وأخرى متجهة إلى القروض الصغرى ؟ كثيرة هي الأسر المغربية التي يطاردها شبح مصاريف الحياة اليومية ، ويزداد ثقلها مع عدد أفراد الأسرة واقتراب المناسبات خاصة رمضان والدخول المدرسي بكل ما يعنيه من واجبات التسجيل ومصاريف لا يمكن حصرها خصوصا إذا اجتمعت في زمن واحد، كما هو الحال الآن حيث تزامن دخول الشهر الكريم مع الدخول المدرسي إضافة إلى ما تم إنفاقه في العطلة الصيفية التي تعتبر ضرورة بالنسبة للأطفال الذين أسعفهم الحظ . أما الأغلبية الساحقة فتقضيها في العمل لتدبير مصارف الدراسة . ونظرا لاختلاف المستويات الاجتماعية والظروف الصعبة التي تتخبط فيها جل الأسر، فإنها تجد في القروض حلا لمشاكلها بينما أخرى باعت بعضا من ممتلكاتها وما تراه يمكن أن يحل المشكل ، ويبقى اللجوء إلى الاقتراض من القروض الصغرى هو الحل عند غالبية الأسر لتدبير بعض من حاجيات هذه المناسبات . وهذه بعض الآراء التي استقيناها من مواطنين تحدثوا بعفوية عن واقعهم: تقول (ف.ز) 43 سنة عندما يقترب رمضان اعلم أن المصاريف اليومية ترتفع وعندما لا أجد من يقرضني الجأ إلى مؤسسات الاقتراض التي بدورها تستغل ضعف القدرة الشرائية للزبون لتضع الفائدة التي تراها مناسبة لها وتكون المشكلة اكبر إذا ما كانت الأسرة تتكون من أبناء يدرسون في مستويات ابتدائي – ثانوي – جامعي ، اشعر بالألم والحسرة إذا عجزت عن توفير متطلباتهم وخصوصا إذا تزامنت المناسبة مع عدة مناسبات كما هو الشأن هذه السنة. (س،ب) 51 سنة مطلقة لها طفلان ، عندما أدرك أن الدخول المدرسي قد اقترب أبيع بعض من ممتلكات المنزل كالثلاجة أو جهاز تلفاز لأتدبر على الأقل مصاريف شراء الكتب وبعض الملابس الجديدة ليذهب أطفالي مثل أقرانهم إلى المدرسة . أما (ش م) يقول رغم اشتغالي في وظيفة محترمة اعجز أحيانا عن توفير مدخرات مالية لتغطية مصاريف الأبناء الذين يفضلون قضاء العطلة الصيفية بالشواطئ ويشترون ملابس الدخول المدرسي والكتب وهذه السنة يلزمنا شراء أغراض رمضان المعظم ، ارفض الاقتراض وتضطر زوجتي لبيع البعض من حليها مع وعد مني باسترجاعه بعدما تقل المصاريف مع أني اعرف أن هذا غير ممكن . (ب.ح) 67 سنة متزوج له سبعة أبناء متقاعد لا مكان للمحتاجين في مناسبات رمضان والدخول المدرسي وما يتطلبه من مصاريف ؟ أعياد الفطر والأضحى أحس بيأس كبير كلما اقتربت , رغم أننا نعتز بأيامها واحتفالاتها ولكن عندما تكون الظروف قاسية وصعبة تزداد المعاناة التي لا مكان لفئة بسيطة لها في محيطها المعيشي . وفي نفس السياق هناك اسر تعيش معاناة يصبح من غير المنطق التحدث عن الحياة الكريمة والعيش الأفضل لساكنة وخاصة في هذا الشهر المبارك وكل ما تريده هو بعض ضروريات الحياة من ،السكر والحليب والشاي والزيت والدقيق ، في غياب الماء والكهرباء وطريق تفك العزلة عنهم ، فرغم بعض المساعدات التي تقدمها مؤسسة محمد الخامس للتضامن فإنها تبقى غير كافية لمواجهة العدد الكبير من الأسر الفقيرة ببلدية أزيلال وخاصة الدواوير المعزولة والهامشية كازلافن والليلي وتشيبت وأغير المؤذن والثكنة العسكرية فجل سكانها متقاعدون وأرامل وبدون عمل قار سوى الاشتغال في البيوت أو التسكع أو بعض الأشغال الموسمية ، ورغم صعوبة العيش وغلاء الأسعار،و يبقى هذا الشهر الفضيل عند اغلب المغاربة شهر يمن وبركات .