الذين يبيعون الوطن و لو بالتبن هم رموز الفساد و الرشوة و نهب المال العام و نهب الثروات الطبيعية للبلاد و تهريبها ، هم الذين كانوا وراء كل الأزمات التي عاشها المغرب و لا زال يعيشها حتى يومنا هذا .و لم تعد تجلياتها خافية على أحد على المستوى الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي . فكل المؤشرات تقر بذلك ، لأن مظاهر الفساد ونهب المال العام و الرشوة و اقتصاد الريع و الجمع بين السياسة و المسؤولية و الإفلات من العقاب و ضعف القضاء ، أساس التخلف العميق الذي أصاب بلادنا ، و أساس تفشي الغش و التزوير والتحايل على القوانين و البطالة و الانحراف و التطرف و الاستغلال و الاستبداد ، إنها مظاهر أصبحت تشكل الخطر الحقيقي على حياة الشعب المغربي و على أمنه و أمانه و على وحدة ترابه ، لأن هذه المظاهر ، حسب كل الدراسات العلمية و كل التقارير الدولية ، تؤكد بأنها تشكل العرقلة الرئيسية لأية تنمية مستدامة سليمة و مندمجة يكون فيها المواطن المغربي هو مركز الاهتمام ، لكن لما أصبح زواج المال بالسياسة في بلادنا ، حيث الجمع بين السياسة و المال في تسيير شؤون البلاد ، فإن الأمر أصبح ينذر بما هو أخطر مما نحن فيه , أي مسار لن يفضي إلا إلى ما هو أسوأ و أخطر ، لأننا نعيش بأن الوزير أو البرلماني أو رئيس جماعة لا يدافع إلا على ما يفيد شركته أو مقاولته أو مصالحه و لا يهمه ما يتربص بالوطن من مخاطر جراء هذه السياسة ، و بالمقابل يبقى الشعب يدافع عن وطنه بالجوع و بالعطش و يتحمل الأمراض و النكبات و يبدع في اساليب الرد على لوبيات الفساد و على فلول الإقطاع الذين ظلوا يبيعون الوطن و لو بالتبن لمن يريد أن يشتريه من خليجيين و أوربيين و أمريكان بل حتى من بني صهيون . و الشعب يختار أدوات الحفاظ على وحدته و وحدة ترابه و الدفاع عن كرامته بالوقفات و بالمظاهرات السلمية و بمقاطعة الانتخابات و بمقاطعة بعض المنتوجات التي هي في الأصل ملك للشعب قبل أن تنزع منه لتتحول إلى ريع اقتصادي و امتيازات لأشخاص تحولوا إلى مصاصي دماء المواطنين و المواطنات .إن كل البدائل التي يعتمدها الشعب المغربي ليس إلا رسائل قوية للحكومة التي ترعى تجار الوطن و تحميهم من المسائلة و المحاسبة و من المتابعة و إرجاع الأموال المنهوبة إلى خزينة الدولة ، مجندة أحزابها لتضليل الرأي العام الوطني و الدولي و مسلطة وزرائها على الشعب كي يهينوه و يقمعوه و يعتقلوه و يصفوه بأوصاف لا ينطق بها إلا من سفه نفسه ، و أما الشعب المغربي فهو فوق تلك الأوصاف ، لأنه أبي و مناضل و مكافح و تحرري على مر الزمان و لم و لن يعرض بلده في المزاد العلني كما يفعلون و لن يبيعه و لو ببلايين الأطنان من التبر