اخي و صديقي الأستاذ محمد الغلوسي كما عرفته منذ أن كان طالبا في كلية الحقوق بجامعة القاضي عياض بمراكش إلى قيادة المعارك اليومية ضد الفساد و نهب المال العام و ضد الرشوة . في الجامعة ناضل مع رفاقه الطلبة الطليعيين من اجل حقوق الطالب و من أجل تعليم جامعي في مستوى طموحات الطلبة و تأهيل الجامعة لتستجيب للمواصفات العلمية و العالمية و للمطالب الديمقراطية و حقوق الطالب المادية و المعنوية ,متشبعا بقيم المجتمع المغربي و ممسكا بالروابط الاجتماعية و المجتمعية . بعد تخرجه من الجامعة لمست فيه الشاب الذي لم تمنعه متاريس الظروف الصعبة من شق طريقه نحو مهنة المحاماة بكل إسرار ، رغم الأسلاك الشائكة للولوج لهذه المهنة التي اختارها عن قناعة و عن اقتناع ، متشبعا بمبادئها النبيلة و الهادفة إلى الدفاع عن الحق . لم تمنعه المهنة من تحمله مسؤولية النضال كعضو اللجنة المركزية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي و ككاتب وطني للشبيبة الطليعية التي جعل منها ورشا مفتوحا للتكوين و البحث و الإشعاع و الانفتاح على المحيط و التشبع بالقيم النضالية البناءة ,تميز بنشاطه الحقوقي و بدفاعه عن العمال و المعتقلين و عن المظلومين الذين سلبت اراضيهم أو ضحايا الغش و التزوير و الفساد ، و هو في خضم هذه المسؤوليات الحقوقية و السياسية و المهنية اقتنع بأن اسباب بؤس المغاربة و فقرهم هو الفساد و نهب المال العام . فمن الهيئة الوطنية لجماية المال العام إلى الجمعية المغربية لحماية المال العام و هو المضحي و الحاضر في مقدمة كل المعارك النضالية الوطنية أو الجهوية أو المحلية بدون كلل و لا ملل و السباق إلى فضح كل مظاهر الفساد و المبادر حتى لا يكون فراغ و لا تراجع ، لم تكن له خطوط مرسومة حتى يستثني المفسدين أو يميز بينهم من المتابعة القضائية كيفما كان وضعهم ، كرئيس فرع مراكش للهيئة و ككاتب وطني للجمعية المغربية لحماية المال العام ، مما أثار حفيظة المفسدين و ناهبي المال العام ، لكنه لم يلتفت لأصواتهم الخجولة و التضليلية و لا لمكائدهم ما ظهر منها و ما بطن ، ففي كل المحطات لم نكن نفكر يوما او نهتم بهستيرية المتهمين بالفساد ونهب المال العام أو لتهديداتهم عبر أرقام هاتفية مجهولة أو عبر التدوينات المقنعة التي تنم عن مدى الصرع الذي اصاب هؤلاء ، بل نفكر دائما في الخطوات النضالية الموالية للتصدي لكل أشكال الفساد . و استمر الهجوم المغرض على اخينا وصديقنا محمد الغلوسي عبر بعض المواقع الإليكترونية المأجورة لما تم تحريك الدعوة ضد الوزير السابق مبدع و رئيس جماعة الفقيه بن صالح و ضد الرئيس الأسبق للمجلس الجهوي لجهة مراكش تانسيفت الحوز (مراكش أسفي حاليا ) و رئيس المجلس الإقليمي للصويرة و من معه . لقد عشت مع الأخ الغلوسي كل مثل هذه اللحظات منذ عشرة سنوات و لم أجد فيه إلا المناضل الذي لا يهتم بافتراء هؤلاء و ادعاءاتهم ، بل أجده أكثر جرأة وحماسية للمضي قدما لمحاربة لوبيات الفساد و كل من كان ورائهم , وحتى بالأمس القريب و نحن في اجتماع المكتب الجهوي لجهة مراكش الجنوب كان جد متحمسا لتنظيم المسيرة الوطنية بمراكش صد الفساد ونهب المال العام و الرشوة و الإفلات من العقاب . فتحياتي للشاب الجلمود الذي تتكسر فوقه كل المكائد .