بكثير من الشوق و الحنين يتذكر سكان جماعة بني حسان تلك الأيام الخوالي التي كان خلالها مرضاهم يحضون بحقنة أو حبة دواء أو حتى استشارة طبية يهبها لهم الممرض سي محمد الباتولي الذي كان مستقرا بالمستوصف.فكم بيتا زاره هذا الممرض ليقدم خدمة من خدماته لأحد المرضى، وكم مدرسة ألقى فيها دروسا في التربية الصحية للمتعلمين،وكم مكالمة هاتفية تلقاها ليلا ونهارا وأجاب عن تساؤلات الملهوفين والمتضررين في بقاع قاصية من تراب الجماعة.وكانت تلك الإطلالات ، على قلتها،والتي تقوم بها الطبيبة السابقة بالمستوصف تخفف ولو قليلا آلام ومعاناة القادمين من دواوير نائية كأسقنبر وأيت عبد الرحمان والزاويت و.... والآن وبانتقال الممرض ومغادرة الطبيبة بصفة نهائية،يكون الستار قد أسدل عل المشهد الأول من التاريخ الصحي لبني حسان ،لتبدأ فصول مشهد أكثر درامية وتراجيدية أبطاله أولئك الشيوخ المرضى القابعين في منازلهم،وتلك النساء الحوامل اللواتي يعانين الأمرين للوصول إلى أقرب مركز صحي بفم الجمعة،وهؤلاء الأطفال الملسوعين صيفا،والذين يضطرون لأخذ وصفات الطب التقليدي التي قد تصيبهم بأعراض جانبية أكثر خطورة من لسع العقارب. وأمام هذه المشاهد المؤلمة،يقف مستوصف بني حسان متفرجا وعاجزا أمام الوفود من المرضى الذين يزورونه مرارا وتكرارا فو كان عاقلا لعلق في بوابته عبارة "مغلق حتى حين" ليوفر عنهم عناء التنقل الممل من وٳليه. هو ذا المشهد الصحي ببني حسان : 11ألف نسمة بدون طبيب،مستوصف مغلق لأكثر من 6 أشهر،أمراض منتشرة هنا وهناك...وٳلى أن يسدل الستار على هذا المشهد العصيب، لا يزال مستوصف بني حسان مستمتعا بعطلته التي قد تمتد طويلا.وإذا قدر له أن يفتح أبوابه من جديد ،فٳن الفئران وشتى أنواع الحشرات هي أكثر ما سيجده زائره بدل الأدوي