بعد مرور أكثر من ثلاثة قرون على إنشاء أول محفل ماسوني علني في بريطانيا، توصل الماسونيون في السنوات الأخيرة إلى اقتناع مفاده أن "المبالغة" في السرية تضرهم أكثر مما تنفعهم ، لذا أصبحت تنهج سياسة جديدة تعتمد على الإنفتاح ودعوة الصحافة ورجال الأعمال والإقتصاد والساسة إلى محافلهم والتي تنقسمت إلى جلسات علنية وأخرى "مغلقة" تقتصرت على من يتمتعون "بدرجات ورتب ماسونية" محددة. وكذا الإعتماد بكثرة على أذرعها الجمعوية أمثال "روتاري" و"الليونز" والتي تعمل معها مئات الجمعيات لإنجاز الأهداف التي يسطرها "الأساتذة masters" في محافلهم السرية. لم يسلم المغرب من أطماع "البناؤون الأحرار" والذي يؤرخ فيه عمل الماسونية إلى مئات السنوات من خلال محافلهم السرية وكذا من خلال عمل الجمعيات التابعة لها في جميع ربوع الوطن تحت غطاء الفن و الإبداع الفني و الأنشطة الطلابية المشبوهة و الحفلات الماجنة في المؤسسات التعليمية العليا و أنشطة إنسانية ك"تزويد القرى بالماء الصالح للشرب والكهرباء ومساعدة أطفال البوادي على التمدرس.." كان آخر هذه الأنشطة التي تقوم بها أذرع الماسونية بالمغرب يوم الثلاثاء الماضي، والذي استضاف رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار صلاح الدين مزوار من طرف "نادي روتاري" فرع الدارالبيضاء، والذي حضره كذلك أعضاء من المكتب السياسي ومنتخبو ومسؤولو الحزب بالمدينة وفعاليات سياسية ومدنية. وفي شهر يونيو من سنة 2008 سافر كذلك وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش رفقة وفد مغربي رفيع للمشاركة في أشغال مؤتمر المحفل الأكبر للماسونية في العاصمة اليونانية أثينا، وذكر أنذاك شادي الأيوبي مراسل الجزيرة نت في العاصمة اليونانية أن وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش رفض الإدلاء بأي تصريحات حول السبب الحقيقي لوجوده رفقة وفد مغربي في المحفل الأكبر للماسونية. وقبلها كذلك خرجت علينا قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية في شهر مارس من سنة 2002 تخبرنا بأن أشغال لقاء حول موضوع التقنيات الجديدة للإعلام والتواصل في زمن العولمة، انطلقت بتنظيم من نادي الروتاري بفاس وبتعاون مع مندوبية وزارة الثقافة، وسنة 2012 عرفت مراكش تدشين مشروع "شبكة الابتسامة" لنادي الليونز المغرب والذي حظي باهتمام واسع من قبل أندية الليونز العربية وأوضح عبد الله الصقلي حاكم منطقة 416- المغرب، في تصريح كذلك لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش جلسة خصصت لتقديم المشاريع والمراكز الاجتماعية التضامنية ذات المرجعية في مختلف المناطق العربية، أن هذه التجربة مكنت نادي الليونز المغرب من تقديم هبة تفوق قيمتها المالية 5 ملايين درهم تشمل علاجات الأسنان، هذا الى جانب التغطية الإعلامية لعدة أنشطة تقوم بها نوادي الليونز والروتاري من قبل قنوات القطب العمومي. هذه بعض الأنشطة التي تقوم بها أذرع الماسونية في المغرب، لكن الخطير مرور أنشطة من هذا الحجم دون أن تجد من يتكلم عليها من السياسيين أو جرائد تتقصى ماوراء مثل هذه الأنشطة .