عقدت جامعة السلطان مولاي سليمان مساء يوم أمس الثلاثاء 15 فبراير الجاري لقاء تشاوريا بالنواة الجامعية لأزيلال مع رؤساء الجماعات الترابية بالإقليم تمهيدا لعقد المناظرة الجهوية حول التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار شهر مارس المقبل، برئاسة السيد محمد عطفاوي عامل إقليمأزيلال، وبحضور السيد رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان نبيل حمينة، والسيد الكاتب العام لعمالة إقليمأزيلال المتوكل بلعسري، والسيد رئيس المجلس الإقليميلأزيلال صالح ديان، والسيدة الكاتبة العامة لجامعة السلطان مولاي سليمان، والدكتور إدالي محسن مدير قطب الدراسات في الدكتوراه جامعة السلطان مولاي سليمان بني ملال، والدكتور صبري، المدير المساعد للمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير ENCG، ومدير الديوان ورؤساء الجماعات الترابية بالإقليم. وتهدف هذه اللقاءات التشاورية التي تنظمها جامعة السلطان مولاي سليمان بمختلف الأقاليم التابعة لجهة بني ملالخنيفرة إلى وضع خارطة طريق جديدة، وتعبئة جميع الفاعلين والشركاء بالجهة حول الجامعة المغربية في أفق انعقاد المناظرة الجهوية حول التعليم العالي في شهر مارس المقبل. وشكل هذا اللقاء فرصة مهمة لتعبئة الفاعلين من أجل إعادة التفكير في نموذج جامعي جديد يستجيب لانتظارات الوزارة الوصية ومختلف الجهات المعنية والفاعلين بالجامعة والطلبة المغاربة. وفي كلمة جامعة مانعة للسيد عامل إقليمأزيلال محمد عطفاوي بهذه تلمناسبة، رحب من خلالها بجميع الحاضرين والحاضرات، مبرزا أن سياق انعقاد اللقاءات التشاورية المنظمة في إطار التحضير للمناظرة الجهوية حول التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، مع مختلف الفاعلين الجهويين من أجل وضع أرضية للتشاور وتبادل وتقاسم وجهات النظر حول التفكير في نموذج جديد للتعليم العالي وترسيخ بعده الجهوي، استجابة لانتظارات وتطلعات مختلف الفاعلين بالجامعة والجهة، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، المتعلقة على الخصوص بتفعيل النموذج التنموي الجديد، الذي أعطى جلالته حفظه الله انطلاقته بمناسبة عيد العرش المجيد، بتاريخ 29 يوليوز 2019 والذي أكد فيه جلالته: "وفي هذا الإطار، قررنا إحداث اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، الذي سنقوم في الدخول المقبل، إن شاء الله بتنصيبها، وقد راعينا أن تشمل تركيبتها مختلف التخصصات المعرفية، والروافد الفكرية، من كفاءات وطنية في القطاعين العام والخاص، تتوفر فيها معايير الخبرة والتجرد، والقدرة على فهم نبض المجتمع وانتظاراته، واستحضار المصلحة الوطنية العليا. وهنا أود التأكيد أن هذه اللجنة لن تكون لمثابة حكومة ثانية، أو مؤسسة رسمية موازية، وإنما هي هيأة استشارية، ومهمتها محدد في الزمن، وعليها أن تأخذ بعين الاعتبار التوجهات الكبرى، للإصلاحات التي تم أو سيتم اعتمادها، في عدد من القطاعات، كالتعليم والصحة، والفلاحة والاستثمار والنظام الضريبي، وأن تقدم اقتراحات بشأن تجويدها والرفع من نجاعتها". وأكد السيد العطفاوي، أن جلالة الملك وضع خارطة الطريق لهذه اللجنة في خطابه التاريخي بمناسبة الذكرى السادسة والستين لثوة الملك والشعب، بتاريخ 20 غشت 2019، حيث أكد حفظه الله ورعاه على ما يلي: " لقد حرصنا على جعل المواطن المغربي في صلب عملية التنمية، والغاية الأساسية منها، واعتمدنا دائما، مقاربة تشاركية وإدماجية، في معالجة القضايا الكبرى للبلاد، تنخرط فيها جميع القوى الحية للأمة، وهذا ما نتوخاه من إحداث اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي؛ التي سنكلفها، قريبا، بالانكباب على هذا الموضوع المصيري. وإننا نريد منها أن تقوم بمهمة ثلاثية: تقويمية واستباقية واستشرافية، للتوجه بكل ثقة، نحو المستقبل. ونود أن نؤكد هنا، على الطابع الوطني، لعمل اللجنة، وللتوصيات التي ستخرج بها، وللنموذج التنموي الذي نطمح إليه: نموذج مغربي- مغربي خالص." وتأسيسا على هذه المقاربة المتبصرة والنيرة – يضيف عامل الإقليم – يأتي هذا اللقاء التشاوري لدراسة سبل تنزيل مضامين النموذج التنموي الجديد، الذي يرتكز على خلق اقتصاد منتج ومتنوع قادر على خلق قيمة مضافة ومناصب شغل ذات جودة ورأسمال بشري معزز وأكثر استعدادا للمستقبل، وخلق فرص لادماج الجميع وتوطيد الرابط الاجتماعي، ومجالات ترابية قادرة على التكيف كفضاءات لترسيخ أسس التنمية. وشدد المسؤول الأول على إقليمأزيلال على أن تحقيق هذه الأهداف يتعين على جميع الفاعلين والمتدخلين والمهتمين بالشأن التعليمي الانخراط الجاد والمسؤول في تطوير منظومتنا التعليمية، باعتبار التعليم رافعة للتنمية وأساسس تأهيل الرأسمال البشري لبلادنا. وبهذه المناسبة أعرب السيد العطفاوي عن عن خالص تشكراته وامتنانه للسيد رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان والوفد المرافق له وكذا جميع مكونات الجامعة على إحداث نواة جامعية بهذا الإقليم، التي تأتي في سياق سياسة القرب، حيث لقيت هذه المبادرة استحسان الساكنة المحلية والطلبة على حد سواء، نظرا لاستجابتها لانشغلاتهم وتطلعاتهم، فيما يخص التخفيف من معاناتهم مع مصاريف التنقل ومتطلبات الكراء والإقامة في المدن الجامعية كبني ملال ومراكش، كما أن إحداث هذه النواة قد ساهم في التخفيف من الضغط والاكتضاض الذي تعرفه المؤسسات الجامعية المستقبلة. وأشار عامل إقليمأزيلال إلى أنه انطلاقا من إيمانه العميق وحرصه على إغناء النقاش والخروج بخلاصات واستنتاجات، من أجل المساهمة في المناظرة الجهوية حول التعليم العالي والبخث العلمي المزمع تنظيمها في شهر مارس المقبل، واعتبارا لخصوصية هذا الإقليم الجبلي، الغني بمؤهلاته الطبيعية والجيولوجية ومخزونه الثقافي والتراثي اللامادي، وكفاءة شبابه المتعطش لتحصيل العلم والمعرفة، فإن هذا اللقاء التشاوري مناسبة لتقديم بعض الاقتراحات الهادفة إلى جعل الجامعة منفتحة على محيطها المجالي والترابي ومكوناته السوسيو ثقافية، بحيث يتعين تشجيع البحث العلمي وتوجيه الطلبة على إنجاز الدراسات الأكاديمية المرتبطة بمجالات تنمية القطاعات الحيوية وذات الأولوية، خاصة فيما يتعلق بالقطاعات التي تشكل رافعة للتنمية بهذا الإقليم، والتي من بينها الفلاحة والسياحة والصناعة التقليدية، واستغلال المخزون الجيولوجي للمنطقة، خاصة منتزه جيوبارك مكون العالمي الحاصل على علامة الاعتراف من طرف منظمة اليونسكو كتراث عالمي سنة 2014، وعلى علامة تجديد الاعتراف برسم سنة 2019، والمتحف الجيولوجي لأزيلال الذي يعتبر أحد مكونات هذا المنتزه، مما يجعله قبلة للزوار، التلاميذ والطلبة والسياحة العلمية لمختلف الباحثين المهتمين والمتخصصين في مجالات التراث الطبيعي والجيولوجي والثقافي. وأكد السيد العطفاوي على أن الدور الأساسي للجامعة في الوقت الراهن لا يقتصر على تزويد المجتمع بالخريجين بل تعداه إلى اعتماد وتبني المعرفة العلمية كمحور أساسي للبحث العلمي، والذي يقتضي التمكن من المفاهيم الأساسية والمناهج العلمية لدراسة الواقع المعاش بكافة خصوصياته الطبيعية والبشرية وتمكين الجيل الجديد من اكتساب المعرفة وتعزيز ثقافة الابتكار والابداع وفتح المجال أمام التخصصات العلمية الدقيقة من أجل استغلال المؤهلات والثروات التي تزخر بها الجهة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأبناء هذه المنطقة، وذلك انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلاله الملك محمد السادس نصره الله وأيده حيث اكد في خطابه السامي الموجه الى الأمة بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لثورة الملك والشعب ما يلي: "اذ لا يمكن ان نقبل لنظامنا التعليمي ان يستمر في تخريج افواج من العاطلين خاصه في بعض الشعب الجامعيه التي يعرف الجميع ان حاملي الشهادات في تخصصاتها يجدون صعوبه قصوى في الاندماج في سوق الشغل وهو هدر صارخ للموارد العموميه وطاقات الشباب مما يعرقل مسيرات التنميه ويؤثر في ظروف عيش العديد من المغاربه". وفي هذا الصدد قدم عامل اقليمازيلال مجموعة من الاقتراحات الكفيلة بإغناء هذا النقاش منها: – الدعوه إلى انفتاح الجامعة على محيطها المجتمعي والمجالي وانخراطها في تشجيع الطلبة على البحوث الميدانية وتعزيز عروض التكوين وتنويعها لتشمل مختلف المجالات التخصصية وملاءمتها وفق احتياجات ومتطلبات الجهة. – المرافعة من أجل الزيادة في حصص منح التعليم العالي الخاصة بالطلبة والرفع من عدد الطلبة المستفيدين من الحي الجامعي لتوفير الظروف الملائمة لمتابعة تحصيلهم الجامعي. – الحرص على انتقاء التكوينات الملائمة لمتطلبات سوق الشغل بالجهة وجعلها عملية وتفاعلية داخل الإدارات والشركات والمقاولات بهدف تطوير وتحسين أداء هذه المؤسسات وفق أسلوب المقارنة المرجعية benchmarking لتحقيق الجودة في الإنتاج والخدمات العامة. – خصوصية وغنى جهتنا على مستوى التراث الجيولوجي والثقافي تقتضي من جامعتنا الانكباب على دراستها وجعلها مواضيع بحثية دقيقة ومحددة ومفتوحة أمام الخبراء والأكاديميين المغاربة والأجانب على اختلاف تخصصاتهم المعرفية وكذا أمام مختلف الفعاليات الجهوية، لتثمين هذا التراث وإبراز دوره في تحقيق التنمية وخلق فرص الشغل واستقطاب السياح والمستثمرين. – تشجيع القطاع الخاص على الانخراط في تمويل البحث العلمي، وذلك بخلق شركات مساهمة مفتوحة للعموم موجهة لتمويل البحث العلمي. – اقتراح عقود خاصة لتمويل الأنشطة العلمية للجامعات. – حث الطلبه الباحثين على الانخراط في إنجاز البحوث الميدانية المرتبطة بمجالهم الترابي، بإنجاز دراسات تشخيصية ميدانية دائمة التحيين تتعلق بمخططات التنمية المحلية، مقابل تخصيص منح تشجيعية. – الحد من هجره الكفاءات وتشجيع رجوع الأطر الوطنية المهاجرة للانخراط في التنمية المحلية وخلق المناخ والشروط الملائمة لتوطينها وتشجيعها على الابتكار. – تطوير أداء الجماعات الترابية عبر انفتاحها على الجامعة من خلال عقد اتفاقيات شراكة لتقوية قدرات مواردها البشرية وتثمين المنتوجات المجالية وتأهيل وتطوير المواقع الطبيعية والسياحية. وفي ختام كلمته، تمنى السيد العامل أن يكون الجميع على قدر المسؤولية والنهوض بالأمانة الملقاة على عاتق الجميع، بروح من الغيرة الوطنية الصادقة والمواطنة المسؤولة من أجل كسب رهان المرحلة الجديدة من إصلاح منظومتنا التعليمية وتنزيل النموذج التنموي الجديد على أرض الواقع. وفي نفس السياق، أكد السيد صالح ديان، رئيس المجلس الإقليميلأزيلال أن هذا اللقاء ياتي في ظل انفتاح الجامعة على محيطها الجهوي تعزيزا لمساهمة المجالس الجهوية والاقليمية في تطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي، وجعل الشراكة بين الجامعة والجهة رافعة لتعزيز جاذبية مجالات التربية واشعاعها. واغتنم صالح ديان هذه المناسبة لشكر عامل الاقليم على المجهودات الجبارة التي بذلها من أجل إنجاح مثل هذه اللقاءات المثمرة كترجمة للتضامن والتعاون والعمل بروح الفريق، وحيى رئيس الجامعة على مجهوداته الكبيرة في تسريع انطلاق النواة الجامعية بازيلال برسم الموسم الجامعي 2021/2022 بإجازة مهنية في علوم الإعلام والتواصل، والتي بلغ عدد المسجلين فيها 58 طالبا وطالبة، ودعمها بالأطر الإدارية والتربوية. وعبر ديان عن عن أمله في أن تتحول هذه النواة الجامعية بأزيلال إلى كلية قائمة بذاتها متعددة التخصصات تستجيب لحاجيات ساكنة الإقليم وتتوفر على سلكي الماستر والدكتوره، داعيا الى ضروره مضاعفة الجهود في التكفل بجميع انشغالات الطلبة، ودعوة جميع الشركاء في جميع المستويات للتحلي بروح المسؤولية وتمكين الإدارة في تأطير واستقبال الأساتذة والطلبة أحسن استقبال لأداء مهامهم على أحسن وجه وأجود الظروف وهو الهدف الأسمى لهذه المؤسسه التربوية. وختم ديان كلمته بدعوة الجميع إلى العمل على رفع هذا التحدي من أجل بناء جامعة قوية والرقي بجامعتنا السلطان مولاي سليمان إلى مرتبة مشرفة بين الجامعات الوطنية والدولية. وفي كلمته بالمناسبة، شكر رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان ،السيد نبيل حمينة عامل الإقليم على مجهوداته الجبارة التي يبذلها من أجل إخراج مشروع النواة الجامعية بأزيلال إلى حيز الوجود، وكذا باقي الشركاء والفاعلين، وخص بالذكر المجلسين الإقليمي و مجموعة الجماعات وجمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي وأعوان وزارة الداخلية؛ مبرز أن هذا اللقاء يندرج في إطار انفتاح الجامعة على مختلف الفاعلين، عبر ورشات الاستماع لمختلف المقترحات والانتظارات ومن أجل نمودج تعليمي جديد وتكريس المقاربة التشاركية وتفعيل أبعاد البرنامج التنموي الجديد. كما قدم رئيس الجامعة عرضا مفصلا حول جامعة السلطان مولاي سليمان. وعرف هذا اللقاء مداخلات عدد من رؤساء الجماعات الترابية بالإقليم، الذين اجمعوا على تثمين المجهودات المبذولة لتوفير النواة الجامعية بالإقليم والنهوض بالمنظمومة التعليمية بالإقليم، مع الدعوة إلى ضرورة تعميم المنح الجامعية على الطلبة والرفع منها اعتبارا للوضعية الاجتماعية الهشة للكثير من الأسر بالإقليم، مع توفير الظروف الملائمة لاستكمال الدراسة الجامعية للطلبة، من إيواء ووسائل النقل، وتنظيم دورات تكوينية وبحوث علمية تتماشى ومتطلبات سوق الشغل. وفي تصريح خص به جريدة أزيلال أون لاين قال السيد نبيل حمينة، رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان، إن لقاء اليوم الذي ترأسه عامل صاحب الجلالة على إقليمأزيلال وبحضور رؤساء الجماعات الترابية وجميع الفاعلين بالاقليم هو لقاء تشاوري يدخل في إطار الورش الذي اطلقته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار الرامي إلى تكريس الشراكة بين الجامعة ومختلف الشركاء. مضيفا تم تسليط الضوء على عدد كبير من المحاور والمجالات المتعلقة بتطوير سبل جديدة للتنسيق بين الجامعة والمجالس المنتخبة، وإعطاء ديناميكية جديدة لعلاقات التعاون بين مختلف شركاء الجامعة من أجل وضع الأسس لمقاربة تشاركية جديدة من شأنها تعزيز وتطوير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار. وأشار السيد حمينة أن هذه اللقاءات التشاورية، االتي أطلقتها جامعة السلطان مولاي سليمان، تأتي في إطار الاستعدادات للمناظرة الجهوية حول التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار التي ستعقد في مارس المقبل.