حظي المنتزه الجيولوجي "مكون"، بجهة بني ملالخنيفرة، باعتراف من طرف منظمة اليونسكو، بوصفه تراثا عالميا، للمرة الثانية على التوالي، للفترة الممتدة بين 2019 و2022. وتزامن هذا التتويج مع مصادقة الاتحاد الأوروبي، أخيرا، على مشروع شراكة مع مجلس جهة بني ملالخنيفرة لتمويل مشروع دعم التعاونيات بمجال المنتزه المذكور. ويعتبر هذا الاعتراف الدولي بهذه المنتزه الطبيعي، ثمرة مجهود كبير لفريق العمل التقني والعلمي للمنتزه، الذي عمل طيلة تلات سنوات لضمان الاستجابة، لكل الشروط المنصوص عليها بدفتر التحملات، المسطر من طرف الشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية، التابع لمنظمة اليونسكو، وهو ما جعل منتزه مكون المنتزه الوحيد على الصعيد الإفريقي والعربي، الذي يحظى بهذا التتويج العالمي، وفق بلاغ لمجلس جهة بني ملالخنيفرة. ويمتد منتزه "جيوبارك مكون" على مساحة تقدر ب5700 كلم مربع، ويضم 15جماعة ترابية، 13 منها بإقليم أزيلال، واثنتان بإقليم بني ملال، وهو فضاء غني بمواقعه الإيكولوجية وتراثه الثقافي والمعماري وتنوعه البيولوجي، ويضم مجموعة من المواقع المتميزة، كمقعر آيت عتاب، وشلالات أوزود، والقنطرة الطبيعية امي نفري بدمنات، وخوانق تاغيا، وكاتدرائية مستفران بإمي نوارك، وزاوية أحنصال، والهضبة السعيدة لآيت بوكماز، والمنحوتات الصخرية بتزي نترغيست، وبحيرة بين الويدان، وآثار الديناصورات بإيواريدن وإباقلاون، وكذا الإمكانيات الهائلة لممارسة الرياضات الجبلية والسياحة الإيكولوجية والمستدامة. وقد عمل مجلس الجهة بشراكة مع المجلس الإقليمي لأزيلال، ومجموعة الجماعات للأطلسين الكبير والمتوسط، على تأهيل المواقع السياحية بالمنتزه، من خلال فتح العديد من المسالك الجبلية ودعم الجمعيات المحلية، وعقد شراكات لتأهيل القطاع التعاوني، ودعم المنتجات المجالية، وإحداث متحف جيولوجي بأزيلال، والعمل على إعداد منتزه دينوبارك بأوزود. وقد تزامن هدا التتويج مع مصادقة الاتحاد الأوربي، على مشروع شراكة مع مجلس الجهة لتمويل مشروع دعم التعاونيات، لإنتاج الأجبان بمجال المنتزه، على أن تستمر جهود الجهة لتأهيل باقي الفضاءات، ومواكبة أرباب المأوي الجبلية، وإعادة فتح مركز تابانت لتكوين المرشدين السياحيين في المهن الجبلية، وتعزيز آليات الإرشاد والتوجيه السياحي، من خلال تفعيل دار الجبل وإحداث منصة لتثمين المنتجات المجالية، خاصة الزعفران، والعسل، والجوز، وزيت الزيتون، والأجبان، وجعلها في مستوى الاعتراف العالمي بمنتزه جيوبارك كتراث إنساني عالمي.