لازالت " الطرق " التي جرفتها السيول والثلوج سببا في حصد المزيد من الأرواح وتخليف الكثير من العاهات والأيتام والأرامل ... وقعت يوم الأحد الفارط 04/12/2011 على الساعة 10 و15 د صباحا حادثة سير مهولة بدوار إكلي قرب ألمسا طريق ايت تمليل، ذهب ضحيتها مجموعة من الركاب استقلوا سيارة مرسديس 307 (TRANSIT) من تاركا زكزات إلى مدينة دمنات ، حيث لقي 3 منهم حتفهم (رجلان خلف أحدهما طفلين والثاني 6 أطفال ولا معيل، وامرأة مسنة ) وآخرون لازالوا بمستشفيات بمراكش (الإنعاش) إصاباتهم بليغة والبعض الآخر تلقى الإسعافات بدمنات ، ومنهم من غادر المستشفى بنفسية مضطربة لا يدري ما وقع ولم يتذكر ما يحكي . نصائح وتنبيهات : * أقول للسائقين حذاري من السرعة فالمنعرجات كثيرة والانزلاقات واردة خاصة في هذا الفصل الممطر والمثلج ،فكم مرة لولا العناية الإلهية لصرنا في خبر كان ... * لا بد من المهارة والتجربة في السياقة بهذه الجبال والسفوح المنحدرة ذات الطرق المتعرجة والمتآكلة والضيقة ... * كذلك الحذر من الحمولة التي كثيرا ما تتجاوز القدرة الاستعابية للسيارة خاصة وأن الكثير منها قد تهرأ وأصابها الصدأ ... * وأقول للقائمين على هذا البلد : تعالوا وقفوا حقيقة على ساكنة هذه المناطق ستفاجأون ، ولذا لا ننزعج بالهجرة المهولة للأفراد والأسر، و الهدر المدرسي ،والاعتداء على الغابة، وانقطاع المسالك بسبب الأودية والفيضانات والثلوج لمدة شهور حيث ينقطع السكان ومعهم جنود التضحية والخفاء رجال ونساء التعليم عن العالم وبالتالي انقطاع الغاز والمؤونة... ولا الأرواح التي تذهب سدى بسبب مخاض الولادة أو النزيف الدموي أو الأمراض الخطيرة أو لسعات الأفاعي والثعابين والعقارب ... حيث تبعد المدينة أو المستوصف وإن وجد فإن المصاب يحمل على "مرفع" الموتى لمدة 3 إلى 4 ساعات في الكثير من المناطق لانعدام الطرق ، وماذا عساني أقول عن هذه المستوصفات؟ وأي تجهيزات ؟ ... * أتوجه برسالتي ودعوتي إلى ملكنا محمد السادس و وزيرنا الأول السيد عبدالإله بن كيران رئيس الحكومة المقبلة وأحزابنا السياسية وجمعيات المجتمع المدني بأن يلفتوا النظر إلى هذه المناطق الجبلية فسكانها يعيشون في تعاسة وحرمان (أكثر مما يتصور أي إنسان) ، وقد بدأنا نلحظ أخيرا ارتفاع وثيرة ظاهرة الهجرة إلى دمنات ومراكش و أكادير والدار البيضاء ... ليس فقط في وسط الشباب بل أسر بكاملها بحثا عن العمل والاستقرار ... وليس من عاش وعايش كمن سمع ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.