بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قال الله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى"، وقال موجها خطابه لفاعلي الخير: "وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" رواه مسلم. مناسبة تقديم هذه النصوص التي هي غيض من فيض و التي تحث على فعل الخير وعلى التضامن والتكافل الاجتماعي، وتبشر الحريص على القيام به بأفضل الجزاء عند الله تعالى: "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم".هو ما وقفت عليه بمناسبة جنازة خالي وصهري بوبكر كرومي الذي وافته المنية يوم 20 رمضان الأبرك من تضامن وتكافل وتآزر سكان قبيلة تاودنوست بدمنات ، تضامن وتأزر عز نظيره في هذا الزمن الرديء الذي يجذب الناس يوميا نحو تلبية رغباتهم ونزواتهم التي لا تكاد تنتهي وحولهم لقمة سائغة للاستهلاك وحب الإمتلاك و الأنانية جعلتهم يستقيلون من التفكير في هموم الآخرين وفي تبنيها وتقاسمها معهم ، وكادت بسبب ذلك ان تنقطع أواصر المجتمع الا من رحم ربك .واصحنا وخصوصا في المدن نعيش في أنانية وانفرادية لا تهمنا إلا انفسنا ولا نحمل هم الجار القريب فكيف بالأخ البعيد. ولا يعنينا من حال الآخرين وما حل بهم شيء . ورغم غزو نمط الحياة الغربي لمجتمعنا ، فإن مظاهر التضامن والتكافل والتآزر الإجتماعي لا زالت حية بدمنات وتحديدا بقبيلة تاودنوست وتجلى لي ذلك واضحا بمناسبة جنازة خالي وصهري كرومي بوبكر تغمده الله برحمته الواسعة و ومن أهم صور هذا التضامن وذلك التكافل الذي يظهر ثمرات صفاء النفوس وشيوع الرحمة والخير تنافس السكان في قضاء حوائج الاسرة المكلومة وتفريج كرب افرادها بالقول وبالفعل، مما يدل على طيب منبت ونقاء أصل سكان تودانوست وصفاء قلب وحسن سريرة هؤلاء الناس ،وكلها علامات على تشبع قلوبهم بالرحمة والخير، إن تلك المبادرات الشعبية التلقائية المتمثلة في الحضور اليومي المكثف وفي تغذية للمعزين طيلة أيام العزاء ، دليل على الفة وترابط المجتكع التودنوستي ، وهو ما كان له بالغ الأثر على نفوس الاسرة المفجوعة في وفاة المرحوم كرومي بوبكر . قال تعالى :"وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"" سورة المائدة الآية 2،و قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: " من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة" وقال صلى الله عليه وسلم :" لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق " فالتفريج عن الإخوان لايلزم بالضرورة أن يكون بالمال والأمور المادية بل بالكلمة وبالحضور والمرافقة ومقاسمة الهم والدعاء وغيرها من صور الخير البسيطة التي لابد أن قلوب التاودنوستيين عامرة بها ومتشبعةبمعانيها وقد ترجموا ذلك ليس بمعان قلبية مجردة فقط، بل واقعيا ومعاملاتيا قال صلى الله عليه وسلم : " إنما يرحم الله من عباده الرحماء". جعلنا الله وإياكم من أهل المعروف في الدنيا والآخرة، آمين وتحية مودة خالصة لسكان تاودنوست وإنا لله وإنا إليه راجعون مولاي نصر الله البوعيشي