احتضنت قاعة الاجتماعات بعمالة إقليمخنيفرة، أمس الاربعاء، لقاء تشاوريا تحضيريا للمناظرتين الجهوية والوطنية للتعليم العالي و البحث العلمي، ناقش خلاله المشاركون سبل تطوير مشروع تطوير النواة الجامعية بالإقليم في تكامل تام مع العرض الجامعي الجهوي، وذلك بحضور كل من عامل الاقليم،ورئيس جامعة السلطان مولاي اسليمان ببني ملال، ورؤساء الجماعات الترابية و ممثلي الاقليم بمجلس جهة بني ملالخنيفرة، وخبراء وأكاديميون بالإضافة الى رؤساء المصالح الخارجية المعنية. وخلال الاجتماع، أشار عامل إقليمخنيفرة محمد فطاح، إلى أن هذا اللقاء، يشكل فرصة ثمينة للتعبير عن قناعة جماعية مترسخة بأن تنمية هذا الإقليم المتفرد مرتبطة أساسا بإحداث قطب جامعي متخصص في أفق بعث «اقتصاد البحث و المعرفة»، من خلال إحداث معاهد ومؤسسات جامعية مختصة في مهن التنمية المستدامة واقتصاديات الجبل و التكنولوجيات الحديثة وفي ميادين الدراسات والأبحاث في الثقافة الأمازيغية و الموروث اللامادي، تكون الحاضنة الحقيقية لهذا الاقتصاد، والمحرك الأساسي لإنتاج الثروة وتحريك عجلة التنمية. من جهته، قال السيد رئيس جامعة السلطان مولاي اسليمات ببني ملال، إن هذا الاجتماع التحضيري، يأتي في إطار استعدادات جامعته لتنظيم المناظرات الجهوية حول التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، المزمع انعقادها شهر مارس المقبل بتوجيهات من الوزارة الوصية، والتي ستشكل أرضية للتشاور وتبادل وتقاسم وجهات النظر، من أجل إعادة بناء جيل جديد من الشراكة بين الجامعة والجهة تروم انفتاح الجامعة على امكانيات ومتطلبات الجهة دعما للتنمية الجهوية ، وطبقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، المتعلقة على الخصوص بتفعيل النموذج التنموي الجديد، وفق تعبيره. وقد عرف اللقاء تقديم مجموعة من العروض و المداخلات، أكد من خلاها المتدخلون على أن فكرة تطوير النواة الجامعية لخنيفرة كانت منذ أمد بعيد، ولا زالت الهدف المنشود لمختلف مؤسسات وفعاليات ومنتخبي الإقليم؛ إلى درجة أن الدفاع عنها أصبح عنوانا بارزاً للمطالبة بتجسيد مبدأ العدالة المجالية محليا وإعطائه محتواه الملموس على أرض الواقع. مشيددين على ضرورة الإسراع في إضفاء البعد الجامعي على إقليمخنيفرة في تكامل تام مع العرض الجامعي الجهوي الحالي. ودعا المجتمعون إلى تفعيل مخرجات و توصيات الايام الدراسية المنعقدة بإقليمخنيفرة، أيام 1و2 فبراير 2019 ،حول مشروع تطوير النواة الجامعية، المتمثلة في إحداث كلية الاقتصاد و التدبير بمدينة خنيفرة، تضع في صلب اهتماماتها التكوينات في كل ما يتعلق باقتصاديات الجبل و تدبير الموارد الطبيعية، وتحويل المدرسة العليا للتكنولوجيا الحالية إلى مدرسة عليا لتكوين المهندسين طبقا لما هو معمول به في هذا المجال. ومن بين التوصيات أيضا إنشاء معهد عال لمهن الصحة يوفر تكوينات في مجالات الطب عن بعد بشراكة بين وزارة الصحة و وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي بالمقر السابق للمدرسة العليا للتكنولوجيا، وإنشاء معهد التنمية المستدامة للتكوين في المهن الخضراء، فضلا عن تفعيل مشروع إحداث المركز السوسيو ثقافي والرياضي بأجذير كمؤسسة للدراسات والأبحاث في مجال التراث المادي واللامادي الأمازيغي والبيئي والطبيعي. و جذير بالذكر، أن تصميم التهيئة لمدينة خنيفرة خصص ما يناهز 110 هكتارا ،شمال المدينة، من أجل مواكبة التوجهات الاستراتيجية المستقبلية التي تضّمنها المخطط الجهوي لإعداد التراب و باقي وثائق التعمير المعتمدة ، من أجل إنجاز مشروع القطب الجامعي بإقليمخنيفرة.