بمناسبة اليوم العالمي للمرأة نظم المكتب الجهوي لنادي قضاة المغرب ببني ملال أمسية خاصة للاحتفاء بالمرأة القاضية شهدتها رحاب قاعة الجلسات الرئيسية بمحكمة الاستئناف ببني ملال وذلك يوم الخميس 08 مارس 2012، وقد تميزت الأمسية الاحتفائية والتضامنية بحمل جميع السيدات والسادة القضاة الحاضرين شارة حمراء تضامنا مع القاضيات والقضاة ضحايا موجة العنف والإساءة التي طالت عددا منهم في الآونة الأخيرة عبر ربوع المملكة وتعبيرا عن رفضهم التام لسياسة التيئيس والإذلال التي تنهجها الإدارات المعنية في حق نساء ورجال السلطة القضائية، وذلك استجابة لبيان المكتب الجهوي لنادي قضاة المغرب ببني ملال الصادر يوم 06/03/2012 وقد تم بالمناسبة تنظيم مائدة مستديرة للنقاش حول حصيلةتجربة المرأة القاضية بالمغرب:المكتسبات والرهانات ترأسها الأستاذ سعيد حثمان رئيس المكتب الجهوي لنادي قضاة المغرب ببني ملال وقاضي بالمحكمة الابتدائية بالفقيه بنصالح، وعرفت أيضا مشاركة الأستاذة عائشة العازم المستشارة بمحكمةالاستئناف ببني ملال، والأستاذ أنس سعدون نائب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بأزيلال، وعدد من السيدات والسادة القضاة المنتمين للدائرة الاستئنافية ببني ملال. في البداية تناول الكلمة الأستاذ سعيد حثمان الذي أكد على أن هذا اللقاء يأتي في إطار الأهداف التي يراهن على تحقيقها نادي قضاة المغرب المتمثلة في إحياء مبدأ التضامن بين السادة القضاة ولم شملهم والدفاع عن حقوقهم وهيبتهم وكرامتهم والدفاع عن استقلالية السلطة القضائية، وتنمية البحوث والدراسات في مجال الفقه والقانون والقضاء، مؤكدا الخصوصية التي يحملها اللقاء بسبب تزامنه مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة وهي مناسبة للاحتفاء بالمرأة القاضية بالمغرب التي استطاعت ومنذ وقت مبكر أن تثبت جدارتها في القيام بمسؤولية القضاء، لافتا الانتباه إلى رمزية المناسبة والتي تتصادف أيضا مع الاعتداءات المتكررة التي أضحت تطال القضاة من الجنسين والتي دفعت قضاة المملكة للاحتجاج على هذا الوضع المتردي ثم تناولت الكلمة الأستاذة عائشة العازم التي استهلت مداخلتها بالتأكيد على أن الإسلام كان سباقا لتكريم المرأة من خلال الكتاب والسنة، وأشارت إلى أن تجربة المرأة القاضية بالمغرب تبقى رائدة على مستوى التجارب المقارنة، مؤكدة على وجود عراقيل عديدة تواجه مسيرة المرأة القاضية أهمها وجود بعض العقليات المحافظة واستمرار التفكير الذكوري الذي يهمش عطاءات المرأة عموما، وهوما جعل المرأة القاضية مطالبة بالقيام بمجهود مضاعف يتمثل في القيام بعملها من جهة،ومحاولة تغيير الصور النمطية المنتشرة حولها في المجتمع وإثبات كفاءتها واقتدارها. وقدم الأستاذ أنس سعدون عرضا بعنوان دور المرأةالقاضية في تفعيل ورش إصلاح القضاء انطلق فيه من أن المرأة القاضية بالمغرب كانت سباقة لاعتلاء كرسي القضاء على الصعيد العربي وذلك في سنة 1961 مستعرضا الإحصائيات الأخيرة التي تؤكد تزايد نسبة القاضيات بالمغرب بشكل تدريجي، مؤكدا في الوقت ذاته أن تزايد نسبة النساء القاضيات بالمغرب لم يواكبه حضور مماثل على مستوى مناصب صنع القرار وكذا على مستوى الأجهزة التمثيلية الشيء الذي جعل المشرع الدستوري ينص في دستور 2011 على ضمان تمثيلية مناسبة للنساء القاضيات في المجلس الأعلى للسلطة القضائية وشهد اليوم الدراسي أيضا تقديم مداخلات لعدد من السيدات القاضيات بالدائرة الاستئنافية ببني ملال استعرضن من خلالها حصيلة تجاربهن في مجال القضاء، حيث تم التأكيد على ضرورة إنزال و تفعيل كل المقتضيات الدستورية الجديدة المتعلقة باستقلالية السلطة القضائية واستعراض بعض المعوقات التي تواجههن. ومن أهم المداخلات المقدمة مداخلة الأستاذة ابتسام فهيم القاضية بالمحكمة الابتدائية ببني ملال التي أعربت عن تأثرها الشديد بروح التضامن التي عبر عنها كل زملائها القضاة في محنتها الأخيرة لافتة الانتباه لكونها شاركت في العديد من اللقاءات والندوات حول ظاهرة العنف ضد المرأة بوصفها قاضية محاضرة،إلا أنها لم تتوقع مطلقا أن تصبح ذات يوم امرأة قاضية معنفة، وتتحول من موقع المحاضرة إلى موقع الضحية، مؤكدة أسفها الشديد للاعتداءات الأخيرة التي أضحت تطال القضاة عموما في جميع أنحاء المملكة. واختتم الحفل بتكريم القاضيات بالدائرة الاستئنافية ببني ملال احتفاء باليوم العالمي للمرأة من خلال مبادرة توزيع وردة لكل قاضية في إشارة رمزية للاعتراف بالمسار الموفق للمرأة القاضية التي برهنت على نجاحهافي القيام بمهامها بكل تجرد وحياد ونزاهة رغم كل الإكراهات التي تواجهها. ذ أنس سعدون عضو المكتب الجهوي لنادي قضاة المغرب ببني ملال