لجأ مواطنون من دوار أسامر بجماعة أكودينلخير في سابقة من نوعها إلى محاصرة معلم وزوجته يدرسان بنفس الفرعية .واستعمل أفراد من القبيلة الأشواك والأحجار لسد الطريق الوحيدة التي توصِل للدوار ،و وضعوا أطفال المدرسة كدرع بشري لمنع المعلم من مغادرته ،كما فرضوا عليه المكوث هناك لثلاثة أيام ،وهي نفس المدة التي قضوها في معتصم أمام نيابة التعليم بأزيلال للمطالبة بتنقيله من فرعية أسامر. و تدخل رجال الدرك بأمر من وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بأزيلال ،كما تدخلت السلطات المحلية بأمر من عامل الإقليم وتمكنوا من تحرير المدرس وزوجته بعد ثلاث ساعات من الحصار تسبب في مضاعفات صحية للأستاذة التي تدرس هي الاخرى بفرعية أسامر. وتتضارب الروايات حول المشكل الذي نشب مؤخرا بين "بعض" آباء التلاميذ بدوار أسامر و مدرسهم ،و تقول رواية الأستاذ أن بعض الآباء منعوا أبناءهم من الالتحاق بالمدرسة دون سبب معقول مؤكدا مواظبته على العمل ،وحمل كامل المسؤولية للادارة التي لم تجد حلا للمشكل المفتعل،كما أكد المعلم الذي حوصر من طرف الساكنة أنه لم يتوصل بأي إخبار يمنعه من الالتحاق بعمله بأسامر. أما طرف أولياء التلاميذ فيؤكدون أن القبيلة قررت مقاطعة المدرسة بفرعية أسامر من القسم الأول إلى السادس إلى غاية تنقيل الأستاذ يونس بسبب تماديه في الغياب واعتماده شواهد طبية كغطاء لتبرير غيابه. وأكد أحد الآباء الذين شاركوا في عملية محاصرة الأستاذ أن الساكنة ستعرض حياة هذا الأخير للخطر إذا ما فكر في العودة لفرعية أسامر . والمثير في القضية أيضا هو لجوء الآباء إلى استخدام الأطفال لبلوغ أهداف معينة، في الوقت الذي عجزت السلطات الوصية على التدخل لحماية المتعلمين من هذا الاستغلال، حيث أمضوا أياما في العراء في الاعتصام أمام نيابة التعليم ،كما منع الآباء أبناءهم المتعلمين تلاميذ القسم الأول والثاني من الالتحاق بالمدرسة رغم حضور المدرس بهدف الضغط أكثر على الادارة لإبعاد مدرس القسم الخامس والسادس الذي لم يعد مرغوبا فيه بقرار من بعض الآباء هناك. فهل من حق الآباء استغلال أبنائهم في الاحتجاج ؟وهل يحق للإدارة تنقيل أستاذ كلما تقدمت الساكنة بشكاوى من أجل ذلك؟ وهل سيفتح تحقيق في قضية محاصرة أستاذ وزوجته الأستاذة لتفادي تكرارها في مناطق أخرى ،إحكاما للقوانين المعمول بها ؟