" على النساء في مراكز القرار الاطلاع عن قرب على مشاكل وهموم المرأة الجبلية وليس استغلالها كصوت انتخابي ومنسية كمواطنة لها حقوق " .... انركي سجن الاستعمار بدون أسوار وحياة بدائية سكانها ينقطعون عن العالم الخارجي بسبب الثلوج والأنهار طول السنة باستثناء فصل الصيف سنقترب عبر هذا الحوار من رأي تودة شريفي المستشارة الجماعية بانركي ، وذلك من خلال مجموعة من الأسئلة التي ترتبط جميعا بمشاكل وهموم المرأة الجبلية الذي يعد رهانا لمختلف المستشارات الجماعيات لتحقيق التنمية. س:بداية عرفينا عن تودة شريفي من تكون ؟ ج : من مواليد 1967 بانركي ، امازيغية الأصل من جبال الأطلس المتوسط ، متزوجة ولها أربعة أبناء لم تلج المدرسة ، وصانعة تقليدية للجلباب والسلهام الصوفي ، وتقود سيارة خاصة بها بامتياز. . س : هل هي أول مشاركة لك في تسيير الشأن المحلي ؟ وكيف تنظرين إلى حضور النساء في الجماعة ؟ ج : هذه أول تجربة لي في الشأن المحلي ، وقد شجعني هذا لأنني انتمي إلى أسرة معروفة بحبها لفعل الخير والعمل الاجتماعي وأيضا بالحس الوطني الذي تربيت عليه و كذا إيماني بالتطورات الأخيرة التي عرفتها المرأة والإمكانيات المهمة التي أبانت عنها في جميع المجالات والميادين ،والكوطا هي آلية جاءت في الوقت المناسب لتساهم في تكريس الديمقراطية والمساواة ببلادنا بفضل جلالة الملك . وهناك تشجيع لي من طرف نساء جماعة انركي التي انتمي إليها كما قلت سابقا أقوم بعمل الخير كنقل المرضى والحالة الحرجة بسيارتي الخاصة والتعاون معهم في أي مناسبة ، لان ساكنة انركي تعاني من التهميش والإقصاء من الناحية الاقتصادية والاجتماعية . س : ماهي التحديات التي تنتظر المستشارة الجماعية ووقفت عليها من خلال تسيير الشأن المحلي ؟ ج : في الحقيقة المنطقة التي أعيش فيه والتي تسمى "سجن الاستعمار "بجماعة انركي لان سكان الأقاليم الأخرى المجاورة للجماعة يقولون انتم تعيشون في سجن الاستعمار أي انقطاع الجماعة عن العالم الخارجي بسبب الثلوج والأنهار طول السنة باستثناء فصل الصيف ونبقى في سجن مع وقف التنفيذ ، حياتنا شبيهة بالحياة البدائية ويبقى المواطنون في السجن الأبدي ولهذا أناضل من اجل إسماع صوت قبيلتي إلى المسؤولين لفك الحصار عنها وتنميتها بمشاريع تنموية هامة، في الطرق والصحة والتعليم والمشاريع المدرة للدخل ، وتعتبر المرأة المتضرر الأكبر لان اغلبها مازال يعيش تحت عتبة الأمية والفقر لغياب مراكز متعدد الاختصاصات تهتم بالأم والطفل واستثمارات محلية وأماكن لتسوبق المنتوج المحلي " الجلباب والسلهام الصوفي " وكذا غياب قاعة للولادة وغالبة النساء أتناء الوضع يلتجئن إلى القبلات وخاصة منهم " شريفي عائشة سعيد" أو نقل الحالة الحرجة عبر الدواب أو نقل السري أو عبر الألواح الخشبية لغياب سيارة الإسعاف واطر طبية ودار للولادة أو دار الأمومة مما يجعل حياة المرأة الجبلية وخاصة بانركي "بالموت"، مستغلة كصوت انتخابي ومنسية كمواطنة لها حقوق وكفاعلة في المجتمع . س : في حالة عدم تحقيق طموحات نساء جماعة انركي ماذا ستفعلين ؟ ج : لي اليقين أنني سأحقق ولو نسبيا بعض مطالب ساكنة انركي وفى إحدى التدخلات بالعمالة حول تهميش الجماعة ، اجبني السيد العامل وأعطني الأمل لإخراج الجماعة من الفقر إلى التنمية بمشاريع تنموية تهم سنة 2010 انطلاقة أشغال المدرسة الجماعتية،وفي سنة 2011 بناء إعدادية وداخلية وكذلك بناء مركز متعدد الاختصاصات في تكوين النساء ودار الأمومة ، والاهتمام بالمناطق الجبلية النائية، وفي حالة عدم تحقيق طموحات ساكنة انركي سأستقيل من المجلس الجماعي . س : ماهي طموحاتك المستقبلية ؟ ج : تحسين الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للساكنة والمرأة الجبلية بالخصوص وتهيئ مستقبل زاهر لأطفالنا ، وكل ما اصبوا إليه هو تحقيق الأمل لهذه الساكنة التي مازالت تعيش في سجن بدون أسوار ،كما أنني مقبلة على تأسيس جمعية نسائية وأطالب من المسؤولين وخاصة قسم العمل الاجتماعي ومندوبية التعاون الوطني المساهمة في تنفيذ مشاريع تنموية مدرة للدخل . س : كيف تقودين السيارة في منعرجات خطيرة وبامتياز وأنت لا تعرفين الكتابة ولا القراءة ؟ ج : بما أنني اشتغل بميدان تجارة الجلباب والسلهام الصوفي وتسويقها في عدة أسواق أسبوعية فإني أعيش مشاكل كثيرة في التنقل ، لهذا فكرت في اجتياز امتحان السياقة ، والحمد لله حصلت على رخصة السياقة لأني لدي طموح كبير ، والان أقود سيارتي عبر منعرجات انركي وتيلوكيت رفقة أسرتي بشكل عادي. س : من خلال الممارسة وموقع المرأة الجبلية ماهو النداء الذي يمكن لك توجيهه للنساء القرويات؟ ج : أولا أود دعوة جميع النساء الموجودات في مراكز القرار بالخروج إلى المداشر والقرى للاطلاع عن قرب على مشاكل وهموم المرأة الجبلية والكف عن السياسة المركزية ، ثانيا العمل على تحقيق طموحات وأمال وتطلعات نساء الجبل في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بغرض تحسين ظروف عيشهن . س : مارأيك في المرأة وعلاقتها بالشأن المحلي؟ ؟ ج : المرأة نصف المجتمع ويجب عليها المشاركة إلى جانب الرجل في المبادرات التنموية وتدبير الشأن المحلي وفي مراكز اتخاذ القرار . س : مارأيك في سياسة العامل علي بيوكناش؟ ج : في الحقيقة العامل يستحق من ساكنة أزيلال وخاصة جماعة انركي كل الاحترام لأنه شخص خدوم لوطنه ، وبفضله سترى المشاريع النوربالجماعة وهي مشاريع تهم عدة مجالات اقتصادية واجتماعية وثقافية. س : هل سبق لك المشاركة في لقاءات نسائية كمستشارة جماعية ؟ ج : بالفعل استفدت من المشاركة في اللقاء الأخير مع الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب والنسيج الجمعوي التنموي في موضوع " المشاركة السياسية للنساء أي واقع ؟ وأية أفاق"؟ وأتمنى المشاركة في لقاءات أخرى . س : كلمة أخيرة ؟ ج : اشكر بوابة أزيلال اون لاين على اهتمامها بالمستشارات الجماعيات بالإقليم وقد أتاحت لي هذه الفرصة كمستشارة وذلك للتطرق لجزء من التحديات والمعيقات التي تواجه المرأة الجبلية و استعراض الطموحات المستقبلية.