أصبحت أسهم الأصوات الانتخابية مرتفعة هذه الأيام لدى بورصة المرشحين على اختلاف انتماءاتهم السياسية والحزبية ، ويرتفع معها صراخ كل مرشح يبحث لنفسه بكل ما أوتي من حنكة سياسية أو مكر وخديعة أو دناءة وخسة ونفاق سياسي واجتماعي – ليبحث- عن قاعدة شعبية نسيها أوتجاهلها منذ سنوات خلت ،وآن له موعد التقرب منها واستعطافها وطلب المساعدة منها – بالتصويت عليه طبعا- شانهم في ذلك شان أحزابهم السياسية ، التي باتت من جهتها تجد صعوبة بالغة وكبيرة في جذب اكبر عدد ممكن من المتعاطفين معها فقط ، أما المنخرطين فذلك أمر آخر عسير عليها.. والسبب في ذلك كله واضح : فالناس سئموا وملو كثيرا تكرار نفس الاسطوانات والخطابات ، بل ونفس الوجوه أيضا في بعض الأحيان خاصة ما يتعلق بالقيادات السياسية، هذه الأخيرة التي جثمت على قلوب البعض من المواطنين برضاهم أو مكرهين .. ورغم هذا كله – ومن باب الإنصاف – يمكن أن نسجل من خلال تفحصنا سجلات المرشحين للاستحقاقات الجماعية المقبلة بمنطقة ايت بوكماز، حضورا مميزا لفئة الشباب التي أبت إلا أن تشارك وتخوض هذه التجربة بما لها وما عليها ، وهي تمني النفس – حسب بعضهم – أن تحدث تغييرا ولو طفيفا في الخريطة السياسية المحلية رغم ما ذكرته بعض استطلاعات الرأي والتحقيقات التي قام بها كل من منتدى المواطنة المغربي أو مركز الديمقراطية الذي جاء على لسان رئيسه أن " السياسة آخر اهتمامات الشباب" كما توقع بعض المتتبعين للشأن السياسي والانتخابي "عزوف الشباب عن المشاركة السياسية في الانتخابات المحلية على شاكلة الانتخابات التشريعية السابقة"، كما يمكن أن نسجل بالمنطقة كذلك اجتياحا اسكوباريا لحزب التراكتور الذي لم يطفئ بعد شمعة ميلاده الأولى ، متقدما بذلك عن بعض الأحزاب الأخرى التقليدية والعريقة في الآن نفسه. والإحصائيات التالية تبين الخريطة الحزبية المشاركة في لعبة 12 يونيو المقبل: •المكان : جماعة تبانت / ايت بوكماز •عدد الدوائر الانتخابية : 15 دائرة. •عدد الناخبين : 4994 •عدد سكان الجماعة : 13012 حسب إحصاء 2004 •عدد الأعضاء الواجب في المجلس : 15عضوا ، مع إضافة عضوين من اللائحة الإضافية النسوية . •ترتيب الأحزاب ومرشحيهم حسب نسبة تغطيتهم للدوائر : •اللائحة الإضافية ( النسوية ) : 1-حزب الأصالة والمعاصرة : عائشة اوتوراغت- خديجة موسكلو 2-الاتحاد الدستوري : خديجة امحركن – عائشة الميموني 3-الاتحاد الاشتراكي : زينب بوتخوم- مريم بوتخوم 4-الحركة الشعبية : نعيمة اهروش – خديجة الناصري وفي استطلاعات للرأي المحلي حول المناخ العام الذي تمر فيه الحملة الانتخابية هذه الأيام في جل الدوائر الانتخابية ، أعربت لنا بعض المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها ، أن هذه العملية حامية الوطيس وتتم في الخفاء أكثر منها في العلن،كما تتم في أجواء احتقان ومنافسة قوية بل وعصبية قبلية كبيرة تختلف من دائرة لأخرى ، ويبقى عنوانها الرئيسي وقاسمها المشترك هو استغلال النفوذ ،إلى جانب استعمال المال الخاص بغرض إغراء واستمالة المواطنين من طرف بعض المرشحين ، الشيء الذي يفقد العملية الانتخابية جوهرها القائم على الحرية الحقيقية في الاختيار والتعبير عن الرأي والديمقراطية والمنافسة الشريفة وتكافؤ الفرص بين الجميع في منأى عن مثل هذه السلوكات التي تسيء للعملية الانتخابية برمتها ، وأضاف نفس المصدر ، أن هذا الأمر يتم على مرأى ومسمع من السلطات المحلية التي لم تتدخل لوضع حد لها، ملتزمة بذلك الحياد السلبي ، رغم أنها أعربت في احد اللقاءات التحسيسية والإخبارية السابقة مع المرشحين عن التزامها الحياد الايجابي واستعدادها للضرب على أيدي كل من تسول له نفسه النيل من الشفافية والنزاهة التي نتطلع إلى تحقيقها جميعا. وتبقى صناديق الاقتراع ليوم الجمعة المقبل هي الحاسمة ، والتي ستفرز الخريطة والتركيبة الجديدة للمجلس القروي لجماعة تبانت. هذا المجلس الذي تنتظره ترسانة من المشاريع والتحديات والمنتظرات الواجب عليه الاشتغال عليها وتحقيقها للمواطنين حتى يكون في مستوى تطلعاتهم وآمالهم. نورالدين حنين/ المراسل