تفاعلا مع نداء الطفل عبد السلام القاطن بدوار تمرنوت التابع لجماعة أيت عباس إقليمأزيلال، وقي إطار المجهودات التي يبدلها المجتمع المدني بالإقليم في مساعدة ساكنة الجبل في التخفيف من آثار موجة البرد القارس و التساقطات الثلجية التي عرفها الإقليم خلال نهاية الأسبوع الماضي، حلت قافلة تضامنية من أربع شاحنات يوم أمس الأحد 17 يناير الجاري بمنطقة إكمير محملة بمجموعة من المواد الغذائية والأغطية وملابس شتوية للأطفال، استهدفت أزيد من 1000 أسرة بإحدى عشر (11) دوارا ينتمون لجماعة ايت عباس، منهم دوار الطفل عبد السلام وأسرته. القافلة التضامنية من تنظيم جمعية أزيلال للبيئة والتنمية والتواصل (AADEC)، بدعم من المحسنين وتحت إشراف السلطات الإقليمية وتنسيق مع السلطات المحلية، حيث جندت الجمعية المعنية كافة أعضائها لإنجاح عملية توزيع المساعدات على المستفيدين، بحضور كل من رئيس دائرة أزيلال وقائد قيادة ايت امحمد، و عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة وأعوان السلطة، كل هؤلاء سهروا على توزيع هذه المساعدات في جو من الانضباط والمسؤولية، كما تنقل وفد من الجمعية والسلطات المحلية إلى بيت الطفل عبد السلام لتسليمه مجموعة من الأغطية والملابس استجابة للنداء الذي أطلقه مؤخرا. وعبر مجموعة من المستفيدين عن شكرهم للمحسنين وللسلطات الإقليمية والمحلية وعلى رأسها عامل الإقليم على هذه المبادرة الإنسانية التي تجسد قيم التعاون والتضامن بين جميع مكونات الشعب المغربي. وأكد احمد بوتخوم رئيس جعية AADECأن هذه القافلة التضامنية تأتي استجابة لتغريدة الطفل عبد السلام، وقياما بواجب التضامن مع ساكنة الجبل خاصة بعد التساقطات الثلجية غير مسبوقة التي شهدتها المنطقة ومناطق عديدة من إقليمأزيلال، نتج عنها انخفاض كبير في درجات الحرارة يصل إلى ثماني درجات تحت الصفر. ومن جهة أخرى عبر مجموعة من ساكنة المنطقة عن مجموعة من الحاجيات التي يعتبرونها ضرورية ملحة وعلى رأسها الإعدادية لكون أغلب التلاميذ والتلميذات على وجه الخصوص ينقطعون عن متابعة الدراسة خاصة بالمستوى الإعدادي والتأهيلي حيث يضطرون لمتابعة دراستهم إما بأيت امحمد أو أفورار، كما طالبوا من عامل الإقليم السيد محمد العطفاوي التدخل لكهربة الدور المنسية وتقوية شبكة الماء الشروب بالمنطقة، وتزويد المستوصف بالأدوية وبناء دار للولادة وكذا تقوية وتوسيع الطريق الرابطة بين أيت امحمد وتبانت مرورا بإكمير (أيت عباس) لأنها تضررا كثيرا، كما طالب شباب المنطقة بإحداث ملعب للقرب إسوة بباقي الجماعات. كما طالب مجموعة من ساكنة دوار تمرنوت من جميع المتدخلين بإنجاز قنطرة على واد إكمير لفك العزلة عن حوالي 10 أسر خاصة في موسم التساقطات المطرية أو الرعدية حيث يزداد منسوب الوادي مما يشكل خطرا عليهم وعلى أبنائهم الذين يضطرون لقطع هذا الواد للوصول إلى المدرسة المركزية بإكمير التي تبعد عنهم بحوالي 2 كيلومتر. ولم يفت ساكنة المنطقة التنويه بالمجهودات التي بدلتها الدولة بالمنطقة سواء على مستوى فك العزلة عن الدواوير والمداشير بتعبيد وتهيئة مجموعة من المسالك أو كهربة العالم القروي وكذا تزويد الساكنة بالماء الشروب. وفي المقابل صادفت الجريدة مجموعة من الرعاة الذين كانوا يتهيئون لنقل مواشيهم نحو وجهات مختلفة منها أكادير لكون المراعي بهذه المناطق قد غطتها كميات كبيرة من الثلوج، وأمام غلاء أسعار الأعلاف لا يجد هؤلاء "الكسابة" من حل سوى الترحال. ولنا عودة بالصوت والصورة إلى تصريحات شباب وساكنة المنطقة وكذا الطفل عبد السلام الذي أثار "ضجة" نتمنى أن تثير انتباه المسؤولين مركزيا إلى معاناة ساكنة الجبل عموما، لأن هناك مناطق كثيرة بالإقليم ربما حالها ليس بأحسن من دوار عبد السلام.