ترأس السيد مصطفى السليفاني مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملالخنيفرة اللقاء الجهوي حول إرساء "مدرسة المواطنة" وذلك صباح اليوم الثلاثاء 29 ماي 2018 بالقاعة الكبرى للأكاديمية بمدينة بني ملال، بحضور ممثلين عن المديرية المكلفة بمجال الحياة المدرسية، وممثلين عن قطاعات حكومية، وتمثيلية من مديري المؤسسات التعليمية، والأساتذة منسقي الحياة المدرسية، ومنسق المرصد الجهوي والمراصد الإقليمية لمناهضة العنف بالوسط المدرسي، وشركاء الأكاديمية من جمعيات المجتمع المدني ووسائل الإعلام. ويندرج هذا اللقاء في إطار تفعيل مضامين الرؤية الإستراتيجية للإصلاح 2030-2015، وتحديدا الرافعة 18 حول ترسيخ مجتمع المواطنة والديمقراطية والمساواة، كما يأتي تنفيذا لتوصيات اليوم الدراسي الوطني ليوم 24 أبريل الماضي المنظم من طرف المديرية المكلفة بمجال الحياة المدرسية بالوزارة بتعاون مع منظمة اليونيسف. وخصص هذا اللقاء، لمناقشة موضوع التربية على الديمقراطية والمواطنة بهدف صياغة اقتراحات عملية، ووضع خارطة طريق لمختلف المتدخلين من أجل إرساء "مدرسة المواطنة" والتعبئة حولها، وذلك في إطار يضمن انخراط الجميع في هذا المشروع، كما يروم اللقاء تقديم مقترحات من شأنها تحسين الصيغة المقترحة لوثيقة "ميثاق مدرسة المواطنة" المعروضة للنقاش. وفي كلمته الافتتاحية بالمناسبة، أكد السيد مدير الأكاديمية الذي عين حديثا على رأس الأكاديمية الجهوية لجهة بني ملالخنيفرة قادما إليها من المديرية الإقليمية لميدلت، أهمية هذا اللقاء لإعطاء الانطلاقة لمشروع تربوي متميز، يستمد راهنيته و أهميته و مشروعيته من الوظيفة الأساسية للمدرسة المغربية، المتمثلة في التربية على قيم التسامح، والتعايش و قبول الاختلاف، وترسيخ قواعد السلوك المدني لدى المتعلمات والمتعلمين باعتبارهم رجال ونساء الغد وباعتبار التفاعل الجدلي بين الحياة المدرسية والحياة المجتمعية. وقال السليفاني " إن مشروع : " دعم تعزيز التسامح و السلوك المدني والمواظبة، والوقاية من السلوكات المشينة بالوسط المدرسي"، الذي نحن بصدد إعطائه البعد الجهوي اليوم، يندرج في إطار اتفاقية الشراكة الموقعة بين وزارة التربية الوطنية، والرابطة المحمدية للعلماء، وبدعم من برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، ويهدف إلى تعزيز السلوك المدني والمواطنة لدى الشباب، وتوفير الإجابات الكافية لمواجهة السلوكات ذات الأبعاد الخطيرة. وأشار مدير الأكاديمية إلى أن ن المدرسة تظل، بمفهومها الواسع ، كما تم التأكيد على ذلك خلال الندوة التي نظمها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي حول : " المدرسة والسلوك المدني " ، من أقوى المؤسسات الاجتماعية التي تعمل على تكوين السلوك الاجتماعي لدى الأفراد، قصد تأهيلهم للقيام بوظائفهم الاجتماعية الأساسية، وهي بذلك تسهم إلى جانب المؤسسات والتنظيمات الاجتماعية الأخرى في تدبير وتنظيم الشأن الاجتماعي، وتنمية الجوانب العلائقية، والتواصلية بين مكونات المجتمع. مما يجعل دورها محوريا، في الارتقاء بالفرد والمجتمع على المستوى السلوكي والقيمي، إضافة إلى باقي المهام المنوطة بها في مجال نشر العلم والمعرفة. واستحضر السيد السليفاني الرسالة الملكية السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده إلى المشاركين في الندوة الوطنية التي نظمها المجلس الأعلى للتعليم في موضوع " المدرسة والسلوك المدني " يومي 23 و 24 ماي 2007 ، والتي أكدت على دور المدرسة في النهوض بالسلوك المدني، إذ يقول جلالته: " إذا كان النهوض بالسلوك المدني، يعد مهمة تربوية مطروحة بإلحاح على المجتمعات المعاصرة، فإن الاضطلاع بها يسائل بالدرجة الأولى، المنظومات التربوية، ويجعل مسؤوليتها مركزية، ودورها راهنيا وحاسما في هذا المضمار" انتهى المنطوق الملكي السامي. وفي هذا الإطار، واعتبارا لدور المدرسة في التنشئة الاجتماعية، أكد مدير الأكاديمية حرص الرؤية الإستراتيجية 2015 2030 ، التي تعتبر نتاج مشاورات موسعة مع مختلف الفاعلين والشركاء في المجال التربوي، على استحضار البعد التربوي في مختلف المشاريع المعتمدة، والتركيز على المتعلم باعتباره قطب الرحى في العملية التربوية برمتها، ومن هنا يعتبر هذا المشروع، الذي نحن بصدده اليوم، تفعيلا وأجرأة لمضامين هذه الرؤية، وخاصة الرافعة 18 حول ترسيخ مجتمع المواطنة والديمقراطية و المساواة. وشدد مصطفى السليفاني على حرصه من موقع مسؤوليته، على تتبع تنفيذ هذا المشروع، وأجرأته حتى يحقق الأهداف المنتظرة منه، في أفق الحد النهائي من كل السلوكات المشينة التي يعرفها الوسط المدرسي، والتي تظل حالات شاذة ومعزولة، وجب التصدي لها بالوقاية، والتحسيس والتوعية، وبالصرامة اللازمة وفق المقتضيات القانونية، كلما تطلب الأمر ذلك. ونراهن على دعمكم جميعا، كل من موقعه، في إطار مقاربة تشاركية ناجعة، لجعل المدرسة فضاء للتسامح والتعايش وقبول الاختلاف، وترسيخ السلوك المدني. وتم خلال هذا اللقاء تقديم ثلاثة عروض تأطيرية، الأول والثاني حول خلاصات اللقاء الوطني حول إرساء مدرسة المواطنة من تقديم الإطارين بمديرية الحياة المدرسية هشام برقية وسعيد المنيرة ، والثالث عبارة عن تقديم تجربة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملالخنيفرة حول ترسيخ المواطنة والسلوك المدني وتقديم محاور مقترح "ميثاق مدرسة المواطنة" من تقديم محمد بوقدير. وانصبت تدخلات المشاركون على مناقشة سبل إرساء مدرسة المواطنة، وعرض تصوراتهم واقتراحاتهم التي من شأنها إغناء التوصيات التي خلص إليها اللقاء الوطني، كما سيتم استثمارها من أجل بلورة الصيغة النهائية ل"ميثاق مدرسة المواطنة". div class="a2a_kit a2a_kit_size_26 addtoany_list" data-a2a-url="http://www.azilal-online.com/?p=50793" data-a2a-title="إرساء "مدرسة المواطنة" موضوع لقاء جهوي بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملالخنيفرة (فيديو)"