دققنا وندق ناقوس الخطر منذ سنوات مضت، تنبيها وإشعارا بانقراض نبتة الزعتر، النبتة التي تمثل الغطاء النباتي لمساحة مهمة من غابات جماعة تيلوكيت ، النبتة التي تنبعث منها رائحة طيبة تساهم في تعطير جو الوسط الطبيعي ، النبتة التي تعتبر كلأً تتغذى عليه الماشية، ومن رحيقه يتغذى النحل، وكلاهما مصدر قوت أغلب ساكنة المنطقة إضافة الى أنها نبتة صيدلية بامتياز . الكارثة البيئية المحتملة تعود إلى السنوات الاخيرة التي عرفت حصادا وفي بعض الاحيان اقتلاعا لنبتة الزعتر من الجذور دون احترام فترة إكتمال نموها، حي من جهة تبدأ عملية استنزافها من الطبيعة في وقت مبكر من السنة الفلاحية، ومن جهة ثانية الاستنزاف لايقتصر على نبتة الزعتر داخل الحقول (ممتلكات خاصة) بل الكمية الكبيرة منها تستنزف من الغابة ، وهذه الاسباب تجعل نبتة الزعتر في تراجع سنة تلو الاخرى . وارتباطا بما سبق يبقى السبب الرئيسي الذي يجعل استمرار نبتة الزعتر داخل غابات الجماعة الترابية بتيلوكيت في كف عفريت، وانقراضها واقعا محتملا على المدى القريب، هو التهافت الحاصل بين المقاولين الذين يشترون هذه النبتة تحت غطاء التحايل على القانون، والحصول على تراخيص من طرف السلطة المحلية تسمح لهم بحصادها من الملكيات الخاصة فقط، والتي يستغلونها في حصاد كمية كبيرة منها وتقدر بالاطنان من الملك الغابوي ، دون رقيب ولا حسيب أو ضمير. وما يدعو للحيرة ويجعل الغيورين على هذه البيئة من جهة يشتكون ويراسلون المسؤولون عن البيئة إقليميا وجهويا ووطنيا عما حصل من أضرار لنبتة الزعتر، ولازال يحصل إلى الآن ، وفي نفس الوقت يتساءلون، من يحمي مافيا استنزاف نبتة الزعتر بتيلوكيت ؟ وكيف للسلطة المحلية أن تمنح رخصا دون مراقبة مصدر حصاد نبتة الزعتر ؟ وهل السلطة المحلية يخفى عنها كمية نبتة الزعتر الموجودة في الحقول مقارنة مع ما يستنزف من نبتة الزعتر كل هذه السنوات الاخيرة ؟ ومن جهة أخرى يناشد الغيورون على بيئة هذه المنطقة السياحية والجميلة بجبالها الجذابة التي يكسوها غطاء نباتي متنوع المسؤولين عن القطاع الغابوي التدخل والاسراع في اتخاذ التدابير لانقاذ مايمكن إنقاذه خلال هذه السنة، والعمل مستقبلا على تحصين نبتة الزعتر من الاتلاف المؤدي إلى الانقراض .