في الوقت الذي خرجت ساكنة دوار تتنامين من منطقة ايت عبدي في مسيرة احتجاجية الى بني ملال بعدما رفض عامل اقليمأزيلال محمد العطفاوي استقبالهم والاصغاء لمشاكلهم ومعاناتهم باعتباره المسؤول الأول عن كل رعايا جلالة الملك. يوم واحد على المسيرة يقرر العطفاوي القيام زيارة لدوار مجاور لتناتمين ، وهو دوار زركان بأيت عبدي، حاملا إليهم ما سمي بالمشاريع. انتقاصا وتشفيا في ساكنة تناتمين المغضوب عليهم، لنتساءل كيف لهذه الزيارة ان تكون الى ايت عبدي وأهالي دوار من نفس المنطقة لم يعودوا بعد من مسيرة طالبوا من خلالها بفك العزلة. ولكن الرأي العام يتساءل بحرقة :أين هي مشاريع التنمية بأيت عبدي منذ عشر سنوات ونيف؟؟. لم يظهر تأثيرها على محيا رعايا الملك، وأين تأثير مساعدات مؤسسة محمد الخامس للتضامن بداية كل شهر رمضان؟ بل أين تجليات مساعدات المناطق المعزولة المخصصة لهؤلاء الرعايا مطلع كل فصل شتاء؟؟ حقيقة مؤسفة وحقيق ، لاشيء، لا شيء سوى الصور لتلميع الأثر وفي أيت عبدي كم كان السيد العطفاوي متألقا ومتأنقا ومرتاحا وراضيا وهو يلتقط الصور مع أطفال ينخرهم البؤس كما نخر ذويهم، أطفال ينتعلون أحذية تعود للقرون الوسطى، ويلبسون أسمالا رثة وسخة تعيفها النفوس وتمجها، يا لهول المشهد !!!!! لمن كان في ضميره ذرة مواطنة أومسؤولية أوعطف أوانسانية، مشهد مقرف حقا يثير الغثيان والاشمئزاز ختاما يحكى ﺃﻥ ﺻﻴﺎﺩﺍً ﺍﺻﻄﺎﺩ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ ﻓﻲ ﻳﻮﻡٍ ﺑﺎﺭﺩ، ﺛﻢ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺃﻣﺎﻣﻪ، ﻭﺻﺎﺭ ﻳﺬﺑﺤﻬﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍً تلو الآخر، ﻭﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻳﻨﻈﺮ ﻭﻳﺘﻔﺮﺝ. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﺍﻟﺠﺰﺍﺭ ﺗﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﺍﻟﻘﺎﺭﺱ ﻭﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪة، ﻓﻨﻈﺮ ﻋﺼﻔﻮﺭﺍﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺇﻟﻰ ﺩﻣﻮﻋﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻟﻶﺧﺮ: ﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ، ﻛﻴﻒ ﻳﺒﺪﻭ ﺣﺰﻳﻨﺎً ﻋﻠﻰ ﺫﺑﺤﻨﺎ، ﺇﻧﻪ ﻳﺒﻜﻲ ﺷﻔﻘﺔ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺑﻨﺎ ! ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﻔﻄﻨﺔ ﻭﺫﻛﺎﺀ:” ﻻ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺩﻣﻮﻉ ﻋﻴﻨﻴﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻓﻌﻞ ﻳﺪﻳﻪ “. فويل لقاضي الأرض من قاضي السماء!!!!!