تسكن عدد من العائلات في منطقة أيت عبدي بالكهوف ليس عشقا لها، ولكن نظرا لقلة إمكانياتها. صاحب إحدى المغارات وهو موحى (56 سنة) متزوج وله خمسة أطفال، قسم المغارة إلى غرفتين تفصل بينهما قطع من أحجار، في الجانب المسند على الجرف حوله إلى دولب لوضع بعض المستلزمات اليومية، الدولب في الحقيقة ثقب طبيعية في المغارة. موحى الكساب الذي يسكن مغارته منذ ,1958 عايش عواصف قاتلة أتت على عدد من رؤوس ماشيته، ففي السنة الماضية 2009 نفقت أربعون منها ، أبناؤه و بناته يفترشون الأرض ، عاشوا طفولة محرومة لم يسبق لهم أن ولجوا المدرسة، موحى روى لبوابة أزيلال اونلاين عن الوفيات التي عرفتها منطقة أيت عبدي، سواء التي كانت بسبب الثلوج أو التي نتجت عن السقوط من أفواه المغارات، وكان آخر الضحايا رجل في عقده السادس. هنا ساكنة بالكهوف.. ؟؟ ساكنة بالكهوف و آخرون ليسوا أحسن منهم حالا يعدون ملاليمهم مليما مليما ، يروضون الأفاعي و العقارب صيفا و هي تقض مضاجعهم و تداعب أفرشتهم ، و شتاء يختبئون لتجنب قطرات الغيث التي تتسرب من أسقف مغاراتهم و منازلهم المهترئة المبنية بالأطيان و الهشيم ، يفتقرون لأرخص وصفة طبية على وجه البسيطة "الدواء الأحمر"، تحمل حواملهم و مرضاهم و موتاهم على النعوش على حد سواء لسبب بسيط و هو أن دولتنا بإمكانياتها لا تستطيع بناء المستشفيات و توفير التجهيزات لمواطنيها . يحاصَرون خمسة أشهر كاملة أو تزيد كل موسم شتاء في بيوتهم بدون مؤونة.. بسبب الثلوج و الأمطار لتتوجه أنظارهم إلى السماء و ترقب حوامة عَلها ترسل كيسا من الدقيق و رزمة سكر ، لا زال أبناؤهم محرومين من حقهم الدستوري في التمدرس عاشوا سنوات بيضاء و لا زالوا... يكلفهم الحصول على عقد ازدياد أو شهادة سكنى ثلاثة أيام بلياليها مشيا على الأقدام بين الفجاج و الوديان و بتكلفة شهر من العمل الشاق في مزارع "أزاغار" . وهناك مهرجانات و سخاء..!؟ "الشطيح و الرديح" وتوزيع المال على إيقاعات العالم في مهرجانات أبلى فيها منظموها البلاء "الحسن" في صرف مبالغ طائلة لجلب مغنيين و مطربات من القارات الخمس ل"يشطحوا و يردحوا " و يغيروا روتين مدينة الرباط و نواحيها و مدنا أخرى و يملؤوا لياليها رقصا و صخبا و نشاطا و مرحا .... صرفوا الملايير و أبانوا عن مهاراتهم في سوء تدبير المال العام بينما الألوف من شبابنا يبحثون عن لقمة عيش كريمة و هم تائهون في مقالع الأحجار يعتصرون الخبز من الصخر بالأسنان و الأظافر و الآخرون يمضغون الوقت على الأرصفة و يحلمون بالأعياد المقبلة . فهل نسي هؤلاء أن بالمغرب سكانا بالكهوف و فقراء و معطلين ووو..؟،لماذا لم يفكر المنظمون في التصدق على فقراء المغرب ، أو إنجاز مشاريع تعود بالنفع على الجميع ، بدل إغواء جيوب جورج وسوف و الستاتي و الشاب خالد و أليسيا كيز و أمثالهم بالملايين ..؟ يتبع