تتوفر جماعة ابزو على دار للشباب تحمل اسما رمزيا ، له دلالة كبيرة وعميقة لدى المغاربة قاطبة .. كيف لا ، وهو يؤرخ لثورة الملك والشعب من أجل الانعتاق والتحرر ؟؟ فكأن الذين أطلقوا اسم " 20 غشت " على هذه الدار ، إنما أرادوا بذلك بعده الرمزي ، ذلك البعد المتمثل في الجهاد الأكبر من أجل تقدم المغرب وازدهاره ، بعد الجهاد الأصغر الذي توِّج بعودة المغفور له محمد الخامس من منفاه ، وتحقيق الاستقلال . وقصدوا إلى أن المنتظر من هذه الدار أن تساهم من موقعها في هذا الجهاد الأكبر بتأطيرالشباب البزيوي وتكوينه تكوينا سليما يؤهله للانخراط في التنمية المستدامة التي يشهدها المغرب في ظل السياسة الرشيدة لصاحب الجلالة محمد السادس . غير أن دار الشباب بابزو لا تحمل من مواصفات دور الشباب إلا الاسم ، أما واقعها فشئ آخر . فهذه الدار كانت في الأصل ( قباضة ) ، وفي عهد المجلس القروي السابق تمّ تخصيص مبلغ زهيد لا يتعدى 000 70 درهم ، لتحويلها إلى دار للشباب .. والحقيقة أن البناية السابقة ظلت على حالها ، ولم يُضف عليها أي مرفق .. وكل ما لحقها من تعديل لا يعدو أن يكون ترميمات بسيطة لا غير . فمساحتها ، وهيكلها ، وحجراتها ، بقيت على حالها .. فالدار لا تحتوي إلا على ثلاث قاعات : واحدة متوسطة ، وهي القاعة الرئيسية التي تزاول فيها مختلف الأنشطة ،وتُقدّم فيها العروض ، وتستغل في الملتقيات والمنتديات ، وبالكاد تسع لحوالي مائة ، إلى مائة وعشرين شخصا . بها منصة غير لائقة ؛ هي في الحقيقة مصطبة إسمنتية لا كواليس لها . وبدون أي تجهيز يُذكر إلا من الكراسي ، وإنارة عادية كإنارة المنازل . أما القاعتان المتبقيتان ، فصغيرتان جدا ( حوالي مترين ، إلى مترين ونصف مربعين ) وتكادان لا تصلحان إلا لعقد اجتماعات مصغرة . بالإضافة إلى هذه القاعات الثلاث ، هناك مرفق صحي بمرحاضين فقط ، ومكتب للسيد المدير . وعلى ذكرالمدير ، تجب الإشادة بمجهوداته رغم ظروف العمل الصعبة ، وقلة الإمكانات المتاحة ، بل وانعدامها .. ويستحق على تضحياته كل التنويه والتقدير . هذا ، ولا نجانب الصواب إذا قلنا أن الدار تكاد تكون غير مجهزة باستثناء الكراسي ، وبعض الطاولات ومنها طاولة يتيمة لكرة المضرب وجهاز ( الداتا شاو ) ، ولا شئ بعد هذا جدير بأن يُذكر .. فلا الوسائل السمعية البصرية متوفرة ، ولا مكتبة ورقية ، ولا قاعة متعددة الوسائط ، ولا تجهيزات ومعدات رياضية ... ولا أي شئ غير ما سلف ذكره . والجدير بالانتباه ، أن هناك ما يناهز عشرين جمعية تعمل بتراب الجماعة ، وكتلة مهمة من الشباب الحيوي ذات طاقات لا يستهان بها .. وتبقى دار الشباب هي المؤسسة الوحيدة الكفيلة باحتضان أنشطة هذه الجمعيات ، وتصريف طاقات هؤلاء الشباب فيما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالخير والنفع . وكيفما كان الأمر ، فالمجلس القروي السابق بابزو ، يُحمد له أنه وفّر هذه الدار ، وأخرجها للوجود على ما بها من هنّات .. والمُعوّل ، بعد الله ، على المجلس الحالي أن يبذل ما استطاع من جهد ليؤهلها بما يتماشى مع حاجيات الرواد أفرادا كانوا ، أو هيئات مدنية وبما يساير مستجدات العصر من أجل الانخراط الفعال في مسيرة التنمية الحقة التي تراهن بالأساس على المواطن المغربي ، قبل أي شئ آخر . والمعول أيضا على الوزارة الوصية أن تجهز هذه الدار بما يلزم من أطر ووسائل ، إسوة بباقي دور الشباب في وطننا الحبيب .. إذ لا يُعقل أن تكون هناك تفرقة وتمييز بين رائد دار الشباب بالمدينة المغربية ، وأخيه بالقرية .. وربما كان الرائد بالعالم القروي في ظل شعار وسياسة رفع التهميش في مغرب القرن الواحد والعشرين ، مغرب العهد الجديد ، أولى بالأسبقية من الرائد بالمدينة . والأمل كبير ، وكل الرجاء ألا يخيب .