صادق مجلس جهة تادلة أزيلال على مشروع ميزانية الجهة برسم السنة المالية 2012 بعد دراسته ومناقشته من أعضاء الجهة خلال دورته العادية لشهر شتنبر المنعقدة اليوم الخميس. ومن المقرر أن تبلغ المداخيل ، حسب مشروع الميزانية المقترح ، 62 مليون و 322 ألف درهم ، في ما تبلغ المصاريف 25 مليون و 839 و 279 ألف درهم ، وهو ما يترك فائضا ماليا يصل إلى 36 مليون و 482 و 720 ألف درهم . وكانت لجنة المالية قد تدارست مشروع الميزانية وصادقت عليه ورفعت بعض التوصيات إلى مكتب المجلس تتعلق أساسا بالرفع في بعض الفصول لزيادة الاعتمادات المخصصة للجمعيات الرياضية والثقافية والخيرية بالجهة . كما صادق المجلس خلال هذه الدورة ، التي حضرها والي جهة تادلة أزيلال وعامل إقليمبني ملال السيد محمد دردوري وعامل إقليم الفقيه بن صالح وعامل إقليم أزيلال السيد علي بيوكناش والمنتخبون ورؤساء المجالس البلدية والاقليمية للعمالات الثلاثة ورؤساء المصالح الخارجية ، على مشروع برمجة الفائض التقديري برسم السنة المالية 2012 . ويتضمن المشروع ، حسب ما ذكر رئيس المجلس السيد صالح حمزاوي بمنح ثلاثة ملايين درهم لفائدة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، والمساهمة في الانشطة الاقتصادية بكل من تادلة ودمنات وأزيلال والفقيه بن صالح ، وتهيئة الساحات العمومية ببني ملال ، وتهيئة أوزود ، واقتناء أرض المطرح الجهوي للنفايات ، والمساهمة في دور الثقافة ، والتزود بالماء الشروب ببني ملال والفقيه بن صالح وبعض الجماعات بإقليم أزيلال وغيرها . وكانت الدورة قد افتتحت بتلاوة العرض العام لنشاط المجلس خلال الفترة الفاصلة بين الدورتين الذي ألقاه رئيس المجلس ، والذي استعرض فيه الاجتماعات التي شارك فيها مجلس الجهة والتي همت عدة ميادين اجتماعية واقتصادية من بينها على الخصوص الماء الصالح للشرب والكهرباء والفلاحة والسياحة والمالية العامة . كما أشار ، في هذا السياق ، إلى الزيارة التي قام بها وفد عن المجلس العام لايزير بفرنسا والذي تربطه بالمجلس اتفاقية شراكة مبرمة منذ 2004 ، مذكرا بأن الوفد الفرنسي الذي كان يرأسه رئيس المجلس أندري فاليني ، قام بزيارة عدد من الجمعيات خاصة جمعية " باب النور " للأطفال المعاقين المتخلى عنهم ، وأعطى موافقته على تمويل بناء مقر جديد للجمعية ، كما عبر عن استعداده لمد الجهة بمستشفيات متنقلة الجاري بها العمل في المنطقة الفرنسية . وتجدر الاشارة إلى أن والي جهة تادلة أزيلال وعامل إقليمبني ملال السيد محمد دردوري قد تدخل خلال هذه الجلسة ، فهنأ جميع أعضاء المجلس ورؤساء المصالح الخارجية على الجهود التي يقومون بها ، وهو ما جعل الجهة تحقق تقدما ملموسا في عدد من المجالات لخصها في استهلاك مادة الاسمنت التي حققت نموا يفوق المعدل الوطني والكهرباء والشمندر . كما تطرق إلى النتائج الطيبة المحققة في قطاع التعليم ، الذي يواجه عدة إكراهات من بينها على الخصوص تزايد أفواج التلاميذ والطلبة مما يستحيل معه تلبية كل طلباتهم المتعلقة أساسا بالايواء . وأوضح ، في هذا السياق ، أنه سيتم قريبا افتتاح حي جامعي جديد يتضمن ألف سرير ومطعم جديد للاستجابة إلى الحاجيات المتزايدة في هذا المجال ، يستفيد منه على الخصوص الطلبة المنحدرين من مناطق بعيدة . كما استمع الحاضرون خلال هذا الاجتماع إلى العروض التي قدمها رؤساء اللجان المنبثقة عن المجلس وهي اللجنة الاقتصادية والاجتماعية وإنعاش الشغل ، ولجنة الثقافة والتعليم والتكوين المهني ،ولجنة التعمير والبيئة ، ولجنة الفلاحة والتنمية القروية ، ولجنة الصحة والمحافظة عليها ولجدنة المالية والميزانية . وقد تم خلال هذه العروض استعراض الاجتماعات التي عقدتها كل لجنة على حدة والتوصيات الصادرة عنها بعد دراسة ومناقشة النقط الواردة في جدول أعمالها ، وتم رفعها إلى المجلس التي صادق عليها بعد أن قدم رئيس المجلس وبعض رؤساء المصالح الاقليمية ، كل في مجال اختصاصاته ، توضيحات حول الموضوعات المثارة وقد أثار أعضاء المجلس خلال مناقشاتهم للنقاط الواردة في جدول الاعمال عددا من الملاحظات السلبية حول بعض القطاعات الاجتماعية كالتعليم والصحة والشغل وسكن الطلبة إلى جانب القضايا المتعلقة بالتعمير والفلاحة والصناعة التقليدية والماء الصالح للشرب والكهرباء والتطهير والبيئة . كما قدم ممثل عن المنتزه الجيولوجي (جيو بارك مغون) عرضا عن المشروع الذي هو عبارة عن مجال ترابي محمي خاص من طرف السكان ، وله خاصيات علمية وبيئية وسياسية يمكن استثمارها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة . ويهدف هذا المشروع ، الذي يعتبر من بين 62 منتزها جيولوجيا معترف بها من طرف منظمة الاممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) متفرقة في العالم أغلبها في القارة الاوربية وفي جنوب شرق أسيا خاصة في الصين ، على الحفاظ على التراث الجيولوجي والمعماري والثروات الطبيعية واستثمارها في مجال التنمية خاصة في مجال السياحة القروية . وشدد العرض على ضرورة المحافظة على الموروث الثقافي بالمنطقة والعمل بالتالي على تحديد المواقع الجيولوجية المهددة بالاندثار والاسراع بصيانتها وحمايتها ، من بينها القنطرة الطبيعية إيمينيفري وصخرة ماستفران وموقعي إيواريضن وإيباقليون بآيت بوكماز وشلالات أوزود . كما أشار العرض إلى الزيارة التي قام بها وفد عن منظمة اليونيسكو للمنطقة في 9 نونبر من سنة 2009 ، بعد تقديم ملف ترشيح المنتزه للانضمام إلى الشبكة الدولية للمنتزهات الجيولوجية التابعة للمنظمة ، مبرزا أن المنظمة طالبت من المغرب وضع الموارد الضرورية المادية والبشرية المستدامة رهن إشارة المنتزه ، ومده بالاليات القانونية التي تضمن له الاستمرارية . وفي ختام أشغال الدورة ، تمت تلاوة برقية الولاء والاخلاص التي رفعها رئيس المجلس أصالة عن نفسه ونيابة عن أعضاء المجلس إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس .