و أنت تستقل سيارة اجرة نحو ايت اعتاب لزيارة دواوير ايت طوطس، لا تجد بدا من ان تستقل الحافلة رقم 11، عفوا ان تسير مشيا على الأقدام كيفما ككانت الجهة التي اتخذتها لزيارتك، و منذ مغادرتك الكراج تجد علامات المعاناة ترتسم على عيون من تلتقيهم على الطريق ماشين او ممتطين ظهور حميرهم أو بغالهم, و انت تسأل عن بيت صديقك الذي سيكون دليلك لرسم لوحة لمجمل مشاكل الساكنة، تكتشف انك غير محتاج لدليل يرشدك، فالمظاهر المواجهة لك تشي بكل شيء. الصحة و ايت طوطس .. احجامن ... يحكي الرجل الخمسيني العمر بمرارة قصة المراة زوجة الضابط في الصحراء المغربية، كيف رفعت على النعش، و هي حامل، و الجو ممطر، و الطريق وعرة " موحلة " و الوجهة بعد 11 كلمترا، حيث أول مركز صحي . "منذ سنة تقريبا .... حملنها على النعش، و المطر الغزير يهطل علينا، ابتلت ملابسنا عن آخرها، و المرأة الحامل و المحمولة تصرخ من شدة الوجع ... لم تسعنا ارجلنا الموغلة في الوحل كي نصل في الوقت المناسب، اضطررنا لنقف في " اشراح" لتقوم إحدى النساء بمساعدتها للوضع، في ظروف أقل ما يمكن القول عنها انها غير انسانية." " رغم كل هذا كان هدفنا أن ننقذ ما يمكن انقاذه، حياة المولود المنتظر، و امه التي خارت قواها، غير ان مطمحنا لم يكتمل ، إذ سرعان ما " بشرتنا " المرأة – القابلة بان المولودة قد توفيت ... و صحة المرأة غير مستقرة على ما يبدو... لم نجد بدا من التوقف للحظات في انتظار تحسن قد يأتي من عند الخالق البارئ لصحة الأم، و بعدها بالمرأة محمولة مع ابنتها التي توفيت في نعش واحد ..." علق أحد المواطنين الذي كان يتابع معنا اطوار القصة التي يعرف كل صغير و كبير في ايت طوطس تفاصيلها: " فاين هي حقوق ابنائنا الذين يدافعون عن حوزة الوطن؟. يغتربون ليعودوا وقد وجدوا فلدات اكبادهم فد توفوا، او في خطر محدق، ألا يستحق هؤلاء ان تعيش اسرهم في امن و امان؟؟، وأن يلقوا الرعاية اللازمة صحبة آبائهم، ؟؟؟ اللهم إن هذا منكر ". اكثر من 11 دوارا بدون وحدة صحية و لو متنقلة ..... منذ 1984 بشر السكان ببناء مستوصف أو وحدة صحية ، شرع في إقامتها، و تطوع السكان شبابا و شيبا للمساهمة فيها، لكنها لم تكتمل ... لأسباب مجهولة، فما قدمت الجماعة المحلية بتاونزة لهؤلاء المواطنين؟؟؟ و قبلها ماذا قدمت الدولة لهم في مجال الصحة؟؟؟ و لنا عودة للقطاعات الأخرى. لماذا غاب مستوصف ايت طوطس عن برامج الجماعة؟؟؟ أين هي مخططات التنمية المجالية؟؟ بل و اين هي وعود المنتخبين؟؟؟ فاين تتجلى التنمية التي يتبجح بها السيد الرئيس؟؟؟ اعتقد أنه قد عز عليه كتابة طلب لوزارة الصحة، و عقد لقاءات مع السيد المندوب لإيجاد حل لهذا المشكل الصحي الذي يؤرق المواطنين؟؟؟ فما حظ ايت طوطس من الهدف الاستراتيجي لوزارة ياسمينة بادو؟؟؟ اين هي من صحة الأم في ايت طوطس؟؟؟ اين هي المراقبة خلال شهور الحمل كلها ؟؟؟ اين هو حظ المواطنين من عرض مشاكلهم الصحية على طبيب مختص؟؟؟ و اين هي القوافل المتنقلة لوزارة الصحة؟؟ فهل يلتفت السيد رئيس جماعة تاونزة لمعاناة ايت طوطس مع المستوصف و ينسق الجهود مع وزيرة الصحة لاتمام بناء المستوصف لتستفيد الساكنة إن هو اراد ان يكسب ودها قبل الانتخابات البرلمانية او الجماعية؟؟؟ و لم لا ؟؟؟ أليس من واجب الرئيس أن يعد خطة لتأهيل المستوصف و تجهيزه بالماء و الكهرباء على حساب الجماعة ، و يقترح على وزارة الصحة توفير االموارد البشرية، ممرض واحد على الأقل؟؟؟