قامت السيدة نادية فتاح العلوي وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي بزيارة لمتحف جيوبارك مكون المتواجد بمدينة أزيلال زوال يوم أمس الأربعاء 27 يناير 2021، حيث وجدت في استقبالها كل من رئيسة المجلس البلدي لأزيلال السيدة عائشة أي تحدو وأعضاء جمعية جيوبارك مكون. وخلال هذه الزيارة ، التي حضرها على الخصوص والي جهة بني ملال- خنيفرة السيد الخطيب لهبيل وعامل إقليمأزيلال السيد محمد العطفاوي والسيد رئيس مجلس الجهة إبراهيم مجاهد والسيد سفير دولة سويسرا بالمغرب ورئيس المجلس الإقليميلأزيلال السيد محمد القرشي وأعضاء من مجلس الجهة وبعض رؤساء المصالح الخارجية والأمنية، قدمت شروحات مفصلة للسيدة الوزيرة حول مكونات المتحف خاصة قاعة السينما، وممر المعرفة والقبة الكبرى للمتحف والتي تحتضن هيكل الديناصور العملاقي المكتشف بتراب جيوبارك مكون وبالضبط بجماعة تلوكيت إقليمأزيلال. ويعد جيوبارك مكون من الإنجازات المهمة والواعدة التي تتميز بها جهة بني ملالخنيفرة، كما يشكل قاعدة عملية ملائمة للبحث العلمي والبيئي، وفضاء يتيح للزوار والساكنة المحلية لحظات ترفيه واستجمام بامتياز. وتم استعراض الجهود الحثيثة التي بذلتها السلطات الولائية وسلطات إقليمأزيلال لإقامة هذا المشروع الضخم والسهر على إنجازه وإخراجه لحيز الوجود. كما يعتبر متحف الديناصور بأزيلال معلمة هندسية متميزة بسينوغرافية علمية وبيداغوجية من إبداع وصنع مغربي، وبكفاءات علمية وطنية، ويراهن مجلس الجهة وعمالة أزيلال من هذا المشروع الذي يحمل اسم متحف جيوبارك على تحريك عجلة التنمية على مستوى الثقافة والسياحة وخلق العشرات من فرص الشغل . وجدير بالذكر أن الأشغال بمتحف الجيوبارك بأزيلال انتهت، فبعد انتهاء أعمال البناء والتهيئة الخارجية وكذا أشغال تهيئة وإنجاز سينوغرافيا المتحف الذي يعتبر فضاء عصريا بمواصفات تقنية عالية لإبراز تراث المنطقة الأركيولوجي المصنف من طرف اليونيسكو منذ 2014 إرثا عالميا، كان من المنتظر افتتاحه أمام الجمهور في شهر مارس من السنة الماضية غير أن فيروس كورونا حال دون ذلك. وتم اختيار أزيلال موطنا لاحتضان هذا المتحف، لكونها توجد في قلب منتزه جيولوجي ضخم تتوفر فيه حفريات دينصورات صنفته اليونسكو، ضمن الشبكة العالمية للمنتزهات، حيث يمتد هذا الفضاء البيئي والذي يطلق عليه "منتزه مكون"، في المجال الترابي الممتد على مساحة 5700 كلم مربع وسط جبال الأطلس الكبير والمتوسط بين بني ملالوأزيلال. ويعتبر المتحف الجوراسي لأزيلال، أول متحف على الصعيد الوطني يضم عددا من الحفريات والتحف الأثرية ذات العلاقة بالتاريخ الطبيعي للمنطقة. وسبق لعامل أقليم أزيلال السيد محمد عطفاوي أن دعا إلى التفكير في مسار الجيوبارك ليكون في مستوى إقليمازيلال، معتبرا أن منتزه الديناصورات "دينوبارك" في أوزود والذي سيتم إنجازه على مساحة 7 هكتارات سيكون من بين بنيات التنمية بالجهة، وأن تتويج الموقع بعلامة "غلوبال جيوبارك"، التي تعتبر أول علامة تمنح على الصعيد الإفريقي والعربي، يشكل حافزا قويا لتضافر جهود كل الفاعلين على المستوى الجهوي لمزيد من الإشعاع لهذه المنطقة إن على المستوى الوطني أو الدولي، واعترافا بما تزخر به المملكة بصفة عامة، وجهة بني ملالخنيفرة من مناظر طبيعية (جبال، وديان وبحيرات) ومآثر تاريخية ذات حمولة ثقافية كبيرة، معربا عن أمله في أن تشهد مدينة أزيلال قفزة نوعية بعد افتتاح المتحف الذي يضم حفريات الديناصور والتعرف على ثقافة أزيلال والجهة. وبهذا الخصوص قال إدريس أشبال رئيس "جمعية جيوبارك مكون"، في تصريح صحافي خص به الموقع إن هذه الزيارة تأتي في إطار تتبع المشاريع السياحية التي أشرف مجلس جهة بني ملالخنيفرة على إنجازها، ومن بينها تأهيل منتجع أزود الذي ستنجز فيه الجهة مشروع دينوبارك على مساحة 7 هكتارات والذي يضم مجموعة من التجهيزات والرياضات والتجهيزات الميكانيكية التي ستستقطب عددا كبيرا من السياح إلى إقليمأزيلال. وأضاف أشبال أن متحف أزيلال متفرد ويهدف إلى تعريف التلاميذ والطلبة والزوار والسياح القادمين لأزيلال بمؤهلات المنطقة، وأنه يتضمن فضاء عموميات وقاعة للسينما وطريق المعرفة الذي يتضمن سبعة محطات تعرف بالتاريخ الجيولوجي للكرة الأرضية والمؤهلات النباتية والمعمارية والحيوانية للإقليم، ويتضمن فضاء واسعا يحتوي على الهيكل العظمي للديناصور العملاقي الذي تم اكتشافه بمنطقة تيلوكيت، بالإضافة إلى مجموعة من المستحثات الجيولوجية التي ستترك الزائر ينبهر بأهمية هذا المتحف المتفرد على المستوى الوطني والقاري، وسيستقطب عددا كبيرا من الزوار. وأشار أشبال في ذات التصريح إلى أنه سيتم إحداث نقطة على يمين المتحف عبارة عن منزل الجيوبارك خاص بالتعريف بالمتحف والجيوبارك من خلال خرائط ومطويات تحتوي على المعطيات الضرورية واللازمة، وفي الجهة الأخرى للمتحف سيتم إنشاء فضاء للاقتصاد التضامني والتعاوني الذي سيقوم بترويج كل المنتوجات المجالية التي تنتج داخل تراب جيوبارك. وأكد رئيس جمعية جيوبارك مكون أن السائح حينما يجد هذا النوع من التوجيه، سيساهم ذلك في أن يكون الجيوبارك في السنوات المقبلة بحول الله أول قبلة سياحية جبلية على المستوى الوطني والقاري ولما لا العالمي. وأوضح أشبال أن جمعية جيوبارك مكون بمعية جميع الفاعلين والشركاء ينتظرهم كسب رهان كبير وهو احتضان الملتقى العالمي العاشر للمنتزهات العالمية لسنة 2022 الذي ترشح له هذا المنتزه السياحي، وهو أول ترشيح في إفريقيا وسنبدل قصارى جهدنا لنحظى بشرف احتضانه، مضيفا أن هناك سعي كبير إلى عقد شراكات مع جامعات ومنتزهات أخرى في آسيا وأوروبا من أجل استقطاب أكبر قدر من السياح لنحارب الفقر والهشاشة. وختم بالتأكيد على دور منتزه جيوبارك مكون في المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمحاربة الفقر والهشاشة كمشروع مندمج ومتكامل من أجل التنمية بدل التصور الذي يوجد عند بعض ساكنة الجبل من ارتباط الثلج بالمساعدات والفقر، في حين أن الثلج معطى للتنمية. وتجدر الإشارة إلى أن مجال هذا المنتزه يضم 15 جماعة ترابية ويضم أزيد من 60 موقع جيولوجي وسياحي متميز عالميا، سيتعزز بمشروع لإحداث منتزه الديناصورات "دينوبارك" بمنطقة أوزود والذي سيشمل مجموعة من المحاور المرتبطة بالبيئة والتنشيط سيكون فيها تيليفريك ومسالك بمواصفات عالمية لاستقطاب السياح المغاربة والأجانب، ويزخر بمؤهلات طبيعية، وجيولوجية، وثقافية وبشرية، وعلى مواقع جيوسياحية (قنطرة إيمينيفري – موقع ايواريضن – صخرة ماستفران – شلالات أوزود – بحيرة بين الويدان).