أكد السيد ادريس اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان أن الفلسفة العميقة لإحداث اللجن الجهوية لحقوق الانسان بمختلف جهات المملكة تتمثل في تفعيل سياسة القرب من المواطنين والاهتمام بقضاياهم ذات الصلة بحقوق الانسان والديموقراطية وأوضح السيد اليزمي أمس الاثنين 9 يناير ببني ملال ، خلال حفل تنصيب رئيس وأعضاء اللجنة الجهوية لحقوق الانسان لجهة بني ملال – خريبكة التي تضم أقاليم بني ملال وأزيلال والفقيه بن صالح وخريبكة وخنيفرة وميدلت ، أن إنشاء هذه الالية يندرج في إطار دعم تجربة المجلس والارتقاء بعمله الميداني من مستوى الحضور الاداري إلى الحضور المعنوي والفعلي . وأضاف أن خلق هذه اللجن يروم أيضا ضمان الحق في الولوج إلى حقوق الانسان معرفة ومساطر وإجراءات وآليات ، وتيسير حصول المتضررين المحتملين من انتهاك أو خرق أحد حقوقهم على سبل لإنصافهم بطريقة فعالة وعادلة ، مشددا على ضرورة انخراط جميع الفاعلين المحليين في تعزيز حقوق الانسان وحمايتها والمساهمة في البناء الديموقراطي . وأكد أن تنصيب المجلس الوطني لحقوق الانسان ولجانه الجهوية "يأتي في سياق محيط سوسيو سياسي وطني ودولي لا يمكن تجاهله أو السكوت عنه ، بعد أن ارتفعت أصوات الشعوب في بلدان المنطقة مطالبة بالمزيد من الديموقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين والمشاركة في الحياة السياسية" . وذكر أن "بروز المجتمعات المدنية في عدد من البلدان الشقيقة كفاعل محوري وكذا الديموقراطيات الناشئة ، مهما كانت الصعوبات ، شكل فال خير بالنسبة لنا ولمسلسل الاصلاحات الجارية بالمملكة". وبعد أن أشار إلى أن إحداث المجلس الوطني لحقوق الانسان جاء في سياق مطبوع بتسارع وتيرة الاصلاحات السياسية التي توجت بإقرار الدستور الجديد في فاتح يوليوز الماضي ، ذكر أن المجلس سيعمل ، بكل دينامية ويتعاون وثيق مع مختلف الفاعلين ، على المساهمة في ضمان المكاسب التي جاءت في الوثيقة الدستورية لدعم خطة العمل الوطنية في مجال الديموقراطية وحقوق الانسان . ومن جهته ، استعرض رئيس اللجنة الجهوية لجهة بني ملال – خريبكة السيد علال البصراوي ، الذي انتدب على غرار رؤساء اللجن الجهوية بباقي جهات المملكة ، لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة ، عمل اللجن طبقا للاختصاصات الموكولة إليها والمتعلقة بمجال النهوض بحقوق الانسان بتعاون وثيق مع كافة الفاعلين المعنيين على صعيد الجهة . وأوضح أن اللجن الجهوية تختص ، وفقا للظهير الشريف المحدث للمجلس الوطني لحقوق الانسان الصادر في فاتح مارس 2011 ، بمهام تتبع ومراقبة وضعية حقوق الانسان بالجهة ، وتلقي الشكايات الموجهة إليها المتعلقة بادعاءات انتهاك حقوق الانسان . وأبرز أن اللجن الجهوية تنظر في جميع الحالات المحلية والجهوية لخرق حقوق الانسان ، وتقوم ببحثها ومعالجتها وإعداد توصيات بشأنها قبل رفعها إلى رئيس المجلس للبث فيها . وذكر أن اختيار أعضاء اللجنة لم يكن سهلا ، وقد تم اعتمادا على عدة معايير من بينها التنويع في الانتماءات السوسيو مهنية للشخصيات (أساتذة جامعيون ، محامون ، قضاة ، ومن القطاع الخاص وغيرهم) ، كما تم الاحتيار الذي ضمن تمثيلية واسعة للنساء ، على معيار الكثافة السكانية للجهة والتقطيع الجهوي الجديد الذي أضاف أقاليم خريبكة وميدلت وخنيفرة إلى جهة تادلة أزيلال . وقد تم خلال الحفل ، الذي حضره والي جهة تادلة أزيلال وعامل إقليمبني ملال السيد محمد دردوري وعامل إقليم الفقيه بن صالح السيد نور الدين أوعبو والمنتخبون وفعاليات مهنية وجمعوية ، الاعلان عن أعضاء اللجنة الجهوية لبني ملالوخريبكة التي تضم , علاوة على رئيسها والمندوب الجهوي لمؤسسة الوسيط , 24 عضوا يمثلون المراصد الجهوية لحقوق الإنسان والشخصيات الفاعلة في حماية حقوق الإنسان والنهوض بها, سواء منها الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية, أو حقوق المرأة والطفل والأشخاص ذوي الإعاقة وحقوق المستهلك . كما تضم اللجنة الجهوية أعضاء يقترحون من لدن الهيئات التمثيلية الجهوية للقضاة والمحاميين والأطباء والعلماء والصحفيين المهنيين والجمعيات . وكان السيد الوالي قد هنأ في بداية هذا الحفل رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان السيد ادريس اليزمي على الثقة التي وضعها فيه صاحب الجلالة بتعيينه على رأس هذه المؤسسة الحقوقية ، كما هنأ رئيس وأعضاء اللجنة الجهوية على تعيينهم في هذه اللجنة ومن بينهم الزميل محمد الحجام مدير جريدة "ملفات تادلة" الذي تم اختياره لتمثيل فئة الصحفيين المهنيين . وبعد أن أبرز أهية الاختصاصات الموكولة إلى المجلس أكد أن السلطات العمومية لن تدخر جهدا في سبيل التعاون مع اللجنة الجهوية لحقوق الانسان لتمكينها من أداء مهمتها على لوجه الامثل . وذكر أن مهمة اللجنة ستكون عسيرة بحكم شساعة المنطقة التي تتواجد فيها والتي أصبحت تضم ست أقاليم في إطار الجهة الموسعة ، مشيرا إلى أن الجهة كانت تعرف عدة مشاكل تنموية لكن بفضل توجيهات وعناية صاحب الجلالة الملك محمد السادس تغير وجه المنطقة ، وتبذل حاليا مجهودات جبارة لرفع مستوى معيشة الساكنة على جميع الاصعدة خاصة الاجتماعية والاقتصادية منها . أحمد بونجمة / وكالة المغرب العربي للأنباء