قتلت الطالبة حياة ، فاسألوها كيف قتلت ؟ لقد قتلت في البحر كيف ، و كيف قتلت ؟ . لم تنتحر هربا من القدر ، بل ركبت البحر هروبا من الحكرة و الفقر ،لم يبقى لها امل في وطن لأبنائه ظل يتنكر و حكامها ينهبون أمواله و ثرواته و لا رادع لهم . ركبت حياة الزورك الشبح هربا من الحكرة فقتلت ، و من الظلم الحكومي و الاجتماعي فرت فقتلت ، لكنها كيف قتلت ؟ قتلت برصاص وطنها قتلت . برشاش وطنها قتلت . حياة لم ترض عقود الشغل بالخليج لأنها عقود استغلال و استعباد و النيل من كرامة الفتاة المغربية ، حياة لم نرد أن تبيع جسدها للمترددين على البلاد من شواذ و مكبوتين من أصحاب العقال الخليجي ، و فضلت العمل و الكد في بلاد ما وراء الأبيض المتوسط حيث يحترم الإنسان و يقدر حقوقه و يحميه من الاستغلال ، لكنها في طريقها إليه قتلت . حياة فضلت عيشا يصون كرامتها بعد أن أصبحت كرامتها و كرامة الشباب و الشابات الباحثين عن الشغل في المزاد السياسي في هذه البلاد و بعد أن أصبحت الحكومة تبيع الوهم للشباب ، لكنها قبل احقيق حلمها قتلت . و كيف قتلت ؟ هل لأن ربان الزورق السريع رفض الامتثال لأمر بالتوقف الصادر عن وحدة قتالية تابعة للبحرية الملكية ؟ أم أن في الزورق رجال مسلحون ؟ لقد قتلت رميا بالرصاص ، و هل يقتل بالرصاص من هو أعزل ؟ إنها جريمة فوق العادة و أبطالها القيمون على الشأن العام في هذا الوطن و لوبيات الفساد و نهب المال العام و أباطرة اقتصاد الريع و شبكات تهريب المخدرات و البشر و العملة الوطنية . فكيف يرد الاعتبار لأسرة الشهيدة و إلى أهل تطوان ؟ هل بمحاكة من أطلق الرصاص ؟ أو بمحاكمة ربان الزورق ؟ أم الذين أطلقوا الرصاص على أناس عزل ؟ أم البحر ؟ أم شبكات التهريب ؟ من تجب محاكمتهم إذن ؟ إن المحاكمة يجب أن تشمل الجميع بدءا من الذين أطلقوا الرصاص و الذي أمرهم بذلك إلى رئيس الحكومة و وزير التشغيل و وزير التعليم و وزيرة الشؤون الاجتماعية إلى وزير الداخلية و كل من له علاقة بالموضوع حتى لا نفاجأ بطي الملف بتقديم ضحايا أبرياء كما تم ذلك في ملف محسن فكري بالحسيمة .