" أطفال صغار تم القفز على طفولتهم واغتيالها ودخلوا مرغمين سن الرشد والرجولة من شوارعه الواسعة والمبيت في الخلاء أو قرب المسجد الاعضم يواجهون أهوالها وأخطارها المفاجئة ويتلقون التهديدات ويصبرون على الاعتداءات الجسدية والجنسية دون مقاومة إلا من سلاح البكاء والصراخ " أطفال قاصرون تتراوح أعمارهم مابين العشر سنوات وأربع عشرة سنة .يقضون النهار تحت الحر وشمس الصيف الحارقة والليل تحت المطر والبرد القارس في فصل الشتاء قرب المسجد الاعضم لممارسة هدا النوع من الأنشطة "التجارية" هي اقرب إلى الاستجداء والتسول لكسب بعض الدريهمات لمساعدة اسر غارقة في الفقر المدقع والعوز والحاجة سفيان وحسن وإسماعيل ومحمد وغيرهم من الأطفال الصغار بائعي السجائر بالتقسيط وماسحي الاحدية وبائعي الجرائد وبائعي الماء ودافعي العربات عند مفترق الطرقات والمقاهي العمومية ومحطة الحافلات وسيارة الأجرة الكبيرة والصغيرة وفي الساحات والأسواق أطفال لايعرفون للعطلة معنى ولا جمالية البحر خاصة المدن الساحلية .يتفحصون أقرانهم المتمددين على أرائك سيارات إبائهم وأمهاتهم بألبسة جميلة وأنيقة حاملين لعبهم الالكترونية وأشياء جميلة من الحلوى والمثلجات داخل السيارات المكيفة والمتجهة إلى مدن التي حفظوا أسماءها في حصص من حصص الدرس داخل لفصل. أما الطفل عبد الله دو السابعة سنوات ، المستوى الدراسي الثاني أساسي يشتغل في بيع السجائر بالتقسيط وكأصغر نادل لمقهى شعبي ، نظرا لوفاة أبوه المعيل لهده الأسرة الصغيرة وغياب المصانع والشركات لاشتغال الأمهات واضطر عبد الله الاشتغال بدل أمه لأنه اكبر من إخوته الصغار وكل ما يجنيه يشتري به متطلبات العيش وأجرة كراء محل صغير وتوفير بعض الدريهمات لشراء اللوازم المدرسية . هدا هو حال هدا الطفل اليتيم . عطلة معناها بداية معركة مع قسوة الشارع وأناسه ومناخه من جميع الأجناس البشرية ، عطلة معناها العمل الشاق المحفوف بجميع المخاطر ومكائد الآخرين لربح بعض المال وضمان قوت الأسرة أو على الأقل قسط منها والركون إلى زاوية الكوخ آو بيت شبيه إلى كهف وانتظار غد مماثل أو اكتر قسوة. أطفال صغار يستيقظون باكرا وينتشرون عبر شوارع وأزقة المدينة وينتصبون عند مفترقات الطرقات بمدينة ازيلال وشوارعها بهدف انتزاع دريهمات من خلال بيع السجائر ومسح وتلميع الاحدية لبعض الموظفين والسياح الأجانب ،أطفال يملؤون جنبات المقاهي والساحات يعرضون خدماتهم من حمل البضاعة والقفف وإيصالها إلى البيوت ....أطفال ماسحو أحدية يطوفون بين الشوارع حاملين صناديق بحثا عن جالس إلى مقهى راغب في مسح حدائه أو بيع جرائد لزبنائهم المقاهي ....أطفال أعمارهم غالبا تتراوح مابين 10و15سنة يقطعون مسافات طويلة من منازلهم البعيدة كازلافن الليلي وتيشيبت وتمنيت تحت الحر والقيظ تشوي أجساد الفتية الصغيرة والنحيلة شمس غشت الحارقة يحملون "سجائر"و"جرائد"و"ماء الشرب" ويعرضون خدماتهم ويعلنون عن وجودهم بالصياح والنداء والحديث المباشر مع من يهمهم الأمر من الزبائن المفترضين أطفال صغار لفظ المجتمع أسرهم الفقيرة المعدمة والمعوزة .فلفظتهم هي بدورها إلى الشارع ليتدبروا أمرهم . لإعالة أسرهم المحتاجة لانعدام الشغل لدى المعيل أو لدى احدهما أو يتيم الأبويين أو لطلاق أو لتفكك الأسرة "ويقول سليمان الساكن بدوار تشيبت ببلدية ازيلال المستوى الدراسي السادسة أساسي أقوم ببيع السجائر بالتقسيط كل صيف لشراء الدفاتر والكتب والملابس ولوازم الدخول المدرسي وأيضا مساعدة أسرتي في متطلبات العيش لان أبي مريض مرض مزمن وأخي الصغير عمره 14 سنة يشتغل وهو معيل الأسرة ونتكون من 6افراد كلهم صغار المنزل الدي نسكن فيه يعود إلى ملكية عمي .ا ما العطلة الصيفية ومياه البحر لااعرفهم . يصرح إسماعيل دو 10 سنة بائع سجائر رفقة خمسة من إقرانه وزملائه في المهنة ،أطفال صغار تم القفز على طفولتهم واغتيالها ودخلوا مرغمين سن الرشد والرجولة من شوارعه الواسعة والمبيت في الخلاء أو قرب المسجد الاعضم يواجهون أهوالها وأخطارها المفاجئة ويتلقون التهديدات ويصبرون على الاعتداءات الجسدية والجنسية دون مقاومة إلا من سلاح البكاء والصراخ ويدخلون في بعض الأحيان في ملاسنات وصرعات وعراك فيما بينهم على سيجارة أو مكان للبيع ويحترفون أيضا شرب الكحول والتدخين ولعب القمار والسرقة والجنس عالمهم عالم الكبار الفاسدين. ويضطر هؤلاء إلى التكيف مع عالم يفوق قدراتهم العقلية والبدنية ، عالم يلجونه مبكرا له نتائج سلبية على تنشئتهم الاجتماعية وسلوكياتهم وبناء شخصيتهم . ومن المؤكد أن لا أحدا من هؤلاء الأطفال لو خير بين ممارسة عمل من هدا النوع أو لعب الكرة أو غيرها من الألعاب الرياضية مع أقرانه خلال عطلة جاءت بعد فترة أو سنة دراسية لكان له الخيار الطبيعي الدي يلائم سنه . إن تشغيل الأطفال يعد خرقا لقوانين الدولية لحقوق الإنسان التي لم يستطيع المغرب القضاء عليها نظرا لواقع الأسر الفقيرة والمحرومة و التي تعد البطالة واقع لامفر منه لكل أبنائها ، وضد حقوق الطفل الدي وقعت عليه بلدان العالم ، والتي تتضمن بنودا من بينها واجب تعليم الطفل وتربيته إلى تحريم تشغيله .لكن ومع الأسف سيبقى تشغيل الأطفال واقعا يفرض نفسه بقوة داخل المجتمع المغربي مادامت جل اسرةتعيش تحث سقف الفقر والبطالة لغياب فرص الشغل لرب الأسر الدي يوفر الحماية والتربية الصحيحة لأبنائه . ويعد ازيلال من المناطق المتفشية بها ظاهرة تشغيل أطفال قاصرون بسبب الفقر و التفكك الأسري وبطالة الآباء والأمهات لانعدام فرص الشغل