عاشت مدينة دمنات منذ الصباح الباكر من يوم الأحد 28 يونيو 2009 انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي وهي حالة ليست معزولة بل تتكرر كلما اشتدت الحرارة أوعصفت الرياح أو تساقطت الأمطار، وعرفت على إثرها المدينة العديد من الاحتجاجات. دائما يحاول رئيس المجلس البلدي القديم الجديد امتصاص غضب الساكنة بتنظيم بهرجة يطلق عليها اسم اللقاء التواصلي ويستدعي لمسرحياته الرديئة الإخراج هاته مسئولين جهويين من المكتبين الغير وطنيين للماء الصالح للشرب والكهرباء ويستمع الحاضرون للكلام الحلو والعذب بأن مشكل الانقطاعات المباغثة والغير مباغثة قد حل إلى غير رجعة وما أن ترتفع الحرارة أو تهب الرياح حتى تعود الحالة إلى سابق عهدها بل أصبحت تزداد حدة يوما بعد يوم والسبب الحقيقي في ذلك هو أنه بعد التوسيع لشبكة الكهرباء ليشمل الجماعات القروية المجاورة لمدينة دمنات وقعت عدة تلاعبات في طريقة التوسيع هذه ورغم ذلك تم تسلم ما ثم انجازه دون مراقبة تقنية بعدية حقيقية ، وذلك بفعل الرشوة التي تعمي الأبصار ولا تعر أدنى اهتمام لمصالح المواطنين وهمومهم ، وعلى اثر الانقطاع الحاصل ليلة الأحد في حدود الساعة التاسعة ليلا وفي الوقت الذي كان فيه العديد من محبي كرة القدم يتابعون مقابلة جمعت فريقي الولاياتالمتحدةالأمريكية والبرازيل انقطع التيار الكهربائي وخرج العديد ممن كان يتابع هذه المقابلة إلى الشارع حيث انطلقت مسيرة عفوية شارك فيها الى جانب محبي كرة القدم العديد من المواطنين الذي اكتووا بلهيب غلاء الفواتير بالاضافة إلى الانقطاعات المشار إليها والتي تسببت للعديد منهم في ضياع جهاز على الأقل من الاجهزة الالكترومنزلية دون نسيان ضياع مصالح العديد من الحلاقين والجزارين وبائعي الدجاج الحي والمذبوح وأصحاب المحلبات إلى غير ذلك، ما يقارب 600 متظاهر رفعوا شعارات - منددة ومحتجة على أشباه المسئولين من ممثلي السكان وغيرهم من المصالح المختصة – من قبيل أعواج نواضو ابين امان ابين الضو./ المجالس مشات أوجات عيتونا بالشعارات أوحنا هما الضحية./ هز كدم حط كدم التراكتور فينا يهدم / حقوقي حقوقي دم في عروقي لن انساها ولو أعدموني ....الخ من الشعارات وقد انطلقت المسيرة من وسط المدينة وتوجهت نحو الباشوية حيث وقف المحتجون ما يقارب النصف ساعة هناك لتعود من جديد إلى أمام مقر البلدية . والمسجل أن باشا المدينة كان خارج التغطية بحيث لم يشاهد إلا بعد أن رمم العطب -ربما بقطع التيار على الجماعات المجاورة كالعادة – وتفرق المحتجين بما يقارب 45 دقيقة أي الوقت الذي مكنه من الحضور من مدينة مراكش حيث اقامته كما سجل وجود سيارة الشرطة تحاول المرور وسط المحتجين كمحاولة استفزازية إلا أن المسيرة رغم عفويتها كانت جد حضارية بالرغم من الظلام الدامس الذي عم المدينة ككل ولم تسجل أية حادثة وبعد عودة التيار واصلاح العطب ببعض الوقت تفرق المحتجون على أساس تنظيم وقفة احتجاجية أخرى صباح يوم الغد أمام مقر البلدية وبالفعل نظمت وقفة اخرى على الساعة العاشرة وان كان عدد الحضور اقل من يوم الأحد ليلا نظرا للحرارة المفرطة الوقفة أفقدت رئيس المجلس صوابه وخرج من مقر البلدية وهو في حالة هستيرية ويوجه كلامه لأحد المحتجين كان يشرح دواعي الاحتجاج