نظمت مدرسة تيموليلت المختلطة التي أسست سنة 1948، الواقعة ضمن النفوذ الترابي لجماعة تيموليلت قيادة أفورار والتابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بأزيلال، حفلا تربويا بهيجا لرفع اللواء الأخضر الذي فازت به المؤسسة في إطار مسابقة المدارس الإيكولوجية؛ وهو الموعد الذي تشرف عليه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة. ويأتي هذا الحفل في سياق انخراط المدرسة المتوجة في البرنامج الوطني للمدارس الإيكولوجية المنظم تحت رعاية الأميرة لالة حسناء وبدعم من مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، بهدف التحسيس وترسيخ السلوك البيئي لدى المتمدرسين والمتمدرسات وجعلهم على وعي بتأثير سلوكياتهم على البيئة. وحضر حفل تتويج المؤسسة باللواء الأخضر كل من ممثلة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة منى بلبكري، وعضو اللجنة الوطنية لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة عبد الرحيم فايز، والمدير الإقليمي للتربية الوطنية بأزيلال حاميد الشكراوي، ورئيس مصلحة الشؤون التربوية مصطفى عابيد ، والمنسقة الجهوية للمدارس الإيكولوجية بهيجة الحسناوي، وممثلين عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، إضافة إلى عدد من المنتخبين والفاعلين الجمعويين، تثمينا لمجهودات الأطر التربوية والإدارية والتلاميذ الذين انخرطوا في بلورة أفكار وبرنامج عمل صديق للبيئة. وقدّم تلاميذ مدرسة تيموليلت المختلطة، خلال هذا الحفل الذي رفع فيه اللواء الأخضر الدولي للبيئة، عروضا فنية أبهرت الحاضرين للتحسيس بأهمية المحافظة على البيئة، إلى جانب زيارة لأروقة معارض التدوير وحماية البيئة والحفاظ على الماء والبستان الإيكولوجي. ويهدف برنامج المدارس الإيكولوجية، حسب منى بلبكري، ممثلة مؤسسة محمد السادس البيئة، إلى ترسيخ التربية البيئية في المناهج المدرسية، وفسح المجال للتلاميذ والتلميذات لبناء مشروع بيئي عملي في محيطهم، من خلال منهجية تنبني على محاور رئيسية تهم تدبير النفايات والاقتصاد في استهلاك الماء، والاقتصاد في استهلاك الطاقة، والاهتمام بالتغذية والمحافظة على التنوع البيولوجي. ودعت بلبكري المؤسسات التعليمية الحاصلة على شارة اللواء الأخضر إلى تجديد هذه الشارة كل سنة، وذلك من خلال الاشتغال على محو جديد منهجية المراحل السبع، قبل أن يتم تقييم تجديدها من طرف لجنة التحكيم الوطنية بحسب نفس المعايير التي حصلت من خلالها على اللواء أول مرة. وفي هذا الإطار، قال حاميد الشكراوي، المدير الإقليمي لوزرة التربية الوطنية بأزيلال، إن هذا الحفل التتويجي يندرج في إطار تفعيل اتفاقية الشراكة المبرمة بين الوزارة وبين مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، ولأجرأة العديد من المشاريع المندمجة للرؤية الإستراتيجية 2015 و2030، خاصة منها المرتبطة بتعزيز قيم المواطنة وتشجيع النبوغ والتفوق. وأشار المسؤول الإقليمي إلى أنه جرى تتويج مؤسستين ابتدائيتين بالمديرية بشواهد تقديرية لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئية وباللواء الأخضر الدولي وهما مدرسة تيموليلت المختلطة ومدرسة كم بتاكلفت. وأضاف الشكراوي، أنه إيمانا من المديرية الإقليمية لأزيلال بأهمية المجهودات التي تبدلها بلادنا بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مجال جماية البيئة والتنمية المستدامة، وانسجاما مع توجهات مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة والتي تروم المحافظة على البيئة وغرس قيم الاهتمام بالمشترك البشري في نفوس التلميذات والتلاميذ بالوسط المحلي للمؤسسات التعليمية، وصونا للحق في بيئة سليمة ومن أجل حق الأجيال القادمة في المواد الطبيعية التي أضحت مهددة بفعل الاستغلال والتلوث الذي أصبح يهدد وجود الحياة على الكوكب الأزر. وأشار المدير الإقليمي إلى أنه سبق لخمس مؤسسات تعليمية بأزيلال أن فازت في نسخ سابقة بهذا اللواء الأخضر، لتنضاف إليها المؤسستين الفائزتين برسم موسم 2018/2019 ويصبح عدد المؤسسات الحائزة باللواء الأخضر بالإقليم سبعة. ولكون المدرسة العمومية رافعة للتنمية المحلية في محيطها ونظرا لأهمية هذا الإنجاز، أكد حاميد الشكراوي أن المديرية الإقليمية بأزيلال ستعمل على دعمه واستمراره ونشره للاستمرار في غرس قيم المحافظة على البيئة لدى المتعلمين والمتعلمات بالمؤسسات التعليمية التابعة لها. من جهته، أبرز سعيد الوافي مدير المدرسة الفائزة ، في تصريح لأزيلال أون لاين، الجهود التي تكرسها المؤسسة لتنمية الوعي البيئي والنهوض بالتربية البيئية خاصة لدى الناشئة، مشيرا إلى أن حصول مدرسة تيموليلت المختلطة على اللواء الأخضر جاء تتويجا لانخراط هذه المؤسسة في برنامج المدارس الإيكولوجية من خلال إنجاز المحاور الثلاثة الرئيسية المطروحة للاشتغال؛ وهي تدبير النفايات والتقليص من استهلاك الماء والطاقة. وأكد الوافي أن انخراط مدرسة تيموليلت في هذا المشروع الإيكولوجي مكن من خفض فاتورة الكهرباء بنسبة 50 بالمائة وذلك بعد الاعتماد على المصابيح الاقتصادية واستعمال الطاقة الشمسية للإنارة الخارجية وكذا اعتماد جرس صديق للبيئة، بالإضافة إلى انخفاض كبير في استهلاك الماء نظرا للاعتماد على تخين ماء الأمطار واعتماد تقنية السقي الموضعي وتزويد جميع الأقسام برادات للماء، وكذا تقليص كمية النفايات بالمؤسسة بسبب تدوير المتلاشيات والنفايات بعد فرزها، مما أدى إلى الشبع بثقافة بيئية سليمة، والحفاظ على نظافة وجمالية المؤسسة ومحيطها. بهذه المناسبة وجه الوافي شكره الجزيل لكل المساهمين في هذا الإنجاز من أطر تربوية وتلاميذ وشركاء وعلى رأسهم الجماعة الترابية لتيموليلت، وجمعية تيموليلت للتنمية وتعاونية تيمات الفلاحية وجمعية آباء وأمهات وأولياء تلاميذ المؤسسة. وفي تصريح آخر لعابيد مصطفى، رئيس مصلحة الشؤون التربوية بالمديرية الإقليمية بأزيلال، أكد فيه أن هذا التتويج يأتي في إطار برنامج إعمال المدارس الإيكولوجية، وأن حصول مدرستي تيموليلت المختلطة ومدرسة كوم بتاكلفت بشارة اللواء الأخضر يؤكد انخراط المؤسستين في هذا الورش البيئي الذي يدخل في إطار التنمية المستدامة والتربية على القيم المشتركة وقيم الجيل الثالث من حقوق الإنسان كحق البيئة والتنمية. وأضاف عابيد أن هذا المشروع الذي يدخل في إطار اتفاقية شراكة ما بين وزارة التربية الوطنية ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة يهدف إلى إشراك المتعلمين والمتعلمات في البحث حلول محلية لمواجهة كل الظواهر السلبية التي تهدد البيئة، مما سيمكن من الغير التدريجي لسلوكياتهم. وفي ذات السياق، أوضح مراد لمزغب، المنسق الإقليمي للمدارس الإيكولوجية بالمديرية الإقليمية لأزيلال والمشرف على المشروع الإيكولوجي لمدرسة تيموليلت المختلطة، أنه تم الاشتغال على هذا المشروع خلال السنوات الماضية، حيث تم التركيز في المرحلة الأولى على ثلاث محاور من أصل سبعة محاور للمشروع وهي الاقتصاد في الطاقة والماء وتدبير النفايات. وأضاف لمزغب أن هذا المشروع يهم بالدرجة الأولى المتعلمين والمتعلمات، حيث يتم تأطيرهم من أجل ترسيخ الثقافة البيئية السليمة، إذ كلما تم الاعتناء بالأجيال الحالية كلما حصلنا على مستقل أحسن، مشددا أن ما يحركه من أجل تحمل هذه المسؤولية هي الغيرة على ناشئتنا وعلى المدرسة العمومية، مضيفا القول ” ولذلك سنبقى دائما في خدمة هؤلاء الأطفال لتأطيرهم وتوجيههم للحصول على مواطن واع فيما بعد”. واستحضر لمزغب السلوكات المشينة التي نصادفها في كثير من الأحيان في أزقتنا وشوارعنا، مبرزا أن هذه السلوكات نتيجة تربية، والمدرسة أحد المساهمين الرئيسيين في التربية، فكلما كانت التربية سليمة، كان هذا الجيل أحسن، والمستقبل أحسن، والوطن أحسن. تجدر الإشارة إلى أن شارة اللواء الأخضر للمدارس الإيكولوجية التي تمنحها المؤسسة الدولية للتربية على البيئة المعتمدة في أكثر من 60 دولة بشراكة مع مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، تمنح للمدارس التي تنخرط في مشروع المدارس الإيكولوجية والتي تعمل على عدة محاور أهمها التقليص من استهلاك الماء والكهرباء والتدبير الجيد للنفايات والمحافظة على التنوع البيولوجي داخل المؤسسة وكذلك الانفتاح على المحيط والإعلام لنشر ثقافة العناية بالبيئة بعد دراسة ملفها من طرف لجنة التحكيم الوطنية للبرنامج. وختم هذا الحفل برفع علم اللواء الأخضر بفضاء المدرسة وأخذ صور تذكارية توثق لهذه اللحظة التاريخية المهمة من عمر المؤسسة وأطرها التربوية والإدارية والتلاميذ.