بانتهاء السنة الدراسية الحالية 2010/2011 تكون طفولة أيت عبدي و معها ساكنتها على مشارف إنهاء السنة الدراسية البيضاء السادسة على التوالي. فمدارس المنطقة ودعت آخر معلم منذ 2005 و تنتظر بشغف كبير ترميم مدارسها الآيلة للسقوط أو بناء مدرسة جماعتية تلقت وعدا بخصوصها منذ 2009 في إطار المشروع المندمج الخاص بالمنطقة. و لم تستقبل مدارس أيت عبدي الواقعة جنوب شرق إقليم أزيلال أي تلميذ منذ ست سنوات بسبب النقص الكبير في الموارد البشرية بنيابة التعليم بأزيلال و قساوة الظروف الطبيعية بالمنطقة. كما سجلت محاضر المواظبة للأطر التربوية بنيابة التعليم بأزيلال رفض عدد من الأطر التربوية الالتحاق بمدارس أيت عبدي بسبب طول المسافة وغياب ظروف العيش هناك. فالوصول إلى مدارس"تافراوت" و"تناتامين" و "زركان" و"إمضر" يحتم على المُدرس قطع مائة و عشرين كيلومترا على متن شاحنة أو حافلة صغيرة من عاصمة الإقليم أزيلال وصولا إلي"زاوية أحنصال" عبر واويزغت أو تبانت.إضافة إلى قطع أزيد من ثماني ساعات مشيا على الأقدام من "زاوية أحنصال" مرورا بمسالك وعرة رسمتها أرجل الدواب . و بسبب انقطاع الدراسة بقبائل أيت عبدي التحقت على مر السنوات الست الأخيرة أعداد كبيرة من أبناء المنطقة إلى طوابير الأميين الذين تحول جلهم إلى رعاة . أطفال أيت عبدي ممن بلغوا سن التمدرس اليوم ينظرون كل يوم إلى حجرات الدراسة هناك كمرافق تجذبهم إليها و يحلمون يوما بحمل المحفظة إسوة بأقرانهم الذين يشاهدونهم على الشاشة الصغيرة كلما سنحت لهم فرصة زيارة الأهل في قرى أو مراكز حضرية خارج أيت عبدي. و الجدير بالذكر أن "أطفال الثلج" بأيت عبدي يعيشون في قرى تفتقر إلى أبسط شروط العيش الكريم ، فلا مدارس ولا ملاعب و لا طرقات و لا مستوصفات هناك .لكن أملهم لايزال قائما لإنقاذ الجيل الجديد من الأطفال و ينتظرون أن تأتي الطريق التي انطلق بناؤها إلى منطقتهم بمشاريع إنمائية و أن تفي السلطات الوصية بالوعد الذي قطعته على نفسها حين التزمت للقبيلة بإنجاز مشروع نموذجي كان من المقرر أن يبدأ في أواخر 2009 الماضية ، و سجل تأخره بسبب تعثر الصفقات حسب مصادر مطلعة. هذا المشروع النموذجي لفائدة قبائل أيت عبدي يشمل بناء مدرسة جماعتية ووحدة صحية وعددا من المرافق الاجتماعية الضرورية . يستمر إذن انقطاع الدراسة بقبائل أيت عبدي كلها(زركان، إميضر ،تناتامين وتفراوت) في عز المخطط الاستعجالي الذي جاء لإصلاح ما تعثر من المنظومة التعليمية ببلادنا..!