تنفيذا لما جاء في المادة 16 من مدونة الأسرة و لغرض حماية الأسرة الصغيرة الأم والأبناء قانونيا، ومحاربة مخلفات الزواج العرفي، وزواج القاصرات نظمت حملة لتوثيق الزيجات في جلسات تنقلية انطلقت في عدد من جماعات إقليم أزيلال تحت"خيمة الشباك الوحيد".ففي المحطتين اللتين نظمتا مؤخرا بأزيلال بكل من زواية أحنصال يوم 28 مارس و تنانت يوم 30 من مارس الجاري 2011 استفاد عدد من المرتفقين بإثبات زواجهم .حيث تقاطرت إلى الجلسات التنقلية بكل من زواية أحنصال و تنانت عشرات الحالات رفعت من خلالها دعاوى بغرض إثبات الزيجات . وأسفرت الجلسة التنقلية بزواية أحنصال عن تسجيل 116 ملفا ، منها 69 ملفا لإثبات الزوجية، و47 سجلت بالحالة المدنية. أما حصيلة الجلسة التنقلية بتنانت " فقد أسفرت عن : تسجيل 91 ملفا ، منها 83 لثبوت الزوجية و ثماني حالات سجلت بدفتر الحالة المدنية. و في هذا الصدد التقت أزيلال أونلاين عددا من المعنيين بالأمر ممن حالفهم الحظ و استفادوا من الحملة . "مولود بو"من مواليد تنانت أكد أنه تزوج سنة 1968 بعد أن عاد من الجزائر حيث كان يعمل في ضيعات العنب بضواحي وهران، أنجب اثنا عشر طفلا ،بقي على قيد الحياة ستة منهم و توفي الباقون .مولود عبر عن فرحته بمناسبة توثيق زواجه ، و أكد أيضا انه استجاب لنداء المحكمة الابتدائية بأزيلال بعد أن اخبره عون السلطة أن حملة ثبوت الزوجية وصلت إلى تنانت.مولود ختم تصريحه بقوله"أنا دائما ألبي النداء ..لقد شاركت أيضا في المسيرة الخضراء سنة 75". أما "لحسن" من "بوحرازن" فقد تزوج سنة 2004 دون أن يكلف نفسه عناء توثيق الزواج بسبب مشاكل منها العوز المادي.لكن سارع إلى تصحيح خطئه بعد أن ابْلغ بحملة توثيق الزيجات ."لحسن" أب لطفل و طفلة يدرسان بالابتدائي ، عبر عن فرحته بتوثيق زواجه و أكد أن الأبناء هم الذين يؤدون ضريبة غياب الوثائق. حالة أخرى من تنانت تعود لمحمد الذي تزوج منذ 20 سنة و أنجب طفلا يبلغ من العمر الآن 19 سنة يعمل في البيوتات الدفيئة بأكاير .طلبت منه شرطة إنزكان غيرما مرة الإدلاء ببطاقته الوطنية و لم يتمكن،و يكتفي بالإجابة:"أنا من أزيلال..لا أتوفر على البطاقة الوطنية".الأب أكد أن الشرطة طلبت منه مرارا بأن يسرع في إعداد البطاقة الوطنية التي هي رهينة بتوثيق زواج الأبوين. محمد تنفس الصعداء أخيرا بعد أن استفاد من الجلسة التنقلية لتنانت حيث أخبره قاضي الأسرة الذي ترأس الجلسة أن عقد زواجه سيكون رهن إشارته خلال أسبوعين بالمحكمة الابتدائية بأزيلال. بعد تسلم وثائق ثبوت الزوجية سيشرع "لحسن" في إعداد وثائق ابنه الأكبر من أجل إعداد البطاقة الوطنية. و من الحالات الفريدة حالة"م.ع" الذي تقدم بدعوى ثبوت الزوجية أمام القاضي دون حضور الزوجة التي توفيت منذ سنوات. و عبر عدد من المستفيدين و المتتبعين لعملية توثيق الزيجات ضمن الحملة التي من المتوقع أن تمتد إلى غاية 2014، أن العملية نجحت بشكل كبير و استفاد منها من تزوج قبل صدور المدونة و بعدها .كما استفاد منها عدد من الآباء بتسجيل أبنائهم في دفتر الحالة المدنية.و يعتبر نجاح هذه العملية ثمرة جهود أطراف كثيرة في مقدمتها المسئولين القضائيين بالمحكمة الابتدائية ، السلطات المحلية، القائمين على الشأن المحلي بالجماعات و المستفيدين أنفسهم، الذين استجابوا للحملة و سارعوا إلى توثيق زواجهم و تسجيل أبنائهم في كناش الحالة المدنية .