إن من يزور مركز بني اعياط، إقليم أزيلال، سيحس بالإحباط و الغثيان، بالأرض تنزلق من تحت قدميه، و الجبال ترقص من حوله استنكارا للتهميش والعبث اللذين طالا المركز إن على مستوى الحالة البيئية، أو البنية التحتية، أو الإجتماعية و حتي الإدارية، أعني السلطات ، المحلية و الإقليمية، و أنا أتفقد أحياء المركز، تبين لي أن حالة القرية لم تتغير ، القرية محاصرة بالأزبال التي تنبعث روائحها من كل مكان، عدد لا يحصى من الأكياس البلاستيكية ، المياه النتنة تسيل في جميع أزقة المركز في انتظار ربط الدور بشبكة واد الحار، هذه الشبكة التي تسببت في كثير من المصائب ذهب ضحيتها المواطنون الذين سقط عدد كبير منهم في حفر الربط، لقد تألمت كثيرا حين شاهدت الشبان يمارسون لعبة كرة القدم وسط الأزيال و الأسمدة الحيوانية، يا سلام على المغرب يا سلام، و الله لو كانت العدالة الإجتماعية قائمة ، لقدم المسؤولون إلى المحكمة بتهمة الخيانة و المس بكرامة الإنسان، كل هذا في غياب ملعب صالح لممارسة الرياضة، في غياب مأوى الشباب، و الكل يعلم الدور الحيوي لدار الشباب و الخدمات الجليلة التي يقدمها إن على المستوى الرياضي أو الثقاقي أو الفني أو التربوي أو الإبداعي ، جريمة أن تفتقد الملاعب الرياضية و جماعة بني اعياط من أكبر الجماعات بالإقليم... في غياب خزانة قروية، في غياب نادي نسوي، في غياب مساحات خضراء، فالنساء، أمهاتنا، لا يفارقن البيوت إلا من أجل الإستشفاء أو الإلتحاق بالرفيق الأعلى، أما إذا تكلمنا على المسبح، سننعث بالمجانين، وهذا غيظ من فيض، و أمام هذه الكارثة البيئية و الإجتماعية هناك مصيبة عظمى، متفشية بشكل خطير، ألا و هي تجارة المخدرات بجميع اشكالها و ألوانها، تباع للكبار و الصغار، فكم من مصائب وقعت بالمركز بسبب ماء الحياة، و يكفي الإشارة إلى الطعنة التي ذهب ضحيتها الشاب خ. س رحمه الله، و هل هناك مصيبة أكثر من هذه؟ جميل أن يبقى باب مكتب الخليفة مفتوحا لاستقبال المواطنين، لكن على السيد الخليفة أن يشمر على ساعديه لمحاربة هذا الخطر الفتاك، هذه السموم التي تباع بعين المكان، لفلدات أكبادنا، أمام صمت الخليفة و القائد و القائد الممتاز و العامل الذي و عدنا بمتابعة و محاربة تجار المخدرات. علاوة على ما قيل، لا بد من الإشارة إلى مشكل الأراضي السلالية لدوار فرغس، الإرتماء، الحجز، التمليك بشواهد لفيفية تتحكم فيها عوامل القرابة و المحسوبية، الخروقات التي تقترف ليلا و نهارا أمام أعين السلطة المحلية و بعلم السلطات الإقليمية، التي وجهنا لها وابلا من الشكايات، و لا قرار واحد بالهدم. و لن أنسى الطريق الرابطة بين المركز و الرئيسية 24، هذه القطعة التي بقيت على حالها منذ تأسيسها نهاية الستينات و أقسم السيد العامل الحالي يوم 10 غشت2008 بأن يعيد إصلاحها، بل سمعت خلال زيارتي الأخيرة للبلاد نهاية شهر دجنبر الأخير، بأن الأشغال ستبتدئ بداية يناير 2011، زد على كل ما ذكر مشكل الإنارة العمومية، فظيوف الرحمان يتخبطون في الأوحال بسبب انعدام الإنارة بمعظم الأزقة، الظلام، الأوحال و الحفر، في الوقت الذي تنعم فيه الدواوير العياطية المجاورة بالإنارة العمومية بدون انقطاع، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة،هو أين يتجلى دور المجلس القروي المشلول؟ أين دوره في خلق فرص الشغل بجل المستثمرين؟ ببناء دور للسكنى تساهم في إنعاش ميزانية الجماعة، في البنية التحتية، قي المساحات الخضراء، في جمع النفايات،في المجال البيئي و حماية الثروة الغابوية، في الشراكة الفعلية مع المؤسسات التربوية و الجمعيات، قي جماية الطفولة، و المعاقين و المعوزين، في الرياضات الجماعية و الفردية، قي السياحة الجبلية، في السماح للمواطنين بحضور اجتماعاته الشهرية، هذه الإجتماعات التي أصبح مهندسها و عقلها المدبر هو العنصر الغريب عن المجلس، العنصر الذي لا يخفي ولاءه اللامشروط و بيعته للرئيس. و بكل حس وطني أقول لمن انتقذوني يوم 10 غشت 2008 من الموالين و المحسوبين على الأغلبية، لأنني عرضت مشاكل الساكنة بكل صدق و أمانة على السيد العامل الذي أشهد له بروح الحوار، للذيليين أقول ها أنتم كذبوا هذه الحقائق المؤلمة، فأينما نطلب العزة من غير الله أذلنا الله، و أدعو القراء لزيارة مقبرة الأحياء.