النماء المجالي ؛ في إطار أصالتنا و روح العصر و الديمقراطية التشاركية ، و الحديث اليوم عن سلطة خامسة هي سلطة الجمعيات . نشير هنا للحضور المتميز والفاعل لجمعية تهتم بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من الفقيه بن صالح هي "جمعية رضا لأطفال التوحد و المعاقين ذهنيا" . كما حضرت الملتقى أيضا جمعية لكرازة للتنمية التي قدمت للحضور تجربتها الرائدة بالميدان على مختلف المستويات . وقد خصصت الإذاعة الوطنية حوالي ثلاثين دقيقة من البث المباشر في حوار مع الدكتور عبد الصماد ملاوي المنسق العام لهذه التظاهرة سلط فيه الضوء على أهداف هذا الملتقى و كذا حيثيات البرنامج العام ومحتوياته . و في نفس السياق الاعلامي تمت تغطية التظاهرة من طرف العديد من المنابر كقناة شذى ا ف م والعديد من الصحف المكتوبة و الالكترونية . وبالمناسبة تم تكريم قناة العيون التلفزية للمجهودات التي تقوم بها . أما الرياضة فقد كانت حاضرة بشكل ملفت للنظر من طرف فرق كرة القدم و الكرة الحديدية بتأطير من الجامعة الملكية و مشاركة نادي أولاد زمام وأيضا كرة الطاولة و الشطرنج و الفروسية . في إحدى قاعات الكلية تجد الخطاط أحمد حنيم يشتغل على ورشة للخط العربي ؛ مستهلا درسه النظري و التطبيقي بتمهيد عن تاريخ هذا الفن / العلم ودور القرطاس و القلم و المداد في تأسيس الحضارات منذ ما قبل الميلاد حيث أن العرب لم يعرفوا صناعة الورق إلا حوالي سنة 133 هجرية عن طريق الفتوحات الإسلامية لأرض كازاخستان و الفرس ....وانطلقت الورشة مشتغلة بحماس قل نظيره مثل خلية من نحل؛ طيلة ثلاث ساعات من الزمن . و قد سعى المنظمون لهذه الأيام و على رأسهم الدكتور عبد الصماد ملاوي و الدكتور الشيخ الكبير ماء العينين إلى التنسيق مع مختلف فعاليات الملتقى لأجل التشاور و التشارك و التكوين و تبادل الخبرات و المنجزات ؛ مما جعل الكل من مختصين و مدعوين وكدا مستشار وزارة العلاقة مع البرلمان و المجتمع المدني الأستاذ نورالدين قربال الإقرار بنجاح النسخة الأولى بكل المقاييس المادية و المعنوية . أما مساء يوم الخميس 26 أبريل فقد كان المشاركون و الطلبة بالمدرج الكبير بالكلية على موعد مع تتويج النتائج لشباب و أجيال تنبض شرايينها بالعلم و التفوق في كل الميادين ؛ حيث نوه السيد محمد التاقي نائب رئيس الجامعة و الكاتبة العامة السيدة مليكة