تُعتبر السنة الثالثة إعدادي محطة حاسمة في حياة التلميذ حيث يتحتم عليه اتخاذ أول قرار مهم ومصيري في حياته ومساره الدراسي ، وهذا القرار ينبني عليه مستقبله كله ، فنوعية الاختيار تحدد طريقة الحياة . ويُعتبر التوجيه والعمليات التي تسبقه محطة أساسية يطلع فيها التلميذ على قدراته وميولاته ومهاراته ، وهنا تأتي أهمية المستشار في التوجيه الذي هو المورد الذي يُنير الطريق أمامه . إلا أن ثانوية أفورار الإعدادية خارج كل هذه الاهتمامات على الأقل في مفكرة الساهرين على الشأن التربوي بهذه المؤسسة ، وللسنة الثانية على التوالي يُحرم التلاميذ من حملات الإعلام المدرسي والمهني التي ينبغي أن ينظمها السيد المستشار في التوجيه . ولم يشفع لهؤلاء التلاميذ كون رئيس المؤسسة كان بدوره مستشاراً في التوجيه قبل الإدارة والتسيير ، وهو الذي ما يفتأ يتباهى بكونه ملماً بخبايا التوجيه والإرشاد ، أم أن مهمة الاستشارة والتوجيه تجاوزها الزمن وأصبح تلاميذ الثالثة إعدادي مجبرين على المقامرة والمغامرة في بلورة مشاريعهم الحياتية الشخصية . " فها هو العام الدراسي 2010-2011 قد شارف على النهاية وأبناؤنا لم يستفيدوا من حصص الإعلام المدرسي والمهني " هكذا يحتج أب لتلميذ بالمؤسسة ، هناك مستشار في التوجيه المدرسي من المفروض أن يقوم بهذه العملية المهمة والحاسمة ، وهو عمل يدخل ضمن اختصاصاته ، بل لم يقم به السنة الماضية (2009-2010) . الآباء أمام هذه الوضعية التي قد تكون شاذة ، ينتظرون أجوبة لتساؤلات موجهة إلى كل من يهمهم الأمر في هذا الموضوع : 1- ما العائق الذي منع السيد المستشار في التوجيه من أداء هذا العمل خلال السنة الدراسية كلها ؟ أم أن أمر التلميذ لا يعنيه أبداً وهو الذي كان يوماً أستاذاً بالمؤسسة نفسها ؟ 2- ما هي الإجراءات التي اتخذها السيد رئيس المؤسسة السنة الماضية ولم يُستجب لها ، وماذا قام به هذه السنة كي لا تكرر العملية مستقبلاً ؟ 3- ما موقف جمعية آباء التلاميذ تجاه الإدارة التربوية للمؤسسة ، وهي شريك وصلة وصل بين الأسرة والمدرسة ؟ 4- ما هو رأي السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية ، خاصة وأن ثانوية أفورار الإعدادية توجد ضمن الخريطة الترابية والتربوية للنيابة الإقليمية ؟ وأخيراً ، أتمنى ألا يذهب "مسقطو الطائرات" من جديد إلى اختزال مشكل التوجيه المشار إليه في هذا المقال ، في صراعات نقابية ضيقة وتصفية لحسابات لا توجد إلا في مخيلاتهم .